الجمــــــــــــري نصــــــــــــــــــــيرا للمــــــــــــــــرأةعفاف الجمري
استكمالا للحديث السابق نتكلم حول موقف الجمري من المرأة عموما: فإنه بشهادة من تصدى لحل قضاياهن مع خصومهن - نصيراً للمرأة وآخذاً بحقوقها وقضايا الطلاق بالنسبة له معضلة. فهو يسير حسب مراحل كثيرة من محاولات الصلح ويحضر المتخاصمين حتى إلى المنزل ويشرك زوجته وبناته معه في العمل للوصول لهذه الغاية ولا يستجيب لطلب الطلاق إلا إذا باءت كل الحيل بالفشل.من الحيل التي كانت لديه مصطلح عنده وهو (قبلة الوداع) فإذا فشلت كل جهود الإصلاح فإنه يأمر الزوج أن يختلي بزوجته بحجة التفاهم وقبلها يسر له في أذنه أن ‘’قبلها قبلة الوداع’’. وفي كثير من الأحيان شهدنا - بما يبعث على الضحك - تراجع الزوجين عن الطلاق بعد هذه الخلوة، وفي إحدى المرات لم يكن ثمة مناص من التطليق فتم وكانا المعنيان هم والد ووالدة زميلة لي في المدرسة، علقت في اليوم التالي ‘’أبوك طلق أمي من أبي’’ نقلت له هذه الجملة بعفوية فامتنع بسبب ذلك عن الطلاق منذ العام 1978 حتى نهاية عمره، فكان إذا فشلت كل جهود الصلح وكان لا مناص منه فإنه يقوم يرسلهم لشيوخ آخرين لإتمام التطليق. كان يميل دائماً لنصرة المرأة ويقول إنها مستضعفة والأمثلة كثيرة لا تحصى أتمنى من أصحابها أن يكتبوا بأنفسهم (حتى لا أُحاسب لو ذكرت أسماءهم) ومن الأمثلة: أن أحدهم تزوج للمرة الثانية وله من الأولى ثمانية أطفال فذهب للمحكمة يريد تطليقها وإخراجها من المنزل هي وأطفالها ليسكنه مع زوجته الجديدة فرفض الشيخ الجمري طلبه وقال له ‘’اخرج أنت من المنزل واتركه لها مع الأطفال وادفع لهم راتباً شهرياً’’. وعندما رفض، جعل النفقة تقتطع من راتبه مباشرة من البنك على رغم أنفه وبقيت الأولى مع الأولاد في المنزل ومازالت تثني على الوالد حتى اليوم.غيرها كثيرات، وكان مسانداً لتعليم البنات في الوقت الذي كان يعتبر عيباً خصوصاً بين رجال الدين الذين لم يسمحوا لبناتهم بدخول المدارس الحكومية، حيث كانوا يشترطون لدخولها أن تكون إسلامية خالصة يسودها الحجاب ولا موسيقى فيها.. الخ. بينما كان يرى أنه: ‘’ربِّ أبناءك وبناتك وادفعهم في المجتمع’’. حتى بالنسبة للاختلاط في الجامعة لم يكن يدعو له لكن لم يكن يحاربه فكان يقول إن الحجاب الحقيقي ينبع من الداخل بالنسبة للمرأة والرجل ولا يعني هذا عدم اهتمامه بالستر الشرعي بل إنه عنده من الأمور المهمة جداً التي يربي عليها بناته قبل سن البلوغ. وقد جاهد بالتعاون مع أهالي بني جمرة لإنشاء مدرسة ‘’هاجر’’ للبنات في العام ,1975 حيث أن القرى المجاورة من ‘’الدراز’’ و’’البديع’’ كانت تمتلك مدارس للبنات إلا ‘’بني جمرة’’ التي كانت بناتها وكن بالمئات ينقلن يومياً في الصباح على دفعات بواسطة حافلة الوزارة لمدرسة البديع التي فيها ما ينيف على المئة تلميذة فقط، ويحدث تدافع للصغيرات أمام الحافلة يومياً وهن بالمئات حتى حدثت حادثة مأساوية عندما دهست الحافلة طفلتين (أميرة وخديجة) فطلب من الوزارة مدرسة خاصة ببنات بني جمرة. ولما لم يستجيبوا، أمر الأهالي بإمساك بناتهن عن المدرسة فاستجابوا بالإجماع واستمر الإضراب عاماً كاملاً حتى ذهب للوزير المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة ورفض أن يشرب فنجان القهوة الذي قدمه له إلا أن يقسم الوزير بتحقيق طلبه أولاً (على طريقة العرب) فأجابه، فقال له: طلبي مدرسة خاصة بالبنات فكانت المدرسة.حتى بالنسبة لإشراك المرأة في الأنشطة الاجتماعية والدينية، حيث أنه سابقاً كان محظوراً عليها عرفاً وحتى على مستوى العزاء في محرم- بالنسبة للشيعة - كانت تقف متفرجة فأسس لعزاء خاص بالنساء في ليلة الحادي عشر من محرم وفي المساجد كانت المرأة تدخل في بعض المناطق أما في بني جمرة فكان من المحظورات إلى أن كسر هذا العرف وقسم المسجد في العام 1979 بستارة وأصبح مركزاً للأنشطة الثقافية النسائية والرجالية وحدثت معارضة شديدة في البداية من قبل متنفذي القرية، وأذكر أنه في العام 1994 عندما تم الشروع في جمع التوقيعات للعريضة النخبوية أولاً، وصلت العريضة للدكتورة منيرة فخرو التي اشترطت (أحييها لأنها أول من انتبه لأهمية هذا المطلب) أن يضاف لها مطلب ‘’حقوق المرأة’’ كي توقع عليها. أذكر أن الشيخ عبدالامير وافق على طلبها وأثنى عليه وأثنى عليها. كان يحث النساء والرجال على المشاركة في الحركة المطلبية السلمية وقد شهد التاريخ الحديث للنساء خصوصا بالفضل فوجدناهن يقفن صغيرات وكبيرات إلى جانب الرجل بكل قوتهن ويضحين بأغلى ما يملكن حتى سقط منهن الشهيدات وسجن منهن من سجن ورملت منهن من رملت أملاً في مستقبل مشرق لجميع المواطنين حتى انجلت الغمة بتدشين المشروع الإصلاحي الذي أفرح الجميع قبل أن يشهد تراجعات وتظهر تقارير. نأمل أن يصلح سبحانه شأن هذا الوطن العزيز فيتجدد المشروع الإصلاحي و يعود الأمل.
التعليق:
عفاف الجمري - البحرين
الثلاثاء 20 فبراير 2007
afaf39474225@gmail.com
دلال عبدالله - البحرين
السبت 13 يناير 2007
الله يرحمه، ويسكنه فسيح جناته.استاذة عفاف.. ممكن تخدمني في شيء...؟!! اتمنى ان احصل ايميلج..
ام عباس - البحرين
الثلاثاء 9 يناير 2007
الله يرحمه ويرحم والديه وجزاه االله خيرا شكرا اختي عفاف
ام غدير - البحرين
الثلاثاء 9 يناير 2007
مقال جميل ورائع
-
Wednesday, October 3, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment