Wednesday, October 3, 2007


الجمري والمرأة.. موقف غير تقليديعفاف الجمري
رداً على (من حياة الجمري) وصلتني ردود كثيرة أشكر أصحابها ولكن هناك تعقيباً ملفتاً يقول:‘’أستغرب أن يكتب شخص عن قريب عزيز له مثل ما كتبتِ. كأن الشيخ لم يكن أباك أبدا. أو على الأقل هو من أقربائك إلا أن يكون أبا لكِ... شخصية الجمري شخصية ملهمة للبعيد عنه فكيف يكون للقريب فاقدا للحرارة الملهبة التي افتقدها مقالك... كان جميلا، مناضلا، معتقلا. سيدتي أريدكِ أن تتأملي مقال زميلتك في الصحيفة ‘’ياسمين خلف’’ وكيف هي الحرارة الملتهمة لمن فقد عزيزا’’. أردت تجاهل هذا التعقيب لكني تراجعت لقساوته ولأنه يمثل نفراً يجولون في المواقع الإلكترونية بأسماء مستعارة فأقول للمعقب ‘’وإن كنت أشكرك على حرارتك المستبطنة تجاه الوالد لكنني أحب أن أذكرك ببعض النقاط: أولا، أنا أكتب في صحيفة هي للجميع ولها قوانين وقد نصحني رئيس التحرير مشكورا من أول مقابلة معه أنه لا يسوغ الشخصنة في الكتابة وترددت فعلاً في الكتابة عن الوالد، لكنني حزمت أمري لأنني شخصّت أن الكتابة عنه فيها شقان أحدهما: شخصي وهو المرتبط بعواطفي كبنت. والآخر وطني ديني وهو المرتبط بشخصيته الوطنية والدينية وهذا جانب عقلاني فارتأيت أن أنتحيه وأخفي عواطفي، وهل تصدق بأنك أكثر حزناً مني؟ محال، أستطيع أن أصب آلامي على الورق، ساعتها لن يكون عموداً بل بركاناً لا يصب في صالح الموضوعية في الطرح. ولأنعش ذاكرتك قليلاً إن كنت تتذكر أنه في مثل هذا اليوم الذي أكتب فيه المقال الآن وهو يوم ‘’عرفة’’ اعتقلت قبل عشر سنوات عندما كان هو في السجن نكاية به وضغطاً عليه وأحضروني من زنزانتي الانفرادية مرات للضغط عليه، وكانت روحه تصعد للعلياء كل مرة يحضرونني إليه ولن أصف مرارة الموقف على كلينا، نحن يا أستاذ لم تهدأ لنا دمعة منذ العام 88 ولن تهدأ حتى نلحق به فهل هذا يريحك؟. و نحن (أنا وإخوتي) مازلنا نعامل في كل الدوائر الرسمية والوزارات بقانون أمن الدولة وإن كان التضييق على غيرنا 10% فإنه علينا 100% فهل أنت أكثر تألماً منا؟. أخيراً أقول لك رفقاً بولد الجمري وكفاكم حرباً عليهم فإن ذلك يؤذيه إن كنت توده. أعتذر للقراء وأعود لمواصلة مجرى الحديث الذي وعدت به، حيث وعدت بالتطرق لموقفه من المرأة، بدافع الكشف عن نماذج نيرة للناشئة. قد يكون من الناحية النظرية تقليدياً تجاه المرأة فليست لديه نظرية تجديدية تجاهها فهو لم يتفرغ للدراسة والبحث بشكل كافٍ لكنه عملياً ينتحي من المرأة منحىً حقوقياً متطوراً جداً يخرق زمانه وواقعه فمن ناحية المرأة الزوجة فإنه هام بها هياماً شديداً بصورة تحسد عليها من جيل الشباب قبل الكهول شاركها كل أموره واعتبرها رفيقته في كل شيء ولا صديق أقرب له منها وكان يستشيرها ويبث همومه لها ويناديها (خديجتي) نسبة لمكانة السيدة خديجة (ع) من الرسول (ص) ورفض كل العروض للزواج من ثانية ولا حتى التمتع وكان بالمناسبة ينتقد كثيراً الفوضى الناتجة عن انغماس الرجال في تعدد الزوجات والتمتع والمسيار وإساءة استخدام الأحكام الشرعية وفي ذلك قصص طريفة كثيرة. حتى وهو في السجن عرضوا عليه هذا الأمر، وفي الإقامة الجبرية دخلت عليه فتاة ولست أدري كيف أخترقت كل الحواجز مستغلّة سفر الوالدة وعرضت نفسها عليه، وغيرها الكثير مما أتركه لغيري يتحدث عنه، أما من ناحية المرأة البنت فإنه كان يعاملها مثل الولد وأفضل عملاً- كما يقول- بقول الرسول (ص) فإذا حضر إلى المنزل حاملاً شيئاً من الطعام أو الفاكهة وركض له أطفاله فإنه يقدم البنت فيعطيها أولاً ويعقب أن الرسول (ص) أمر بذلك وحتى في وصيته - وهو لم يخلِّف مالاً- وإنما يمتلك منزله الحالي ومجلسه المنفصل عنه ويحتوي على 3 شقق يسكنها أبناؤه، و بيته القديم الذي ورثه من أبيه حتى هذا وزعه بالتساوي على أبنائه وبناته وزوجته لأنه- وليس هذا اعتراضاً على الشرع ولكن شفقة - لا يريد للبنت أن ترث فقط النصف مما يرثه الولد ولا لزوجته أن ترث فقط الثمن، ويغدق على أسرته وزوجات أبنائه وأزواج بناته حناناً فياضاً فهو رجل أسرة بامتياز والجميع يشهد بذلك فيأخذ على نفسه أن يعطي الجميع من الضم إلى الحضن والتقبيل والتلفظ بالجميل الشيء الكثير. أما بالنسبة للمرأة خارج المنزل فإنه بشهادة من تصدى لحل قضاياهن مع خصومهن - نصيراً للمرأة وآخذاً بحقوقها.
إضافة تعليق على المقال

الحبيب - البحرين
الثلاثاء 23 يناير 2007
من رحاب العطف والأبوة نستلهم السكينة والرقي المسؤول مع تحمل كل معاني القسوة لفراقه نتوجه للعلي القدير أن يحشره مع من يحب ..ولي ذكريات مع هذا الأب عندما كان يأتي قريتنا وكنت أجوب بكامرتي للتقاط بعض الصور لشخصه فكنت أشعر أنه ينظر الي وتناغي عيني عينه وكنت أراه وكأنه يسأل عن شخصي لمن جمبه وبعينيه تربيت وبكلامه حبيت ومشيت وأذكره عندما كان في مستشفى الرياض وكنت جالس وعيني لا تفارق شخصه وأذكر عندماتشرفت بزيارته في زوج إبنته قبل وفاته بي خمسة الى ستة شهور عنما ذهبنا أنا وبعض النفر بعد الإستأذان من إبنه النائب محمد جميل وكنت جالس جمبه واضعاً يدي في يديه وهو ضاغطٌ عليها بحنان لم أشعر به الى وانا معه ... رحم الله الوالد الكبير والأب الحنون الشيخ الجمري "قدس"
زهراءعبدالنبي مبارك - البحرين
السبت 20 يناير 2007
لا أعرف ماذا اقول او كيف ابداء حديثي فكل ما سأقوله لك او أقوله عن فضائل ابانا الشيخ الجمري هو القليل القليل ,فياليت جميع الاباء يقتدون بهذا الرجل العظيم الذي ضحى بكل شيء من أجلنا ومن أجل عزتنا وكرامتنا ومن أجل ان نعيش عيشة كريمة .رحمه الله لقد كان اباً حنوناً وقيادياً عظيم .
Anees - البحرين
الثلاثاء 16 يناير 2007
الشيخ رحمه الله كان حنوناً على الجميع ألبعيد والقريب. لقد رأيت مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ الجمري يناغي ويحادث طفلاً عند زيارته لسترة ولعل الطفل كان لأحد شهداء أحداث التسعينيات . كان الحنان يتدفق من الشيخ ، كان يحدث الطفل ولو أستطاع لكان أدخله قلبه. على فكرة ياأخت عفاف نحن لانحسدكم عليه لأننا شاركناكم فيه، فقد كان رحمه الله والد الجميع. هو لم يقصر مع الناس لذلك مشت الحشود في جنازته من المنلمة الى بني جمرة في ذلك البرد القارس
جعفر حبيب - البحرين
الثلاثاء 16 يناير 2007
الله يعطيك العافيه اختي الحبيبه عفاف ونتمنى المزيد من المعلومات عن حياة والدنا الشيخ المجاهد قدس سره لانه في حياته الكثير من الدروس والعبر وانا اعتقد ان كل ماكتبتيه ما هو الا نقطة في محيط. وفي الختام اقول اللهم احشر والدي الشيخ الجليل المجاهد في رحاب آل محمد يوم تحشرنا بين يدك وعندك نحتسبه يارب العالمين ورحم الله من قرا لروحه الطاهره ثواب الفاتحه مع الصلوات.
منى - البحرين
الثلاثاء 16 يناير 2007
تعجز الكلمات عن التعبير..ولا اقدر اقول لك الا هنيئا لك هدا الوالد العظيم أختك منى

إبراهيم - البحرين
الثلاثاء 16 يناير 2007
السلام عليكم أختنا في الله عفاف الجمري لست متابعا لمقلاتك دائما لكن عندما كتبتي عن شيخنا الجليل الله يرحمه برحمته الواسعة كان الشوق دائما لمعرفة سر هذة الشخصية العظيمة من أقرب الناس إليه ألا وهي أنت وأخوك الدكتور منصور عبر الصحافة ولكن أسمحي لي أن أبدي تضامنا معك للتعبير القاسي الذي وصلك من أحد الأخوة سامحة الله الذي لم يعرف الضروف وكأنه يرى بأن الصحيفة مملوكة لك ولك الحرية في كتابة ما تشائين جاهلا ما أصابكم وتتعرضون له لست من هواة الرد على المقالات لكنني لم أتحمل السكوت عندما قرأت المقال وكأن هذا التعقيب موجها لي .
إبراهيم - البحرين
الثلاثاء 16 يناير 2007
















No comments: