أعمدةهل يقتطف السنة والشيعة من ميراث الجمري؟عفاف الجمري
استتباعا لحديثنا السابق حول موقف الجمري من الطائفية، أذكر (وكان رحمه الله يحدثنا بكل مايحصل له أولا بأول) أنه قال لـ(ايان هندرسون) المدير العام للامن العام الاسبق أثناء التحقيق معه في اعتقاله الأول سنة 1988 ‘’إن مما يحز في نفسي أنك أجنبي وتحقق معي في بلدي’’. كان مستاء من ثقة السلطة به أكثر من ثقتها في الشعب، وكان رحمه الله يهتم بالشأن الإسلامي الخارجي السني بنفس القدر مع الشيعي فيهتم بالجزائر وفلسطين بنفس القدر من الاهتمام بإيران والعراق ويدعو للجميع بحرقة. كان لا يفرق بين مسيحي ومسلم وشيعي وسني، كذلك بين هذا التيار الشيعي أو ذاك. في السبعينات كان موضوع ‘’الأصول’’ و’’الإخبار’’ يثير زوبعة عند المتدينين الشيعة في حين أنه سمح لنا ونحن أبناؤه أن ننهج اتجاهاً مغايراً له بل ونقوم بنشاطات تلائم اتجاهنا من داخل منزله، وعلى رغم الحرب التي جُوبه بها لفترة ليست بالقصيرة إلا أنه كان يخدم الجميع من موقعه كعالم دين وكقاضٍ شرعي، وبابه مفتوح ليل ونهار من دون استراحة والجميع يشهد بذلك.كان في التسعينات يتفقد أسر المعتقلين من جميع التيارات دونما تفرقة بالمعونة المادية على رغم المحاذير الأمنية، وفي بداية التسعينات عندما أفرج عن مجموعة من المعتقلين السياسيين التابعين لجمعية العمل الإسلامي حالياً (وللحقيقة فقد عانوا وأسرهم الكثير مما هو أغرب من الخيال) بادر بدعوتهم لوليمة محبة في منزله، وفي بداية المشروع الإصلاحي سعى للتواصل مع جماعة المرحوم العلامة الشيخ سليمان المدني بتبادل الزيارات، وسعى أيضاً للتواصل مع جمعية ‘’الإصلاح’’ برئاسة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة والذي لو بقي في نشاطه السياسي لكانت البلد بألف خير وحالياً فقد بادل الوالد المستوى نفسه من الحفاوة والزيارات المتبادلة وعلى مستوى المؤسسات والاحتفال الموحد الرائع الذي جمع طاقات الطرفين. هذا كله ناهيك عن تصدره للعريضتين النخبوية والجماهيرية سنة 1992 و.1994 واللتان كانتا بالتعاون مع رموز سنية إسلامية وليبرالية وشيعية مطالبها التي كانت وطنية بحته لا شيعية لا سنية وهي المشروع الذي شغل العقدين الأخيرين من حياته وبقى همه وشغله الشاغل وضحى بكل وأعز ما يملك من أجله. ضحى بوظيفته وكل ولده - لا أقول بعضهم بل كلهم - انقسموا بين مطارد خارج البحرين مطلوب للاعتقال، ومعتقل في السجن أو مفصول من عمله ودراسته أو مضيق عليه، وفي الوقت نفسه عرضت عليه عروض مغرية جداً وهو في الحصار مقابل التنازل فأبى، وقد عبر عن معاناته بقصائد ألفها من ضمن ما ألف في السجن صودرت جميعها وقد تذكر شيئاً منها فسجله بصوته أثناء الحصار- بطلب منا. يقول في إحداها:‘’أعبد الأمير عدّاك الندم فأنت على ما جرى لم تُلمفصبراً على ما ترى من بلاءفهذا خيار كبار الهممعلى السجن من أجل شعب يضام دعوت لإنصافه لن تذمويقول بالدارج في أخرى يخاطب الوالدة بحزن:لأجل الشعب والقضية يا ضيا عيوني عنكم خذونيوحدي ذوله خلونيوعن النشامى رفاق الدرب بعدونيبس هالسجن تدرين مكرمة ولا تنسين’’.هل يقطف هذا الشعب -سنة وشيعة- الذي عشقه وضحى مع من ضحى لأجله ثمرات هذه التضحيات ويحافظ عليها أم..؟.
التعليق:
ابو بيان - البحرين
الثلاثاء 2 يناير 2007
ساروي تراب قبره بدمع لا على الفقد ابكيه بل على فقد الامل
شوقي العلوي - البحرين
الثلاثاء 2 يناير 2007
شكراً أخت عفاف
Wednesday, October 3, 2007
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment