عفواً شيخنا.. انتفاضة التسعينات ليست طائفيةعفاف الجمري
كتبت هذا الرد منذ أكثر من شهرين وتم تأجيله لأسباب فنية وهو بشأن رد الشيخ عبداللطيف المحمود على ما ذكره الأستاذ ربيعة، حيث لفتت انتباهي مجموعة أمور أقتصر في التعليق على جانب واحد منها وليعذرني حفظه الله.إن وصم اللجنة أو الانتفاضة بالطائفية لهو طرح حكومي لم يصمد أمام الدليل حتى أنه قد ساند البرلمان الأوروبي هذه الحركة وكذا المنظمات الدولية، وأعتقد أن مساندتهم لقضية ما لا يكون ببساطة إن لم تكن هناك أدلة دامغة (ولا شذوذ عن هذه القاعدة إلا في حالة الكيان الصهيوني لمساندة أميركا له). فأدبيات الحركة كلها مازالت محفوظة وخطابات الجمري أثناء الانتفاضة كلها موجودة في كتاب (دعاة حق وسلام) وقد رد في إحدى خطبه على خلفية تحرك بعض الوجهاء من الشيعة في ذروة الأزمة ورفض هذا التحرك - كما أوردنا سابقا- فقال ‘’وقد سمعنا فعلا بوجود تحرك يهدف لحل جزئي يختص بالطائفة الشيعية خصوصا من خلال تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، هذا التحرك الذي يقوم به بعض رجال الاقتصاد والمال تحرك قاصر، لأنه يهدف من جهة لتحويل المطالب من مطالب سياسية إلى مطالب معيشية خاصة، ومن جهة أخرى يهدف لشق الصف الوطني الذي تمحور وتوحد بشأن أهداف واضحة تهم الوطن كله[1]’’. لكي لا تتحول الحركة إلى شيعية فهو لا يريد مكاسب للشيعة فقط. وثانياً لا يريد المكاسب المتعلقة بإصلاح المعيشة فقط (كما ذكر) وإنما حلحلة الإشكالية الدستورية (بتطبيق الدستور وتشكيل البرلمان)، فهذا موقف وليس كلام فقط فهل من دليل أقوى من هذا؟ ولديه الكثير، ففي خطبة له رحمه الله بتاريخ 29 ديسمبر/ كانون الأول ,1995 يقول مستنكرا التحقيق مع الكاتب حافظ الشيخ وأحمد الشملان والشيخ حسن سلطان: ‘’ومع تزايد حدة التوتر والاختناق الأمني في الشارع العام بسبب أنباء الاعتقالات (...) ومع التحقيقات والمحاسبات لرموز المعارضة بهدف مصادرة حرية إبداء الرأي والتعبير كما حدث مع المحامي أحمد الشملان والصحافي حافظ الشيخ ومع الشيخ حسن سلطان[1]’’. وفي مقابلة للشيخ الجمري مع محطة ‘’بي بي سي’’ (موجودة لحد الآن بصوته على موقع الإذاعة الإلكتروني) وذلك بعد الانفراج عندما سألوه بأنه إذا تم تشكيل البرلمان هل سيساند الكتلة الشيعية أجاب بالحرف ‘’توجهنا إسلامي لا فرق عندنا بين السنة والشيعة’’ فسأله المذيع: على طريقة الأخوان المسلمين؟ فقال: ‘’إذا كان يحلو لك أن تسميه كذلك’’. وإذا كان جلالة الملك نفسه قد قال للجمري بعد الانفراج بالحرف: ‘’أنت الشخص الوحيد المعتدل فقد راجعت خطاباتك منذ العام 1975 كلها ولحد الآن فلم أرَ فيها ما يحيد عن الاعتدال، وإنما سبب المشكلات هم رجال الأمن الذين ينقلون لنا تقارير خاطئة’’ [2].إذا كان صاحب الشأن نفسه قد شهد له بالاعتدال، فكيف يثبت عليه الشيخ المحمود تهمة الطائفية والإرهاب والعنف (عندما وصم الانتفاضة بهذه الصفات)؟ إن كل خطب الشيخ الجمري ليس فيها ما يشير للعنف بل كلها تدعو للتهدئة ولزوم أساليب السلم، رغم الرصاص الحي الذي كان ينهمر على المواطنين، ويوصي بعدم الانفلات والرد بالمثل، أما ما يشير له الشيخ من تخريب أقول له: لنكن واقعيين إذا كان الشعب محتقناً لأقصى درجة ولمدة طويلة وقد استثير بقوة فماذا تتوقع؟ انفجرت الانتفاضة بدون برمجة، بدفع من السلطة التي دفعت الشعب لها دفعاً وذلك لوأد العريضة. وكل الأحداث ومنها ما ذكره الأستاذ ربيعة توضح ذلك فحدثت (ثورة) ومنطق الثورات في كل مكان يعني منتهى التخريب وبهذا المقياس تكون الثورة في البحرين من أكثر الثورات سلمية (نسبياً) فهي لم تتحول لحرب أهلية ولم يتم التعرض إلا لمن انخرط في قوات الشغب بشكل مباشرة أو غير مباشر (من المخبرين) وفي الميدان وهذا له قوانين خاصة كما يحدث في الحروب. مع ذلك فأنا لا أبرر، لأن حتى هذا المستوى القليل نسبياً قياساً بالثورات، أضف أن الجمري ورجال المبادرة كانوا ينهون عنه والخطب موجودة، ولكن علينا ان لا ننسى بالمقابل أن طائرات الهيلوكوبتر كانت ترش المواطنين بالرصاص الحي وأن المواطنين جميعهم وضعوا في قفص الاتهام من دون استثناء، وتم تكديس السجون حتى بالنساء والأطفال وتم اختراع أساليب عجيبةً لم نسمع عنها من قبل مثل اقتلاع أبوب البيوت ليلاً بجهاز خاص والهجوم ومن مات فليمت ومن أصبح معوقاً فلا بأس، وفرق التمشيط التي تجوب الشوارع وتكسر السيارات وزجاج النوافذ وتضرب كل من تصادفه في طريقها حتى الموت وبهذه الطريقة استشهد عبد الزهراء (من السنابس) والحاجة الستينية زهراء (من بني جمرة) وأشرف على الموت زهير (وهو يتيم بالمناسبة) في الحادية عشر من العمر (من قرية الديه) وعندما اعتقدوه ميتا رموه في القمامة، والشهيد حميد (من الدراز) وهو تلميذ في المرحلة الإعدادية وقد ضرب بأعقاب البنادق حتى الموت داخل مدرسته. والصور محفوظة في أدبيات الانتفاضة وتسعة أشرطة فيديو للأحداث سجلتها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل مباشر عن طريق مذيعتين متنكرتين بلباس الأهالي مازالت موجودة عند هيئة الإذاعة، والمعارضة، والحديث في هذا يطول.علينا أن لا ننسى أنه قبل بدء الانتفاضة تم منع فعاليات اشخاص عدة -كما ذكر ربيعة- منها الجمري والشيخ علي سلمان وعبدالوهاب حسين خوفاً من تحدثهم في موضوع العريضة وتم تطويق الجوامع بالشغب، بل وأذكر بأنه بعيد اعتقال الشيخ علي سلمان بعد حادثة ‘’الماراثون’’ أصبحت هناك حملة مداهمات واسعة لكل البيوت وفي أحد البيوت أمضوا في التفتيش إلى أن وجدوا نسخة من العريضة وفيها توقيعات أصلية عندها قالوا: ‘’هذا ما جئنا نبحث عنه’’. فالسلطة استدرجت الشارع للانتفاضة بغرض وأد العريضة، ثم لجأت لحيل أخرى، منها وأهمها أنها ضربت الشيعة دون السنة لغرض إفهام السنة بأن التحرك شيعي وليس وطنياً وأنهم خطر عليهم وهي تحميهم منهم وفي هذا لم تكن لتنجح لولا انسحاب سماحتكم الذي كان الوسيلة الكبرى لوأد وطنية الانتفاضة. إن لم تكن السلطة تريد مسبقا وأد العريضة ولا تريد الاستجابة لها فلماذا رفضت العريضة النسوية الموقعة من 310 شخصيات؟ وما علاقة هذه بتلك؟ إن قلت التوقيت فلماذا رفضت العريضة النسوية التي عملناها قبل الانتفاضة سنة 1992 وتم جمع تواقيع جميع أمهات وزوجات المعتقلين السياسيين وذهبنا للقاء عقيلة الأمير الراحل وتم رفض استقبالنا وطلبوا منا أن نرسل شخصاً (رجلاً يمثلنا) فذهبنا للسيد علوي الشرخات وأعطيناه العريضة وأسماء اثنتين للمساءلة (إن احتاجوا) ولم نتلق رداً؟.أقول ما علاقة هذه العرائض بتلك مع العلم أن هذه كانت قبل الانتفاضة بحوالي عامين، المسألة أن الحكومة كانت ترفض كل عريضة وأهم سؤال هو: لماذا عندما حدثت المبادرة واستجاب الشارع بالكامل وتم وقف كل مظاهر الاحتجاج على أساس الاتفاق بأن تتم التهدئة أولاً ثم يحدث الحوار؟ لماذا رفضت الحكومة الحوار بشأن مطالب العريضة ونقضت الاتفاق بأن أعادت الجمري ورجال المبادرة للسجن؟ أضف إلى ذلك كل أدبيات الانتفاضة التي لازالت محفوظة لحد الآن الداعية للوحدة ومنها كمثال قصيدة الشيخ عبدالمحسن الملا عطية وفيها: ‘’اورّثنا البعض معاناةً/ من فرط الفتنة والغدر/ لازالت أرواح الأشرار تعيش بمصيدة المكر/ لتثير الفتنة من حقد بين عليٍ وأبي بكر’’.وقصيدة عبد الأمير البلادي التي يقول فيها:بـالإسـلام وبالقـومـيـةِ المحمـودُ شقيـقُ الجمـري’’. وغيرها الكثير من الأدبيات والمواقف، حتى أن بعض الشيعة ذهبوا للصلاة خلف الشيخ عبداللطيف المحمود كنوع من المساندة له بعد إطلاق سراحه، ثم وهناك معلومة ليعذرني الشيخ على إبدائها وهي أنني سمعت قبل الانتفاضة وأثناء اللقاءات التنسيقية لإعداد العريضة أنه لوحظ البرود الذي بدأ يتسلل للشيخ المحمود وأنه أخذ يتململ ولا يعرف السبب، والوالد كان يقدره ويعزه بينما لم يسأل عنه هو طيلة فترة مرضه ولا حتى تليفونيا بل لم نسمع -وليصححني إن أخطأت- حتى بحضوره للتعزية بعد وفاته. وأخيراً، أعذرني سماحة الشيخ، إن تجاسرت عليك فأنت في سن والدي ولا أكن لك إلا الود والاحترام.[1] راجع: ‘’دعاة حق وسلام’’، كتيب يضم خطب الشيخ عبدالامير الجمري ووثائق أخرى، من إصدارات حركة أحرار البحرين، لندن .1996[2] صادق الجمري حضر اللقاء الذي جمع بين الملك والجمري.
التعليقات:
أبو أحمد - البحرين
الأربعاء 12 ديسمبر 2007
أم حسين لك التحية على عمودك ، اتصور انه من اجمل ما كتبت، وحقيقة كنت كاللبؤة استنفرت للدفاع عن والدنا الجمري الغالي وعن الانتفاضة المباركة، فلك التحية والتقدير
الصـ الجارح ـقر - البحرين
الثلاثاء 11 ديسمبر 2007
شكراً على المقال الرائع ووصل المقصود ..هناك تصحيح فقط بخصوص القصيدة للرادود فاضل البلادي وليست لعبد الأمير البلادي
Monday, December 17, 2007
Wednesday, October 3, 2007
الجمــــــــــــري نصــــــــــــــــــــيرا للمــــــــــــــــرأةعفاف الجمري
استكمالا للحديث السابق نتكلم حول موقف الجمري من المرأة عموما: فإنه بشهادة من تصدى لحل قضاياهن مع خصومهن - نصيراً للمرأة وآخذاً بحقوقها وقضايا الطلاق بالنسبة له معضلة. فهو يسير حسب مراحل كثيرة من محاولات الصلح ويحضر المتخاصمين حتى إلى المنزل ويشرك زوجته وبناته معه في العمل للوصول لهذه الغاية ولا يستجيب لطلب الطلاق إلا إذا باءت كل الحيل بالفشل.من الحيل التي كانت لديه مصطلح عنده وهو (قبلة الوداع) فإذا فشلت كل جهود الإصلاح فإنه يأمر الزوج أن يختلي بزوجته بحجة التفاهم وقبلها يسر له في أذنه أن ‘’قبلها قبلة الوداع’’. وفي كثير من الأحيان شهدنا - بما يبعث على الضحك - تراجع الزوجين عن الطلاق بعد هذه الخلوة، وفي إحدى المرات لم يكن ثمة مناص من التطليق فتم وكانا المعنيان هم والد ووالدة زميلة لي في المدرسة، علقت في اليوم التالي ‘’أبوك طلق أمي من أبي’’ نقلت له هذه الجملة بعفوية فامتنع بسبب ذلك عن الطلاق منذ العام 1978 حتى نهاية عمره، فكان إذا فشلت كل جهود الصلح وكان لا مناص منه فإنه يقوم يرسلهم لشيوخ آخرين لإتمام التطليق. كان يميل دائماً لنصرة المرأة ويقول إنها مستضعفة والأمثلة كثيرة لا تحصى أتمنى من أصحابها أن يكتبوا بأنفسهم (حتى لا أُحاسب لو ذكرت أسماءهم) ومن الأمثلة: أن أحدهم تزوج للمرة الثانية وله من الأولى ثمانية أطفال فذهب للمحكمة يريد تطليقها وإخراجها من المنزل هي وأطفالها ليسكنه مع زوجته الجديدة فرفض الشيخ الجمري طلبه وقال له ‘’اخرج أنت من المنزل واتركه لها مع الأطفال وادفع لهم راتباً شهرياً’’. وعندما رفض، جعل النفقة تقتطع من راتبه مباشرة من البنك على رغم أنفه وبقيت الأولى مع الأولاد في المنزل ومازالت تثني على الوالد حتى اليوم.غيرها كثيرات، وكان مسانداً لتعليم البنات في الوقت الذي كان يعتبر عيباً خصوصاً بين رجال الدين الذين لم يسمحوا لبناتهم بدخول المدارس الحكومية، حيث كانوا يشترطون لدخولها أن تكون إسلامية خالصة يسودها الحجاب ولا موسيقى فيها.. الخ. بينما كان يرى أنه: ‘’ربِّ أبناءك وبناتك وادفعهم في المجتمع’’. حتى بالنسبة للاختلاط في الجامعة لم يكن يدعو له لكن لم يكن يحاربه فكان يقول إن الحجاب الحقيقي ينبع من الداخل بالنسبة للمرأة والرجل ولا يعني هذا عدم اهتمامه بالستر الشرعي بل إنه عنده من الأمور المهمة جداً التي يربي عليها بناته قبل سن البلوغ. وقد جاهد بالتعاون مع أهالي بني جمرة لإنشاء مدرسة ‘’هاجر’’ للبنات في العام ,1975 حيث أن القرى المجاورة من ‘’الدراز’’ و’’البديع’’ كانت تمتلك مدارس للبنات إلا ‘’بني جمرة’’ التي كانت بناتها وكن بالمئات ينقلن يومياً في الصباح على دفعات بواسطة حافلة الوزارة لمدرسة البديع التي فيها ما ينيف على المئة تلميذة فقط، ويحدث تدافع للصغيرات أمام الحافلة يومياً وهن بالمئات حتى حدثت حادثة مأساوية عندما دهست الحافلة طفلتين (أميرة وخديجة) فطلب من الوزارة مدرسة خاصة ببنات بني جمرة. ولما لم يستجيبوا، أمر الأهالي بإمساك بناتهن عن المدرسة فاستجابوا بالإجماع واستمر الإضراب عاماً كاملاً حتى ذهب للوزير المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة ورفض أن يشرب فنجان القهوة الذي قدمه له إلا أن يقسم الوزير بتحقيق طلبه أولاً (على طريقة العرب) فأجابه، فقال له: طلبي مدرسة خاصة بالبنات فكانت المدرسة.حتى بالنسبة لإشراك المرأة في الأنشطة الاجتماعية والدينية، حيث أنه سابقاً كان محظوراً عليها عرفاً وحتى على مستوى العزاء في محرم- بالنسبة للشيعة - كانت تقف متفرجة فأسس لعزاء خاص بالنساء في ليلة الحادي عشر من محرم وفي المساجد كانت المرأة تدخل في بعض المناطق أما في بني جمرة فكان من المحظورات إلى أن كسر هذا العرف وقسم المسجد في العام 1979 بستارة وأصبح مركزاً للأنشطة الثقافية النسائية والرجالية وحدثت معارضة شديدة في البداية من قبل متنفذي القرية، وأذكر أنه في العام 1994 عندما تم الشروع في جمع التوقيعات للعريضة النخبوية أولاً، وصلت العريضة للدكتورة منيرة فخرو التي اشترطت (أحييها لأنها أول من انتبه لأهمية هذا المطلب) أن يضاف لها مطلب ‘’حقوق المرأة’’ كي توقع عليها. أذكر أن الشيخ عبدالامير وافق على طلبها وأثنى عليه وأثنى عليها. كان يحث النساء والرجال على المشاركة في الحركة المطلبية السلمية وقد شهد التاريخ الحديث للنساء خصوصا بالفضل فوجدناهن يقفن صغيرات وكبيرات إلى جانب الرجل بكل قوتهن ويضحين بأغلى ما يملكن حتى سقط منهن الشهيدات وسجن منهن من سجن ورملت منهن من رملت أملاً في مستقبل مشرق لجميع المواطنين حتى انجلت الغمة بتدشين المشروع الإصلاحي الذي أفرح الجميع قبل أن يشهد تراجعات وتظهر تقارير. نأمل أن يصلح سبحانه شأن هذا الوطن العزيز فيتجدد المشروع الإصلاحي و يعود الأمل.
التعليق:
عفاف الجمري - البحرين
الثلاثاء 20 فبراير 2007
afaf39474225@gmail.com
دلال عبدالله - البحرين
السبت 13 يناير 2007
الله يرحمه، ويسكنه فسيح جناته.استاذة عفاف.. ممكن تخدمني في شيء...؟!! اتمنى ان احصل ايميلج..
ام عباس - البحرين
الثلاثاء 9 يناير 2007
الله يرحمه ويرحم والديه وجزاه االله خيرا شكرا اختي عفاف
ام غدير - البحرين
الثلاثاء 9 يناير 2007
مقال جميل ورائع
-
استكمالا للحديث السابق نتكلم حول موقف الجمري من المرأة عموما: فإنه بشهادة من تصدى لحل قضاياهن مع خصومهن - نصيراً للمرأة وآخذاً بحقوقها وقضايا الطلاق بالنسبة له معضلة. فهو يسير حسب مراحل كثيرة من محاولات الصلح ويحضر المتخاصمين حتى إلى المنزل ويشرك زوجته وبناته معه في العمل للوصول لهذه الغاية ولا يستجيب لطلب الطلاق إلا إذا باءت كل الحيل بالفشل.من الحيل التي كانت لديه مصطلح عنده وهو (قبلة الوداع) فإذا فشلت كل جهود الإصلاح فإنه يأمر الزوج أن يختلي بزوجته بحجة التفاهم وقبلها يسر له في أذنه أن ‘’قبلها قبلة الوداع’’. وفي كثير من الأحيان شهدنا - بما يبعث على الضحك - تراجع الزوجين عن الطلاق بعد هذه الخلوة، وفي إحدى المرات لم يكن ثمة مناص من التطليق فتم وكانا المعنيان هم والد ووالدة زميلة لي في المدرسة، علقت في اليوم التالي ‘’أبوك طلق أمي من أبي’’ نقلت له هذه الجملة بعفوية فامتنع بسبب ذلك عن الطلاق منذ العام 1978 حتى نهاية عمره، فكان إذا فشلت كل جهود الصلح وكان لا مناص منه فإنه يقوم يرسلهم لشيوخ آخرين لإتمام التطليق. كان يميل دائماً لنصرة المرأة ويقول إنها مستضعفة والأمثلة كثيرة لا تحصى أتمنى من أصحابها أن يكتبوا بأنفسهم (حتى لا أُحاسب لو ذكرت أسماءهم) ومن الأمثلة: أن أحدهم تزوج للمرة الثانية وله من الأولى ثمانية أطفال فذهب للمحكمة يريد تطليقها وإخراجها من المنزل هي وأطفالها ليسكنه مع زوجته الجديدة فرفض الشيخ الجمري طلبه وقال له ‘’اخرج أنت من المنزل واتركه لها مع الأطفال وادفع لهم راتباً شهرياً’’. وعندما رفض، جعل النفقة تقتطع من راتبه مباشرة من البنك على رغم أنفه وبقيت الأولى مع الأولاد في المنزل ومازالت تثني على الوالد حتى اليوم.غيرها كثيرات، وكان مسانداً لتعليم البنات في الوقت الذي كان يعتبر عيباً خصوصاً بين رجال الدين الذين لم يسمحوا لبناتهم بدخول المدارس الحكومية، حيث كانوا يشترطون لدخولها أن تكون إسلامية خالصة يسودها الحجاب ولا موسيقى فيها.. الخ. بينما كان يرى أنه: ‘’ربِّ أبناءك وبناتك وادفعهم في المجتمع’’. حتى بالنسبة للاختلاط في الجامعة لم يكن يدعو له لكن لم يكن يحاربه فكان يقول إن الحجاب الحقيقي ينبع من الداخل بالنسبة للمرأة والرجل ولا يعني هذا عدم اهتمامه بالستر الشرعي بل إنه عنده من الأمور المهمة جداً التي يربي عليها بناته قبل سن البلوغ. وقد جاهد بالتعاون مع أهالي بني جمرة لإنشاء مدرسة ‘’هاجر’’ للبنات في العام ,1975 حيث أن القرى المجاورة من ‘’الدراز’’ و’’البديع’’ كانت تمتلك مدارس للبنات إلا ‘’بني جمرة’’ التي كانت بناتها وكن بالمئات ينقلن يومياً في الصباح على دفعات بواسطة حافلة الوزارة لمدرسة البديع التي فيها ما ينيف على المئة تلميذة فقط، ويحدث تدافع للصغيرات أمام الحافلة يومياً وهن بالمئات حتى حدثت حادثة مأساوية عندما دهست الحافلة طفلتين (أميرة وخديجة) فطلب من الوزارة مدرسة خاصة ببنات بني جمرة. ولما لم يستجيبوا، أمر الأهالي بإمساك بناتهن عن المدرسة فاستجابوا بالإجماع واستمر الإضراب عاماً كاملاً حتى ذهب للوزير المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة ورفض أن يشرب فنجان القهوة الذي قدمه له إلا أن يقسم الوزير بتحقيق طلبه أولاً (على طريقة العرب) فأجابه، فقال له: طلبي مدرسة خاصة بالبنات فكانت المدرسة.حتى بالنسبة لإشراك المرأة في الأنشطة الاجتماعية والدينية، حيث أنه سابقاً كان محظوراً عليها عرفاً وحتى على مستوى العزاء في محرم- بالنسبة للشيعة - كانت تقف متفرجة فأسس لعزاء خاص بالنساء في ليلة الحادي عشر من محرم وفي المساجد كانت المرأة تدخل في بعض المناطق أما في بني جمرة فكان من المحظورات إلى أن كسر هذا العرف وقسم المسجد في العام 1979 بستارة وأصبح مركزاً للأنشطة الثقافية النسائية والرجالية وحدثت معارضة شديدة في البداية من قبل متنفذي القرية، وأذكر أنه في العام 1994 عندما تم الشروع في جمع التوقيعات للعريضة النخبوية أولاً، وصلت العريضة للدكتورة منيرة فخرو التي اشترطت (أحييها لأنها أول من انتبه لأهمية هذا المطلب) أن يضاف لها مطلب ‘’حقوق المرأة’’ كي توقع عليها. أذكر أن الشيخ عبدالامير وافق على طلبها وأثنى عليه وأثنى عليها. كان يحث النساء والرجال على المشاركة في الحركة المطلبية السلمية وقد شهد التاريخ الحديث للنساء خصوصا بالفضل فوجدناهن يقفن صغيرات وكبيرات إلى جانب الرجل بكل قوتهن ويضحين بأغلى ما يملكن حتى سقط منهن الشهيدات وسجن منهن من سجن ورملت منهن من رملت أملاً في مستقبل مشرق لجميع المواطنين حتى انجلت الغمة بتدشين المشروع الإصلاحي الذي أفرح الجميع قبل أن يشهد تراجعات وتظهر تقارير. نأمل أن يصلح سبحانه شأن هذا الوطن العزيز فيتجدد المشروع الإصلاحي و يعود الأمل.
التعليق:
عفاف الجمري - البحرين
الثلاثاء 20 فبراير 2007
afaf39474225@gmail.com
دلال عبدالله - البحرين
السبت 13 يناير 2007
الله يرحمه، ويسكنه فسيح جناته.استاذة عفاف.. ممكن تخدمني في شيء...؟!! اتمنى ان احصل ايميلج..
ام عباس - البحرين
الثلاثاء 9 يناير 2007
الله يرحمه ويرحم والديه وجزاه االله خيرا شكرا اختي عفاف
ام غدير - البحرين
الثلاثاء 9 يناير 2007
مقال جميل ورائع
-
أعمدةهل يقتطف السنة والشيعة من ميراث الجمري؟عفاف الجمري
استتباعا لحديثنا السابق حول موقف الجمري من الطائفية، أذكر (وكان رحمه الله يحدثنا بكل مايحصل له أولا بأول) أنه قال لـ(ايان هندرسون) المدير العام للامن العام الاسبق أثناء التحقيق معه في اعتقاله الأول سنة 1988 ‘’إن مما يحز في نفسي أنك أجنبي وتحقق معي في بلدي’’. كان مستاء من ثقة السلطة به أكثر من ثقتها في الشعب، وكان رحمه الله يهتم بالشأن الإسلامي الخارجي السني بنفس القدر مع الشيعي فيهتم بالجزائر وفلسطين بنفس القدر من الاهتمام بإيران والعراق ويدعو للجميع بحرقة. كان لا يفرق بين مسيحي ومسلم وشيعي وسني، كذلك بين هذا التيار الشيعي أو ذاك. في السبعينات كان موضوع ‘’الأصول’’ و’’الإخبار’’ يثير زوبعة عند المتدينين الشيعة في حين أنه سمح لنا ونحن أبناؤه أن ننهج اتجاهاً مغايراً له بل ونقوم بنشاطات تلائم اتجاهنا من داخل منزله، وعلى رغم الحرب التي جُوبه بها لفترة ليست بالقصيرة إلا أنه كان يخدم الجميع من موقعه كعالم دين وكقاضٍ شرعي، وبابه مفتوح ليل ونهار من دون استراحة والجميع يشهد بذلك.كان في التسعينات يتفقد أسر المعتقلين من جميع التيارات دونما تفرقة بالمعونة المادية على رغم المحاذير الأمنية، وفي بداية التسعينات عندما أفرج عن مجموعة من المعتقلين السياسيين التابعين لجمعية العمل الإسلامي حالياً (وللحقيقة فقد عانوا وأسرهم الكثير مما هو أغرب من الخيال) بادر بدعوتهم لوليمة محبة في منزله، وفي بداية المشروع الإصلاحي سعى للتواصل مع جماعة المرحوم العلامة الشيخ سليمان المدني بتبادل الزيارات، وسعى أيضاً للتواصل مع جمعية ‘’الإصلاح’’ برئاسة الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة والذي لو بقي في نشاطه السياسي لكانت البلد بألف خير وحالياً فقد بادل الوالد المستوى نفسه من الحفاوة والزيارات المتبادلة وعلى مستوى المؤسسات والاحتفال الموحد الرائع الذي جمع طاقات الطرفين. هذا كله ناهيك عن تصدره للعريضتين النخبوية والجماهيرية سنة 1992 و.1994 واللتان كانتا بالتعاون مع رموز سنية إسلامية وليبرالية وشيعية مطالبها التي كانت وطنية بحته لا شيعية لا سنية وهي المشروع الذي شغل العقدين الأخيرين من حياته وبقى همه وشغله الشاغل وضحى بكل وأعز ما يملك من أجله. ضحى بوظيفته وكل ولده - لا أقول بعضهم بل كلهم - انقسموا بين مطارد خارج البحرين مطلوب للاعتقال، ومعتقل في السجن أو مفصول من عمله ودراسته أو مضيق عليه، وفي الوقت نفسه عرضت عليه عروض مغرية جداً وهو في الحصار مقابل التنازل فأبى، وقد عبر عن معاناته بقصائد ألفها من ضمن ما ألف في السجن صودرت جميعها وقد تذكر شيئاً منها فسجله بصوته أثناء الحصار- بطلب منا. يقول في إحداها:‘’أعبد الأمير عدّاك الندم فأنت على ما جرى لم تُلمفصبراً على ما ترى من بلاءفهذا خيار كبار الهممعلى السجن من أجل شعب يضام دعوت لإنصافه لن تذمويقول بالدارج في أخرى يخاطب الوالدة بحزن:لأجل الشعب والقضية يا ضيا عيوني عنكم خذونيوحدي ذوله خلونيوعن النشامى رفاق الدرب بعدونيبس هالسجن تدرين مكرمة ولا تنسين’’.هل يقطف هذا الشعب -سنة وشيعة- الذي عشقه وضحى مع من ضحى لأجله ثمرات هذه التضحيات ويحافظ عليها أم..؟.
التعليق:
ابو بيان - البحرين
الثلاثاء 2 يناير 2007
ساروي تراب قبره بدمع لا على الفقد ابكيه بل على فقد الامل
شوقي العلوي - البحرين
الثلاثاء 2 يناير 2007
شكراً أخت عفاف
أعمدةمن حياة الجمريعفاف الجمري الزميلة عفاف الجمري الابنة الكبرى لسماحة العلامة الشيخ عبدالامير الجمري رحمه الله تكتب اليوم عن والدها الراحل وتكشف في هذا المقال شيئا من صورة لا يعرفها الكثير عن الشيخ عبدالامير الجمري. المحرر(إنا لله وإنا إليه راجعون) أعزائي القراء: لم أكن أنوي الكتابة عن أبي تفادياً لتسخير العمود لشأني الشخصي، لكن وصلتني مطالبات بالكتابة والتحدث عنه صحافياً وتلفزيونياً وتوثيق سيرته الذاتية. بداية أشكر أسرة (الوقت) وكل من واسانا وعزانا وأبعد الله عنكم كل مصاب وجمعنا وإياكم في كل صواب.. ماذا عسى ابنة مكلومة في أبيها أن تكتب؟. لا أتحدث عن الموت فهو حق، لكن عن معاناة عمرها 69 عاماً بالتمام والكمال وكل لحظة في حياتي منذ الصغر عايشته مكابد للآلام مواجه للشدائد على كل المستويات واشتد الحال منذ العام 1988 إلى موته، محطات كثيرة أستطيع تناولها في حياته ولا يسع المقام هنا إلا لتناول النذر اليسير منها، ولأركز على موقفه من قضيتين وأترك الباقي لغير الصحافة: موقفه من الطائفية وموقفه من المرأة.أولاً: الجملة التي كتبها رحمه الله في مذكراته عن الفتن الطائفية ‘’وهي الوسيلة المفضلة للاستعمار من أجل تغلغله وبسط نفوذه أكثر’’.هذه الجملة تعبر عن رؤيته للطائفية والتي يراها عصا الاستعمار، لم أرَ أي أثر للطائفية سواءً على مستوى الممارسة أم الطرح الخطابي، في البيت أم خارجه، فكانت له علاقات شخصية مع أشخاص من مذاهب مختلفة سواءً مسيحية أم مسلمة، سنية أم شيعية، وشيعية من هذا التيار أم من ذاك، وكان يفصل بين معتقداته وعلاقاته الشخصية من دون أن يستعملها لأغراض شخصية أو سياسية وإنما لمطلق الإنسانية عملاً بقول الإمام على (ع) ‘’الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق’’. وكان يسعى لمساعدة المحتاج منهم إن استطاع بغض النظر عن مذهبه، ولأجل المصداقية أذكر اسم الدكتورة آمال سلامة التي حدّثتني بنفسها قبل عشرين عاما، حيث كنت مستغربة من شدة امتنانها لأبي، مع اعتزازي بصداقة شخصية مثلها إلا أنني لم أفهم لماذا تمتن كل هذا الامتنان له، فأخبرتني أنها وحين كانت لها قضية عويصة في المحكمة، لا تتوقع لها حلاً لا في مصر (بلدها الأصل) ولا في البحرين، وإذا به يحلها في منزله بسهولة وينتصر لها وهي سنية في قبال غريمتها الشيعية اللبنانية والتي - إن لم تخنيّ الذاكرة- هي من ذهبت شاكية عليه عند السيد محمد حسين فضل الله عندما لم يعجبها الحكم واعتداله هذا هو الذي جعل أهالي قرية البديع يرشحونه دونما أدنى غضاضة سنة ,73 حيث كان يزورهم ويتفقدهم.كان معتدلاً أيضاً مع السلطة فكان طرحه على الدوام ومنذ البداية إصلاحيا لا انقلابيا وسلميا لا عنيفا على رغم ضغط السلطة عليه منذ البداية وعلى الدوام، واعتداله هذا جلب له ويلات شعبية شيعية كبيرة فحورب واتهم بالعمالة في فترة من حياته مع أنه مستقل بشكل نهائي عن كل أحد فلا هو سلطوي، ولا خارجي بل إصلاحي بحت ولذلك كان يرفض بشدة المنح والعطايا الحكومية تحت أي عنوان حتى أغضب المسؤولين مراراً، إلى أن تفهموا أخيراً. وكان يهتم بأمور المسلمين سنة وشيعة على المستوى الخارجي بنفس المستوى من باب (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) فنجده في خطبة العيد بداية التسعينات يتكلم عن أحداث الجزائر وينتصر للإسلاميين ويشجب ظلمهم ويتابع قضية عباس مدني ويدعو له بحرارة كما يتابع الشأن الفلسطيني ويعمل ما بيده حتى أنه استدعى مراراً للأمن سنة 1988 بسبب الاحتفال المركزي الكبير الذي أقامه عن نصرة القضية الفلسطينية وبعدها بشهرين تداعت الأمور وفصل من القضاء وسجن زوجي وأخي جميل سبع وعشر سنوات على التوالي. وعندما سنحت له فرصة السفر لأول مرة بعد سحب جوازه لمدة عشرين سنة، سافر بداية المشروع الإصلاحي للأردن وقضى جل وقته مع قيادات (حماس) كما يقضيه مع أعز أحبائه واحتفوا به كثيراً وتداولوا في الشأن السياسي الفلسطيني، على رغم كل المحاذير الأمنية الأردنية والتي سبق أن أوقف في مطارها قبل عشرين سنة وطرد منها. مقالات عفاف الجمري التعليقات إضافة تعليق على المقال الإسم: البريد الإلكتروني: البلد: الأردن الإمارات البحرين الجزائر السعودية السودان الصومال العراق الكويت المغرب اليمن تونس جزر القمر جيبوتي سوريا عمان فلسطين قطر لبنان ليبيا مصر موريتانيا أذربيجان أفغانستان إرتيريا إندونيسيا اثيوبيا اسبانيا استراليا اكوادور الأرجنتين البانيا البرازيل البرتغال البيرو التشيك الدنمارك السلفادور السنغال السويد الصين الفيليبين الكاميرون الكونغو المانيا المجر المكسيك النرويج النمسا الهند الولايات المتحدة اليابان اليونان اوزبكستان أوكرانيا ايران ايرلندا ايطاليا باكستان بانجلاديش بريطانيا بلجيكا بلغاريا بولندا بورتو ريكو تاجيكستان تايلند تايوان تركيا تشيلي جنوب افريقيا روسيا رومانيا سنغافورة سويسرا فرنسا فنزويلا فنلندا قبرص كرواتيا كندا كوريا, شمال كوريا, جنوب كوستاريكا كولومبيا ماليزيا نيجيريا نيوزيلندا هولندا هونج كونج يوغوسلافيا أخرى التعليق: حسين محمد - البحرين الأثنين 26 فبراير 2007 جزاك الله خيرا يا أم زينب وأرجو طرح المزيد عن حياته ومعاملته لأهله وللناس أيضا. وشكرا عفاف الجمري - البحرين الثلاثاء 20 فبراير 2007 www.Aljamri.org علي بن علي - البحرين الثلاثاء 2 يناير 2007 الاستازه الطيبه عفاف ارجو منك ان تدليني على موقع يخصكم ويخص اسرتكم الكريمه اكون شاكر لك من قلبي سامية حسن - البحرين الأحد 31 ديسمبر 2006 الجمري هو الإنسان والوطن الذي نحتاج أن نصوغه لنا الآن. إنسان ،وجع الآخر وجعه، ووطن هو حيث يتسع للآخر.مع الجمري نعيش ونلتقي ونتلاقى على أمتداد ا"لوطن كله" لا على جزء منه، للأننا إن فعلنا ألغينا الآخر من الوطن.وفقت فيما كتبت عن الوالد الراحل في أن لم تجعلي الرحيل" لك "فقط، لأنك إن فعلت أختزلتيه كمأساة لك، في حين هو مفجع" لنا كلنا" والأستغراق في المأساة لا يخلد القيمة ، والجمري قيمة لن تنتهي فهي حية. أبو سيد علي - البحرين الجمعة 29 ديسمبر 2006 عظم الله أجورنا وأجوركم بفقدنا جميعا القائد الفذ رحمة الله عليه .. وبارك الله فيكم أختي فأنتم مع أخوكم الدكتور العزيز خير خلف لأفضل سلف زهرة مهدي(أم حسين) - البحرين الأربعاء 27 ديسمبر 2006 عزيزتي أم حسين،،،الجميع متلهف لسماع أو قراءة عن حياة الوالد العزيز بشكل عام.....فهل لنا أن نسمع/نقرأ المزيد. مواطن مغمور - البحرين الأربعاء 27 ديسمبر 2006 أستغرب أن يكتب شخص عن قريب عزيز له مثل ما كتبت !!! كأن الشيخ لم يكن أباك أبدا !! أو على الأقل هو من أقربائك إلا أن يكون أبا لك ... شخصية الشيخ الجمري شخصيه ملهمه للبعيد عنه فكيف يكون القريب فاقدا للحراره الملهبه التي افتقدها مقالك ... كان جميلا ... مناضلا ... معتقلا ... سيدتي أريدك أن تتأملي مقال زميلتك في الجريده " ياسمين خلف " وكيف هي الحراره الملتهمه لمن فقد عزيزا !!http://www.alwaqt.com./blog_art.php?baid=629 بوعبدالله - البحرين الثلاثاء 26 ديسمبر 2006 الله يرحمه والى يخلف مامات أم جاسم - البحرين الثلاثاء 26 ديسمبر 2006 (كن مظلوما ولا تكن ظالما), رحمة الله عليك يا شيخنا الراحل. ابو بيان - البحرين الثلاثاء 26 ديسمبر 2006 ابى الرحيل جسدا و من ثم روحا عندما وجد ان حلمه قد زيف فاعلنها بمرارة قبل ان يحصد سريعا جسده المنهك مرارة السجن و ظلم الاقربون " ليس هذا البرلمان الذي ناضلنا من اجله" |
أعمدةبشأن ما كتب عن انتفاضة التسعينات مرة أخرىعفاف الجمري كنت قد بدأت منذ أسبوعين التعليق على الفصول التي نشرها علي ربيعة من كتابه عن حوادث التسعينات في صحيفة «الوقت»، وأجد نفسي حتى الآن مدفوعة للتعليق على ما ورد في كتاب ربيعة من تفاصيل، وذلك لجلاء أي غموض لكن خصوصاً لتصحيح بعض المعلومات أو الاعتقادات التي راجت، خصوصاً تلك المتصلة بالمغفور له الشيخ عبدالأمير الجمري.اليوم، أتعرض لبعض التفاصيل التي وردت في مقالات علي ربيعة والتعقيب الذي أدلى به أيضاً الشيخ عبداللطيف المحمود.في تسليم عريضة ,1992 هناك جزئية مهمة تجاهلها ربيعة، ولم يتداركها الشيخ عبداللطيف المحمود، لا أدري لماذا فقد قال «كان الاستقبال ودياً للغاية.. (إلى أن قال).. سأل الأمير المحمود..». والصحيح أنه عندما طلبت اللجنة زيارة الأمير الراحل، رفض قبول استقبال الجمري فتم اتخاذ موقف جماعي من قبل اللجنة بأنه إما أن يدخل الجميع أو لا، ولما دخل أعضاء اللجنة رحب الأمير بكل الأعضاء إلا الجمري وأشير لكل منهم بالجلوس في مكان معين إلا الجمري تم تجاهله، فبقي واقفاً إلى أن تدارك الموقف المحمود (الذي كان الأمير الراحل قد أجلسه قريباً منه) وأمسك بيد الجمري وأجلسه بجانبه، فأعرض الأمير كلياً عن الجمري ولم يلتفت إليه وأقبل بالكامل على المحمود وسأله فأجاب ثم سأل الجمري، فقال «هذه عريضة فيها مطالب للشعب وتحدث عن مضمونها وهو تشكيل البرلمان». فقال الأمير «نحن تحدثنا لعبداللطيف المحمود، للمخلصين للبلد، ليس مثل غيره (يقصد الجمري) وقلنا له بأننا شكلنا مجلساً للشورى». فكان هذا هو الرد. وعندما خرجوا قال الشيخ الجودر للجمري مازحا «فتن فيك ها؟»، وذلك بوجود ابنه صادق الجمري، حيث كان هو المرافق له دائماً مع صهره السيد هادي بعد خلو المنزل من جميل ومنصور وعبدالجليل.ذكر ربيعة أن استشهاد «الهانيين» كان برصاص مطاطي، والصحيح أنه برصاص حي بواسطة طائرة هليكوبتر، ولذلك فإن الرصاص متجه من الأعلى ومستقر في القلب بالنسبة إلى هاني خميس.كما ذكر أن «أصحاب المبادرة» أخطأوا عندما تفردوا بالموقف. وتعليقاً على ذلك أقول: علينا أن نضع في الاعتبار نقاطاً عدة منها: أن المبادرة كانت من داخل السجن، وكان يراد منها إنهاء الأزمة التي جرجرت السلطة لها الشعب لوأد العريضة قبل أن يتم تقديمها، فإذا حلت الأزمة ورجعت الساحة إلى ما كانت عليه، تتم مواصلة مشوار اللجنة بعد ذلك والتي لم تتقدم بعد للسلطة بشكل رسمي.الضغط الأمني داخل السجن، هل سيسمح لهم بإدخال عناصر من خارج السجن، ومع ذلك فإنهم عندما خرجوا وسافروا اتجهوا في الخارج، إلى لندن وسوريا للالتقاء بالعناصر الوطنية.وبالنسبة للشيخ الجمري، فقد كانت إرادته إشراك الجميع، وقد أوضح ذلك في خطبة له بتاريخ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995 عندما رفض توجه مجموعة من وجهاء الشيعة للقاء الأمير لحلحة الأزمة واعتبره أمراً خطيراً يؤدي لطأفنة القضية فقال «وقد سمعنا فعلاً بوجود تحرك يهدف لحل جزئي يختص بالطائفة الشيعية خصوصاً، من خلال تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، هذا التحرك الذي يقوم به بعض رجال الاقتصاد والمال تحرك قاصر، لأنه يهدف من جهة لتحويل المطالب من مطالب سياسية إلى مطالب معيشية خاصة، ومن جهة أخرى يهدف لشق الصف الوطني الذي تمحور وتوحد عن أهداف واضحة تهم الوطن كله[1]».أضف إلى ذلك، الإرباك الشديد الذي تعرض إليه أصحاب المبادرة عموماً، وهو (الجمري) خصوصاً، من ضغط الشارع، فالناس انهالت عليهم وعليه بالذات كالأمواج يطلبونه في كل شؤونهم حتى أنه لا يهجع من الليل إلا ثلاث أو أربع ساعات فقط.كما أن ضغط تيار المدني أربك الساحة إرباكاً شديداً، ووصلت الأمور إلى الاشتباك الميداني اليومي وخطب المدني المستعرة والتوتر الشديد الذي غالباً ما كان يأخذ مأخذه من الجمري فيصاب بأزمة قلبية بين الحين والآخر، وكانت هذه الضغوط بهذا المستوى قد زادت عليه منذ العام ,1988 ولذلك فإن لقاءه بشكل شخصي مع لجنة العريضة إن كان لم يتم في تلك الفترة فهو بسبب الضغوط ولم يكن مبرمجاً. وكان عبدالوهاب حسين يجتمع مع اللجنة كممثل للمبادرة، وإلا فلماذا رفض مبادرة وجهاء الشيعة لحلحلة الأزمة؟ ولماذا يسأل عن لجنة العريضة واحداً واحداً ويتفقدهم ويتصل لهم ويرسل لهم؟ ولماذا قال عندما حدث الانفصال بينه وبين المبادرة «سأعمل مع السنة»؟ ولماذا عندما بدأ المشروع الإصلاحي وأخذ جلالة الملك يحاوره طلب حضور كل الأطراف المعنية الوطنية وغيرها، فقيل له «أنت نعم، حركة الأحرار، نعم فوراءكم الناس، أما ربيعة وغيره فمن وراءهم؟». (المعذرة فهذا نقل وليس تعبيري ولا اعتقادي).ولماذا أيضاً فشلت معه المفاوضات في فترة السجن الثانية والتي بدأت من بداية سجنه وحتى نهايته ولمدة 3 سنوات ونصف السنة كانوا يتفاوضون معه لوحده ويضغطون عليه ضغطاً شديداً، لكنه استفاد من التجربة الأولى فأخذ يشترط أن يكون التفاوض أولاً مع جميع الأطراف الوطنية، وثانياً أن يكون علنياً، وثالثا مع رأس الدولة وليس مع الجهاز الأمني.الهوامش: [1] انظر كتاب «دعاة حق وسلام، خطابات الشيخ الجمري ما بين الاعتقالين» - لندن 1996. مقالات عفاف الجمري التعليقات إضافة تعليق على المقال الإسم: البريد الإلكتروني: البلد: الأردن الإمارات البحرين الجزائر السعودية السودان الصومال العراق الكويت المغرب اليمن تونس جزر القمر جيبوتي سوريا عمان فلسطين قطر لبنان ليبيا مصر موريتانيا أذربيجان أفغانستان إرتيريا إندونيسيا اثيوبيا اسبانيا استراليا اكوادور الأرجنتين البانيا البرازيل البرتغال البيرو التشيك الدنمارك السلفادور السنغال السويد الصين الفيليبين الكاميرون الكونغو المانيا المجر المكسيك النرويج النمسا الهند الولايات المتحدة اليابان اليونان اوزبكستان أوكرانيا ايران ايرلندا ايطاليا باكستان بانجلاديش بريطانيا بلجيكا بلغاريا بولندا بورتو ريكو تاجيكستان تايلند تايوان تركيا تشيلي جنوب افريقيا روسيا رومانيا سنغافورة سويسرا فرنسا فنزويلا فنلندا قبرص كرواتيا كندا كوريا, شمال كوريا, جنوب كوستاريكا كولومبيا ماليزيا نيجيريا نيوزيلندا هولندا هونج كونج يوغوسلافيا أخرى التعليق: عفاف الجمري - البحرين الأحد 2 سبتمبر 2007 السلام عليكم:ليس من دافع لي للرد على (منصف) إلا التوضيح للأمانة , وقبل كل شيء أؤكد على أن المرحومين المدني والجمري كانا قد طويا صفحة الفتنة قبل انتقالهما للرفيق الأعلى ومن يسير بحق على طريقهما و هدي الله لاداعي لأن يرجع بنا للوراء .إن مما ذكره الأخ أنه عليك ( الرجوع لأشخاص ملازمين (للجمري و يعرفون أسراره) كجلال فيروز في فترة الاجتماعات مع اليساريين و السلفيين(أي السنة ) و أقول له : جلال شخص مؤمن محترم و حركي و لكن ليست لديه علاقة حركية مع الوالد ، أما إن سألت عن السواعد اليمنى (الحركية ) للجمري فلا مانع عندي من ذكرهم بالاسم : من84 إلى 88 ؛ جميل و عبد الجليل و منصور (من الخارج )، من88 إلى 94 : صادق و سيد هادي و منصور، من94 إلى 98 :صادق ومنصور و عبد الجليل (بعد انتهاء مدة اعتقاله)ومن 98 انضم إليهم محمد جميل (بعد انتهاء مدة اعتقاله أيضا ) و أما من كان ملازما له في اجتماعاته الرسمية و التحقيقات الأمنية فهو صادق و يعرف كل التفاصيل التي جرت بدقة و أما محمد حسين فكان هو الذي يقوم بكل شؤونه الأسرية ورعاية بقية الأخوة الصغار، نعم لديه علاقات مفتوحة مع الجميع وحركية مع البعض من شباب وتجارو لكن كسواعد حركية يقدمهم أمام فوهة المدفع بشكل دائم فهم أسرته من رجال و نساء أقول ذلك شهادة للتاريخ و لأجل البر الذي يوجب علي الكشف بصدقأما ماعيرت به من علاقة مع اليساريين والسلفيين فذلك أمر نعتز به لأجل الوطن ولا يتعارض مع الأصالة المذهبية بل إن التشرذم هو الذي يسيء للحركة الوطنية ، وبالتالي لمقاصد الشريعة الكبرى و السؤال لكل معارض لمشروع العريضة المطلبية الوطنية : هذا هو مشروعنا الحقوقي الإصلاحي للبلد فما هو مشروعكم البديل ؟ذكرت بأن لديك شريط فيديو فيه تعد على المرحوم المدني من قبل الوالد و مع أننا لدينا و لدى الناس كل الخطب و التسجيلات إلا أنني أكون جدا شاكرة لشخصكم لو نشرت هذا التسجيل الذي تتحدث عنه بأي وسيلة تراها بل حتى على موقع الجريدة إذا سمحوا و الخطبة التي تتحدث عنها هي بين يدي الآن أنقل منها النصين الذين تشيرإليهما:1- يقول ( و مع تزايد حدة التوتر و الاختناق الأمني في الشارع العام ..بسبب أنباء الاعتقالات و.. مع التحقيقات و المحاسبات لرموز المعارضة بهدف مصادرة حرية إبداء الرأي و التعبير ...كما حدث مع المحامي أحمد الشملان و الصحفي حافظ الشيخ .. و مع الشيخ حسن سلطان ..)(1)2- يقول مشيرا للعلاقة مع تيار الشيخ المدني (ره) :(و إننا نناشد أبناء الشعب التمسك بقيمهم الإسلامية الخالدة و برص الصفوف والمحافظة على وحدة الصف الإسلامي و الوطني و ترك ما من شأنه أن يفرق و يميز بينهم و تفعيل طاقاتهم و قدراتهم من أجل البناء و التعمير و المطالبة المشروعة بالحقوق العادلة الدستورية ).(2)ذكرت بأن سبب عزوف الأمير (ره) عن الجمري بأنه (كان على علاقة حميمة مع الأسرة الحاكمة و حتى قبل ابتداء الأحداث السياسية و لهذا ترين غضبهم عليه ) و السؤال : هل هناك شخص ينقلب فجأة من علاقة حميمة إلى قائد انتفاضة ؟ ثم هل من سمات هذه الحميمية أن يمنع من السفرمن العام 82(حيث سافر للسعودية و هناك أخبروه بأنه غير مرغوب في دخوله فأعيد مباشرةوسفره لمؤتمر في لندن خضع بعده لحجز في المطار وتحقيق طويل) و حتى العام 86 حيث أخذ رخصة للسفرللعلاج في هذا العام فنكل به في الأردن و في مطار البحرين وسافر برخصة أيضا للعلاج في مصر في 87 وبعدها سحب جواز سفره حتى العام 2001وهل من الحميمية أن تمشيوراءه بشكل دائم سيارة مخابرات منذ العام 79 وحتى العام 2001؟ و ألا يمضي شهر منذ ذلك الحين دون أن يتعرض للتحقيق و المساءلة ؟ و أن يفصل من القضاء تعسفيا في العام 88 ويعتقل ابنه وصهره و جماعته من الشباب من مثل سيد جميل كاظم وغيره و يحاكم معهم محاكمة جائرة تخرج بأحكام قاسية؟ وأن يضيق على رؤساء المآتم الكبرى الذين كانوا يدعونه للقراءة الحسينية فيها في عشرة محرم حتى أنه في إحدى السنوات (قبل الانتفاضة ) لم يدع لأي مجلس بعد أن كان في السابق قبل 88 يحصل على مالا يقل عن أربعة مآتم تستأجره يمضي نهاره في التناوب عليها ، هل هذه كلها حميمية؟ذكرت بأنه تكلم على أخيه في المبادرة و ألمحت بوضوح للأستاذ عبد الوهاب وهذا غير صحيح فهو لايتكلم لا عليه و لا على غيره لا مع قريب و لا بعيد و من تكون حتى تدعي معرفة خصوصياته ؟ ثم أن لقاءاته بالملك لم تكن تحدث عن طريق حرس دواوين بل كلها بالتنسيق بين الدكتور حسن فخرو و عن طرق صادق ثم أنه طلب من الملك أن يلتقي بالأستاذ عبد الوهاب و لكن الملك رفض وبالمناسبة فإن خلافاته مع الأستاذ و رجال المبادرة لاتعدو الخلاف على الأساليب ولا تغوص لعمق العلاقات الأخوية .عفاف الجمري.(1,2) : دعاة حق وسلام : ص ِ74,76 منصف - البحرين الجمعة 31 أغسطس 2007 الأخت عفاف الجمري السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهلكي الحق وكل الحق في الكتابة عن والدكم رحمه الله والدفاع عنه بما تعتقدينه حيث أنكم أقرب الناس إليه في المنزل وتعلمون ما كان يجري ويدور في محيطكم. ولكن الكتابة عن حركة سياسية أو حتى الرد على بعض ما جاء في بعض المذكرات أو المقابلات مع أشخاص كان لهم دورا مهم في تلك ألأحداث فإنه من اللآزم لك ولغيرك ألاطلاع على جميع التفاصيل والحيثيات وأدبيات الأطراف الأخرى. كما يحتاج الكتابة عن تلك الفترة السياسية الى تريث كبير والرجوع الى أشخاص كانوا ملازمين لوالدكم كجلال فيروز في فترة ألاجتماعات مع اليساريين وغيرهم من أفراد العرّيضة. ولأن ألاطراف الأخرى أيضا لديها أوراق وأسرار سيكشف عنها الزمن طال وأن قصر وان بعضها بدأ يظهر للعيان على لسان المتحالفين من يساريين وأسلاميين مثل ربيعة والمحمود فمن ألافضل أن تكوني حذرة وأن تتطلعي بتفصيل على ما كان يدور في تلك الحقبة لكي يكون ردك أقوى مما ورد في ردودك حتى الآن.وبما أنني أنتمي لنفس الطائفة أكره بإن أكون كاشف لبعض ألامور يستغلها أعداءنا وأكون بذلك معينا لهم, ولكن للضرورة أحكام وأكثر ما شد أنتباهي هو كلامكم عن ضغظ التيار المدني أئنذاك.فأي ضغط يا خت عفاف تتحدثين عنه , أعن محاصرته أجتماعيا ومحاولة تسقطيه بالباطل وشتمه على آلف المنابرأو اكثر بذلك أو عن تقطيع أرزاق الخطباء الذين رفضوا بأن يشاركو في أعتصام بني جمرة.أتتحدثين عن الضغط الذي تسبب في حرق أكثرمن 200 سيارة غير المنازل وضرب وتهديد مصلين الجمعة.أتتحديثت عن الضغظ الذي أدى ببنات الشيخ المدني بالرجوع من المدراس بدون عباءات حيث أن الطالبات وبتحريض من ...... قمن بتمزيق عباءتهم والاستهزاء بهم,,, أي ضغظ تتحديث عنه.الرجل يقول نستشير علماء الطائفة فيرد عليه بإن تم ألاتفاق مع اليساريين والسلفيين على تلك العريضةألرجل يتحدث بمنطق لا يجوز فيشتم على المنابر, الرجل يقول حرام ذاك وذاك فترفع الشعارات ضده في التجمعات والمسيرات, السيارات تحترق وألاستاذ علي الشرقي وهو صديقا للشيخ الجمري ومن أتباعه يخّرج من منزله ويرجع بدون أي حرج وفي أي وقت يشاء وهو ينام في أمن وأمان متيقنا بإن أتباع الشيخ المدني قد قيدّهم صاحبهم بالحلال والحرام.وأما الخطابات التحريّضية والاشاعات المغرّضة ضدد شخصه رحمه الله فحدث ولاحرج فهي مدّونة ومسجلة بالتفصيل وفي أي مكان قيلت وفي اي مناسبة وأن اشرطة الفيديو موجودة يأخت عفاف...... للتاريخ فقط , حتى لا يكون هناك تزييف ولا مغالطات كما بدأت تظهر في وقتنا هذا, فخطاب يمّجد حافظ الشيخ في مسجد الامام الصادق بالقفول يتبعه تكبير وفي نفس الخطاب يحّرض على الشيخ رحمه الله يتبعه شعار سحقا سحقا للع....... فلا نريد بأن نفتح الجراحات ولكن وددنا بكشف بعض الحقائق للتاريخ.وأنتي تعرفين سبب عزوف ألأمير كما ذكرتي في حادثة أستقبال والدكم مع وفد العريضة لأن الشيخ رحمه الله كان على علاقة وثيقة وحمّيمة مع العائلة الحاكمة منذو السبيعنات وكانت كلمته مسموّعة لدى العائلة وحتى قبل قليل من أبتداء الأحداث السياسية ولهذا ترين غضبهم وطريقة تعاملهم معه.تم أتهام الشيخ المدني واتباعه رسميا في أعتصام بني جمرة بتسريب رسائل الاعتذار للعامة , وقد قال الشيخ المدني قدس سره إنهم يعلمون علم اليقين بإنني لم أخرج هذه الرسائل ولكنهم كالعادة يستغلون أي فرصة لتأجيج الشارع ضدنا ولم يصّدقه أحد الى يوّمنا هذا إلا المنصفين. و لو قمتي بسئوال أحد من العوام وغير العوام من قام بتسريب تلك الرسائل فسيقولون فلان وأتباعه ولكن الله يمهل ولا يهمل فقد جاء على لسان ربيعة اليساري بإن من قام بتسريبها هي حكومة البحرين وهو لديه مصادره فأي ظلم وبهتان أكثر من هذا ياعفاف قد ألم بالشيخ المظلوم. ومع هذا الظلم المجحف فقد فقام الشيخ المدني رحمة الله عليه ب35محاولة خلال سجّنه الثاني مع حكومة البحرين المتمثلة في وزير الداخلية أئنذاك وذلك للافراج عن والدك وكان رد الوزير لقد مللنا من تلك المطالبة ياشيخ سليمان.الشيخ المدني رحمه الله يقول بأننا لن نرضى بإن نسيس من قبل اليساريين والطوائف الأخرى أئنذاك وكان القائل يقول ربما هذه حجج يتحجج به الشيخ ما دخل اليساريين بتلك المطالب حتى يخرج علينا على ربيعة بمذكراته ويقص علينا قصة العريّضة من أولها الى آخرها مصداقا لما قال به الشيخ المدني في خطبه بإن اليساريين هم من صاغ العرّيضة. الكتابة ضدد التيار المدني مقبولا ومجبولا عليه الناس منذ زمن طويلا وستحصلين على ذلك تشجيع وتصفيق لأن هذا التياروأصحابه لا يتبعون أسلوب التسقيط والتهديد والوعيد, ولكن حبذا يأخت عفاف بأن تتقمصي الشجاعة ولو في سطرا واحد يكشف للجمهور الكريم عن الضغظ النفسي الكبير الذي كان يواجهه والدك في أيام الاعتصام وفترة الميثاق ومما كان يشتكي , كان يشتكي ممن كان يرفع صوته عليه في أيام ألاعتصام ويغلط عليه, كان يشتكي ويقول الآن زادت أذيتي من أقرب المقرّبين الي, وأخوتك يعرفون من كان يؤّذيه بحجة بإن سوف يمنعه من المهادنة أن لم يتبع هذ ألاسلوب معه.( لا أقصد الشيخ علي بن أحمد). ومن تلك ألاسرار التى نكره أن نبوح بها يأخت عفاف هي قول والدك لسكرتير أحد الدواوين في أيام الميثاق " ياوليدي إذا بتتفضلون تدعّوني مرة ثانية لديوانكم فلا تدعون معي هذا فقال له أتّعني الشيخ سليمان قال حاشاه وأنما أقصد فلان..........أتدّرين لماذا لأن ذاك الشخص قد كّذب والدك أمام الملك مرتين وحاول أن يقود أبيك كما يشاء" وأنتي تعلمين من أقصد.وفي الختام أرجوا من الله بأن يوفّقك لما يحب ويرضى وأن يجعل قلمك حرب على أعداء الله ورسوله يارب العالمين. حسين الزاكي - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكِ ورحمة الله وبركاته،، وبعدالأخت الكريمة عفاف الجمري.. كم أثلجت صدرنا بمقالتك المعنونة (بشأن ما كتب عن انتفاضة التسعينات مرة أخرى).. ولكن الشكر على ذلك الشكر الجزيل..أحببتُ أن أسجّل دعمي وتشجيعي لمثل هذه الكتابات التي تكشف عن بعض الحقائق التي حدثت في التسعينات وما بعدها، وما يكتنزها من تفاصيل قد يهملها الكثيرون مع كونها مهمّة جداً ليكون التاريخ طاهراً ناصعاً..شكرا مرة أخرى.. ونتمنى أن نرى مقالات أخرى مخلصة..حسين عفاف الجمري - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 السلام عليكم جدحفصيأعتذر عما بدر مني و حقيقة كنت قد أرسلت تعديلا للعمود حذفت منه هذه الفقرة حفاظا على المشاعر و لكن يبدو أنه وصل متأخرا و أقر بوجود أخطاء ميدانية جسيمة و لكن أؤكد بأنها لم تكن برضا الجمري و كان ينهى عنها و لكن من يستطيع التحكم بشارع موتور أساسا من أدبيات معينة ( ولا أبرر فقط أوضح) ثم أن قولك بأنه تم التطاول على المرحوم المدني بشعارات أمام الجمري و برضاه فذلك مستحيل فكل التسجيلات موجودة لدينا وكنا موجودين قدتكون تشير إلى ما حدث عندما ذكر الجمري في خطبة الاعتصام لفظ(سماحة الشيخ المدني )في معرض إشارته لكونه أحد شهود المبادرة فلم يرق للبعض هذا التعبير فردوا بصوت (بووو) وخطبه كلها موجودة في كتاب مطبوع منذ العام1996 و ليس فيها إساءة لأي شخص بل كان ينهى فيها عن التعرض لأي أحد أنصحك بالاطلاع عليها بل وسؤال المقربين من المرحوم المدني والذي كان حاضرا هو و العلامة الشيخ أحمد العصفور (مد الله في ظله الوارف)عندما قال المللك للجمري:( راجعنا كل خطبك منذ العام 1975 فوجدناك الوحيد المعتدل(أي من المعارضة) ليس فيها تعرض لأي شخص أو جهة مخالفة لك لا للأسرة الحاكمة و لا للمدني و لا لغيره) ولو كان هذا الكلام ليس صحيحا لاعترض المدني حينها و مع ذلك أقر بوجود الأخطاء في الشارع ومن الطرفين قد تزيد أو تقل عند طرف على آخر ولكنها موجودة و لم نكن نقبل بها منذ ذلك الوقت و نشجبها و أعتذر مرة أخرى لك و لعائلة المرحوم المدني و شكرا عفاف الجمري جدحفصي معتدل - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 قليل من الانصاف يا عفاف هل كان تيار المدني يضغط؟ و من اوصل الامور الى الاشتباك الميداني ؟ و كم سيارة و منزل حرق لاتباع المدني ؟ و هل تم الاعتداء على شيء من ممتلكاتكم او ممتلكات اعدائكم ؟ و من يهان و يشتم يوميا و بحضور والدكم ؟ و اشرطة الفيديو تثبت كامل رضاه امام هتافات من قبيل الجمري عال عال و ... تحت انعالي !!! و من اتهم بالعمالة و نكل به ؟ لقد وصلت الامور في فترة ما الى نسيان اصحاب المبادرة جميع مطالبهم و ركنها على الرف و التفرغ التام الى المدني و تاليب الشارع عليه . لماذا لا يكون عندكم شيء من الانصاف و تعترفون ببعض اخطائكم ! ام تريدون ان تكونوا كابطال الافلام الهندية الذين يخرجون من المواجهات دون خدش؟! الحايكي - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 رحم الله الشيخ الجمري و اسكنه فسيح جناته بحراني - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 احسنت ياعفاف الجمريبوركت هذه الأقلام المباركةرحمك الله يا أبا جميل أبو راشد - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 ما نسمعه أن الأمير الراحل على خلق مع ضيوقه فهل صحيح أنه عامل الشيخ الجمري رحمه لله بتلك النزاقه؟ محمود - البحرين الثلاثاء 28 أغسطس 2007 عتقد أن ربيعة زج المعارضة في مهاترات جانبية أفقدتها شيئا من عنفوانها، وبمقالاته التي نشرها في الصحف دق المسمار الأخير في نعش المعارضة.وشكرا لعفاف الجمري على هذه التوضيحات |
حول ما كتب عن انتفاضة التسعينات
عفاف الجمري
إن الجهد في كتابة مذكرات علي ربيعة لواضح وتوثيق تلك الفترة لأمر مهم لأجل التاريخ والأجيال المقبلة وحقيقة لم أحصل على كتاب ربيعة، لكنني اطلعت على ما نشر في جريدة ‘’الوقت’’ ولي ملاحظات على ما كتبه وما كتبه الشيخ عبداللطيف المحمود وقد تكلم الشيخ عيسى الجودر والأستاذ حسن مشيمع وعبدالوهاب (في المواقع الإلكترونية). وأعتقد أن معظم أعضاء لجنة العريضة ومن ساهموا فيها قد تكلموا إلا أحمد الشملان (شافاه الله) وقد كتبت عنه زوجته الأستاذة فوزية مطر والشيخ عبدالأمير الجمري (رحمه الله) ونيابة عنه أوضح التالي:أولا: قال ربيعة ‘’وللأمانة التاريخية فإن النقاش والحوار في هذه الفترة كان محصوراً فقط في أوساط النخبة السياسية والمثقفين من قوى اليسار’’. وأقول: يا أستاذ هذا حد علمك من جانبك ولكن الشاعر يقول ‘’علمت شيئاً وغابت عنك أشياء’’ فهناك ‘’ما لم تحط به علماً’’ وللتوضيح: أقول لك شاهدة من داخل منزل الجمري بأنه طوال حياته كان يبادر بعرائض، فلديه عريضة مشابهة للنخبوية قبل سنة ,1980 وأخرى سنة 1981 ومن ضمن المطالب المطالبة بإطلاق المعتقلين وعلى رأسهم الشيخ العكري ولكن لم يكتمل عنده نصاب التوقيعات من العلماء فلم يرفعهما، حيث كانتا نخبوية علمائية.وفي سنة 1991 كانت له عريضة بالاشتراك مع السيد كاظم العلوي (ره) تضم مجموعة مطالب شعبية إصلاحية وعلى رأسها إطلاق سراح جميع المعتقلين وقد بدأت التوقيعات باسمه أولا، واسم السيد كاظم ثانيا، ومع أن المطالب في كل هذه العرائض هي نفسها التي في النخبوية عدا زيادة مطلب يتعلق بالجانب الأخلاقي ومنع الخمور الذي حدثت معارضة لاحقا على هذا المطلب عندما اشترك مع القوى الوطنية الأخرى أثناء صياغة العريضة النخبوية، حيث قال في مجلس المحامي حميد صنقور ‘’قد أنام وأنا أعلم أن ابني جائع لكن لا أنام وأنا أعلم أنه مخمور في أحد أماكن الفساد الأخلاقي’’. وأذكر أنه كانت عنده نقاشات في ديسمبر/ كانون الأول العام 1988 مع الشيخ عيسى قاسم وكانت لكل منهما رؤية مختلفة للتعامل مع الوضع (وخلافهما بالمناسبة ودي وراشد واخوي من الطرفين لا يتعدى الاختلاف في وجهات النظر) وقد استمرت النقاشات عنده في بداية التسعينات مع بعض المقربين وفي داخل المنزل وبسرية تامة لأنه محاط بالعشرات من أجهزة التصنت.وقد وجدنا في كل أجهزة التلفون في المنزل لاقطات تجسس استخرجناها بواسطة خبير فهو يتعامل بمنتهى السرية ويشغل الراديو على قناة معينة للتشويش إذا أراد التحدث فكيف ستعرف عنه لكن كان الأولى بك ألا تجزم بعدم وجود غير ما تعرف، ومن تلك النقاشات توصل لفكرة العريضة وفي تلك الفترة كان الاتصال بينه وبين حركة ‘’الأحرار’’ صعباً للغاية. وأذكر أن منصور الجمري وسعيد الشهابي كانا يحاولان إيصال نفس وجهة النظر هذه عبر المسافرين فليست هناك وسيلة أخرى وكان ذلك كله قبل أن يلتقي بالقوى الوطنية الأخرى، لموضوع العريضة. إنه بسبب التشديد الأمني عليه طوال حياته والذي تكثف بصورة مضاعفة منذ العام 1988 عندما تم فصله واعتقاله وابنه محمد جميل وزوج ابنته عبدالجليل. وطلب الدكتور منصور للاعتقال فبقي في الخارج، منذ ذلك الوقت تم تضييق الخناق عليه بشكل مضاعف حتى أن أي شخص يزوره يتعرض للتحقيق والمضايقة فهذا عامل لعدم معرفتك لما جرى.والعامل الآخر هو أنه كان منفرداً في توجهه ورؤيته لمعالجة الوضع في الساحة بين رفاقه العلماء فنمهم من كان يرى لزوم التقية ومنهم من يرى عدم جدوى التحرك وأنه لن يأتي بنتيجة، ومنهم من يرى أن الشعب سيخذله إذا تحرك وسيتركه لوحده، وبقي الحال كذلك إلى أن حدث بعض الانفراج الأمني في بداية التسعينات (بسبب وضع البحرين تحت الرقابة الدولية بسبب تقارير دولية، وبسبب الوضع الدولي عموما) فتم إطلاق سراح معظم الذين أمضوا أحد عشر عاماً في السجن من معتقلي الجبهة الإسلامية والسماح لأسرهم في سوريا بالعودة، والسماح للعلماء الموجودين في إيران (للدراسة) بالعودة، عودة هؤلاء العلماء ومن بينهم الشيخ علي سلمان أنعش قلب الجمري بقوة فقد وجد فيهم سندا فهم يحملون نفس توجهه وكان بعد أن تم تشكيل لجنة العريضة، يخرج كل يوم على مدى أكثر من شهر لعقد لقاءات معهم ويرى فيهم النتائج المشجعة وكان يعبر عنهم بعلماء الصف الثاني (أي الجيل الجديد) وإذا لم تكن عند الجمري الفكرة من الأساس فكيف تجاوب معكم بهذه السهولة ولماذا أساساً اخترتموه؟نحن لا نبخس الآخرين حقهم فلا تفعل، ولذلك أقول إنه صحيح كان يوجد تحرك في التيار الوطني في تلك الفترة فأذكر أن الأستاذ شوقي عباس (يسار) قد قال كلاماً في مداخلة جريئة في الزمن الصعب (على حد تعبيرك) في محاضرة لوزير الإعلام الراحل طارق المؤيد ومديرة التلفزيون السابقة هالة العمران في جامعة البحرين سنة 1991 سأل عن الإصلاحات التي ذكرها الوزير في مقابلة صحافية عندما قال إنه ‘’بعد حرب الكويت سيعاد النظر في الإجراءات’’، وذكره بأن قانون أمن الدولة مازال موجوداً والوضع مازال سيئاً، وكذلك محاضرة الدكتور عبداللطيف المحمود في الكويت التي اعتقل وحصل ما حصل على إثرها قبل أن يعود لاحقاً.
التعليقات
نايف - الدنمارك
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
شكرا على التوضيح التاريخ وننتظر المزيد من مقالاتك الرائعه
ابو علي - البحرين
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
الاخت الفاضله عفاف شكرا لك على هذا التوضيح ونشد على يدك للمزيد من الحقائق لك لايبخس حق الاخرين من امثال شيخنا الغالي الشيخ عبد الامير الجمري الذي ندره عمره في خدمة الاسلام والشعب سدد الله خطاك وجعله في ميزان اعمالك
عبدالله عبدالرحمن - البحرين
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
إذا تسمح لي الكاتبه القديره في أن أختلف معها قليلاً في تسمية الحدث. فقد سمته هي بانتفاضة التسعيناتو لكن هناك عدد كبير و لا يستهان به من أهل البحرين يسمونه شغب التسعينات أة إرهاب التسعينات لما شهد من غوغائيه و همجيه في قتل و ترويع أمن الوطن و المواطن من قبل المشتركين فيه.
بوحسن - البحرين
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
شكرا الاخت عفاف على هذا التوضيح كما اننى اشد على يدك لمزيد من التوضيح عن ما جاء في كتاب ربيعة المملوء بالغث والسمين من القول المنقول بل غير المعقول.شكرا مرة اخرى
-->
صباحات.. ونسيت أنك تكبر والعريس ابنك!رشاد أبو داود
أعمدةذكرى إعلان الاستقلال والمأْزم الطائفيعبدالهادي خلف
للثلاثاء وكل يومعمر بن الخطّاب شهيداًأحمد العبيدلي
أعمدةفلسطينياً: فشل الرهان على أميركامنير شفيق
أعمدةهذه الدنيا.. نور ونارليلى الجبالي
صفارةشراكة وطنيةمحمد لوري
أعمدةحول ما كتب عن انتفاضة التسعيناتعفاف الجمري
أعمدةالمعالجة الفقهية الحديثة لامتلاك أسلحة الدمار الشاملهشام منور
المزيد من الأعمدة .. كتاب الوقت
-->
عفاف الجمري
إن الجهد في كتابة مذكرات علي ربيعة لواضح وتوثيق تلك الفترة لأمر مهم لأجل التاريخ والأجيال المقبلة وحقيقة لم أحصل على كتاب ربيعة، لكنني اطلعت على ما نشر في جريدة ‘’الوقت’’ ولي ملاحظات على ما كتبه وما كتبه الشيخ عبداللطيف المحمود وقد تكلم الشيخ عيسى الجودر والأستاذ حسن مشيمع وعبدالوهاب (في المواقع الإلكترونية). وأعتقد أن معظم أعضاء لجنة العريضة ومن ساهموا فيها قد تكلموا إلا أحمد الشملان (شافاه الله) وقد كتبت عنه زوجته الأستاذة فوزية مطر والشيخ عبدالأمير الجمري (رحمه الله) ونيابة عنه أوضح التالي:أولا: قال ربيعة ‘’وللأمانة التاريخية فإن النقاش والحوار في هذه الفترة كان محصوراً فقط في أوساط النخبة السياسية والمثقفين من قوى اليسار’’. وأقول: يا أستاذ هذا حد علمك من جانبك ولكن الشاعر يقول ‘’علمت شيئاً وغابت عنك أشياء’’ فهناك ‘’ما لم تحط به علماً’’ وللتوضيح: أقول لك شاهدة من داخل منزل الجمري بأنه طوال حياته كان يبادر بعرائض، فلديه عريضة مشابهة للنخبوية قبل سنة ,1980 وأخرى سنة 1981 ومن ضمن المطالب المطالبة بإطلاق المعتقلين وعلى رأسهم الشيخ العكري ولكن لم يكتمل عنده نصاب التوقيعات من العلماء فلم يرفعهما، حيث كانتا نخبوية علمائية.وفي سنة 1991 كانت له عريضة بالاشتراك مع السيد كاظم العلوي (ره) تضم مجموعة مطالب شعبية إصلاحية وعلى رأسها إطلاق سراح جميع المعتقلين وقد بدأت التوقيعات باسمه أولا، واسم السيد كاظم ثانيا، ومع أن المطالب في كل هذه العرائض هي نفسها التي في النخبوية عدا زيادة مطلب يتعلق بالجانب الأخلاقي ومنع الخمور الذي حدثت معارضة لاحقا على هذا المطلب عندما اشترك مع القوى الوطنية الأخرى أثناء صياغة العريضة النخبوية، حيث قال في مجلس المحامي حميد صنقور ‘’قد أنام وأنا أعلم أن ابني جائع لكن لا أنام وأنا أعلم أنه مخمور في أحد أماكن الفساد الأخلاقي’’. وأذكر أنه كانت عنده نقاشات في ديسمبر/ كانون الأول العام 1988 مع الشيخ عيسى قاسم وكانت لكل منهما رؤية مختلفة للتعامل مع الوضع (وخلافهما بالمناسبة ودي وراشد واخوي من الطرفين لا يتعدى الاختلاف في وجهات النظر) وقد استمرت النقاشات عنده في بداية التسعينات مع بعض المقربين وفي داخل المنزل وبسرية تامة لأنه محاط بالعشرات من أجهزة التصنت.وقد وجدنا في كل أجهزة التلفون في المنزل لاقطات تجسس استخرجناها بواسطة خبير فهو يتعامل بمنتهى السرية ويشغل الراديو على قناة معينة للتشويش إذا أراد التحدث فكيف ستعرف عنه لكن كان الأولى بك ألا تجزم بعدم وجود غير ما تعرف، ومن تلك النقاشات توصل لفكرة العريضة وفي تلك الفترة كان الاتصال بينه وبين حركة ‘’الأحرار’’ صعباً للغاية. وأذكر أن منصور الجمري وسعيد الشهابي كانا يحاولان إيصال نفس وجهة النظر هذه عبر المسافرين فليست هناك وسيلة أخرى وكان ذلك كله قبل أن يلتقي بالقوى الوطنية الأخرى، لموضوع العريضة. إنه بسبب التشديد الأمني عليه طوال حياته والذي تكثف بصورة مضاعفة منذ العام 1988 عندما تم فصله واعتقاله وابنه محمد جميل وزوج ابنته عبدالجليل. وطلب الدكتور منصور للاعتقال فبقي في الخارج، منذ ذلك الوقت تم تضييق الخناق عليه بشكل مضاعف حتى أن أي شخص يزوره يتعرض للتحقيق والمضايقة فهذا عامل لعدم معرفتك لما جرى.والعامل الآخر هو أنه كان منفرداً في توجهه ورؤيته لمعالجة الوضع في الساحة بين رفاقه العلماء فنمهم من كان يرى لزوم التقية ومنهم من يرى عدم جدوى التحرك وأنه لن يأتي بنتيجة، ومنهم من يرى أن الشعب سيخذله إذا تحرك وسيتركه لوحده، وبقي الحال كذلك إلى أن حدث بعض الانفراج الأمني في بداية التسعينات (بسبب وضع البحرين تحت الرقابة الدولية بسبب تقارير دولية، وبسبب الوضع الدولي عموما) فتم إطلاق سراح معظم الذين أمضوا أحد عشر عاماً في السجن من معتقلي الجبهة الإسلامية والسماح لأسرهم في سوريا بالعودة، والسماح للعلماء الموجودين في إيران (للدراسة) بالعودة، عودة هؤلاء العلماء ومن بينهم الشيخ علي سلمان أنعش قلب الجمري بقوة فقد وجد فيهم سندا فهم يحملون نفس توجهه وكان بعد أن تم تشكيل لجنة العريضة، يخرج كل يوم على مدى أكثر من شهر لعقد لقاءات معهم ويرى فيهم النتائج المشجعة وكان يعبر عنهم بعلماء الصف الثاني (أي الجيل الجديد) وإذا لم تكن عند الجمري الفكرة من الأساس فكيف تجاوب معكم بهذه السهولة ولماذا أساساً اخترتموه؟نحن لا نبخس الآخرين حقهم فلا تفعل، ولذلك أقول إنه صحيح كان يوجد تحرك في التيار الوطني في تلك الفترة فأذكر أن الأستاذ شوقي عباس (يسار) قد قال كلاماً في مداخلة جريئة في الزمن الصعب (على حد تعبيرك) في محاضرة لوزير الإعلام الراحل طارق المؤيد ومديرة التلفزيون السابقة هالة العمران في جامعة البحرين سنة 1991 سأل عن الإصلاحات التي ذكرها الوزير في مقابلة صحافية عندما قال إنه ‘’بعد حرب الكويت سيعاد النظر في الإجراءات’’، وذكره بأن قانون أمن الدولة مازال موجوداً والوضع مازال سيئاً، وكذلك محاضرة الدكتور عبداللطيف المحمود في الكويت التي اعتقل وحصل ما حصل على إثرها قبل أن يعود لاحقاً.
التعليقات
نايف - الدنمارك
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
شكرا على التوضيح التاريخ وننتظر المزيد من مقالاتك الرائعه
ابو علي - البحرين
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
الاخت الفاضله عفاف شكرا لك على هذا التوضيح ونشد على يدك للمزيد من الحقائق لك لايبخس حق الاخرين من امثال شيخنا الغالي الشيخ عبد الامير الجمري الذي ندره عمره في خدمة الاسلام والشعب سدد الله خطاك وجعله في ميزان اعمالك
عبدالله عبدالرحمن - البحرين
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
إذا تسمح لي الكاتبه القديره في أن أختلف معها قليلاً في تسمية الحدث. فقد سمته هي بانتفاضة التسعيناتو لكن هناك عدد كبير و لا يستهان به من أهل البحرين يسمونه شغب التسعينات أة إرهاب التسعينات لما شهد من غوغائيه و همجيه في قتل و ترويع أمن الوطن و المواطن من قبل المشتركين فيه.
بوحسن - البحرين
الثلاثاء 14 أغسطس 2007
شكرا الاخت عفاف على هذا التوضيح كما اننى اشد على يدك لمزيد من التوضيح عن ما جاء في كتاب ربيعة المملوء بالغث والسمين من القول المنقول بل غير المعقول.شكرا مرة اخرى
-->
صباحات.. ونسيت أنك تكبر والعريس ابنك!رشاد أبو داود
أعمدةذكرى إعلان الاستقلال والمأْزم الطائفيعبدالهادي خلف
للثلاثاء وكل يومعمر بن الخطّاب شهيداًأحمد العبيدلي
أعمدةفلسطينياً: فشل الرهان على أميركامنير شفيق
أعمدةهذه الدنيا.. نور ونارليلى الجبالي
صفارةشراكة وطنيةمحمد لوري
أعمدةحول ما كتب عن انتفاضة التسعيناتعفاف الجمري
أعمدةالمعالجة الفقهية الحديثة لامتلاك أسلحة الدمار الشاملهشام منور
المزيد من الأعمدة .. كتاب الوقت
-->
Sunday, September 16, 2007
لأجل التمازج الوطني 6/2007
لأجل التمازج الوطني في يوم 1 أبريل 1995 م ،و عند الساعة الرابعة فجراًُ ، قفل (م) - و هو شاب من بني جمرة - عائداً لبيته بعد أن صلى الفجر في المسجد ، ففوجئ بقوات الشغب تسد كل الطرقات ، وتمنعه من العودة ، وإلا أفرغت الرصاص في صدره ،وعندما فهم الأمر ، وأن شيخ القرية محاصر ، قال مواسياً له : اقتلوني ،لا أبالي ، فقال له الجندي : لن أصنع منك شهيداً ،ولكن سأعذبك طوال عمرك ، ووضع الرشاش في فخده وأفرغه ، ومنذ ذلك الحين وهو يعاني أمراضاً لا حصر لها ، بدأت ببتر الرجل ولم تنته بقائمة من الأمراض النفسية والجسدية ،و (م.ح) أصابه ما أصابه من رش الرصاص في تلك الليلة ، فأخذ يزحف على بطنه والدماء تسيل منه ،حتى وصل لأحد البيوت وطرق الباب برأسه ثم أغمي عليه ، لتجده صاحبة البيت جثة أمام بابها مضرجة بالدماء، والحاجة (ز) ، ستينية العمر ، سمعت في إحدى الليالي، أصوات الجند وهم ينهالون ضربا على شاب عند باب بيتها ، فخرجت لتستطلع الأمر وإذا به ابنها ، فرمت بنفسها عليه لتخلصه منهم ، فانهالوا عليها ضرباً ، ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا عليها الرصاص المطاطي ، عدة طلقات في القلب وعلى الرأس فوقعت صريعة في الحال ، وآخر كلمة قالتها لابنتها ، وهي تحاول أن تنتشلها : الشغب قتلوني، ولا تزال البنت تعاني من آثار الحادث النفسية. أما (م.ج) فقد اعتقل ولديه ولدان ، ولم يحصل على مقابلة إلا بعد مرور خمس سنوات ليكتشف أن عنده ثلاثة أولاد حيث كانت زوجته حاملاً بالثالث ولم يكن يعلم ، أما عن ظروف السجن فيعجز القلم عن التبيان فعند أول مقابلة لا أحد يستطيع أن يتعرف على سجينه لأنه يخرج مسخاً وباختصار شديد هذا السجن هو تماماً أبو غريب أو غوانتنامو أما الأسر فلا تسأل قارئي العزيز عنها ، تتلقفها أيدي القدر بدون رحمة ، فلها عقوبة قاسية كونها أسرة ذلك المعتقل . أنقل بعضاً من هذه النماذج بغرض أن يفهم الطرف الآخر عقلية هذا الطرف ، لأن الوحدة والتمازج والتفاهم في أي كيان مهما كبر أو صغر ، من الأسرة إلى الوطن الصغير إلى العالم الأكبر ، تقوم على أسس أهمها : أن يفكر كل بعقل الآخر ، ويطلع كل على هموم الآخر ومعاناته ، ليفهمه ويصل معه إلى حل مرض للطرفين ، إن كانت هناك إراده فعليه للإصلاح والتمازج الوطني ، الذي هو أساس الإستقرار المؤسس لعملية التنمية ، ومن مثل هذه النماذج المذكورة تفند المقولة بشأن العدالة الإنتقالية ، بأنها استيراد لأفكار رنانة من الخارج لا تلائم واقعنا ،وكأن المتكلم يتكلم عن استيراد موضة أزياء لشخص مرفه ، ولا يتكلم عن أناس عانوا ولا يزالون ، سخطوا ولا يزالون ، لأنهم لم يحصلوا على ما يطبب جروحهم ، بل مازالت العقوبات تسري عليهم في كثير من الجوانب ليس أقلها القوائم السوداء على الحدود ، خارج البحرين ، و التي لم يسلم منها حتى النواب وفي داخل المؤسسات الحكومية والوزارات تجاه الأشخاص ذوي التاريخ النضالي أو الرمزي. إن استطعنا تكميم الأفواه لفترة مؤقتة ، فإن الغليان يبقى مستمراً لا نعلم عواقبه ، ولا أحد يستطيع التحكم فيه ، أما مقولة تغيير التاريخ فهذه أيضاً ساذجة لأن التاريخ في كل مكان ، وعلى طول الأزمان و الدهور ، تاريخان ، تاريخ سلطة تصيغه كما تحب ، وتاريخ معارضة تسجله حتى ولو بالدم ومن داخل القبور، ففي كل الأحداث التاريخية نجد دائماً طرحين و تفسيرين متغايرين ، و أما مقولة : تحقيق مكاسب فئوية فهي مغالطة ، سعت ومازالت تسعى لترسيخها الأطراف الأخرى بتصوير المعارضة فئوية وبالضغط بكل السبل لتحويلها كذلك ، وإذا كانت الأطراف الأخرى استفادت كثيراً من التحول الديمقراطي أكثر من المعارضة وهي لم تبذل شيئاً ، فهل يضيرها جبر نفوس الضحايا من أي طرف ، للوصول لتراض يؤسس لوحدة حقيقية ؟ إن بإمكان المحبين لهذا الوطن سواءً من سلطة أو معارضة ،أن يصلوا لحلول مرضية ، إن كانت هناك نية مخلصة حقيقية للإصلاح ، تواجه الواقع بجرأة وتعترف بالأخطاء من الطرفين. نعم نستطيع أن ندغدغ العواطف بإدعاء أن الوحدة الوطنية الحقيقية تحققت بعد الميثاق ، و أنه لا داعي لأي إثارة للماضي الآن ، ولكن ماذا لو انفجر بركان الحقيقة في أي وقت من الأوقات ؟ بدأنا بتراض وطني كاد أن يكون حقيقياً لولا التغيير الغير عقدي للدستور ، والذي أعقبه تراجعات لا حصر لها ، بدأت بسحب المكتسبات واحدة تلو الأخرى بشتى الطرق ، وإزاء هدا الوضع انقسمت المعارضة إلى قسمين ، قسم عقلاني يحاول الوصول لحلول بالتي هي أحسن ، وقسم تتحكم فيه ردود الأفعال يريد أن ينفجر في كل حين ، وحتى المعارضة العقلانية لم تلق يدا مفتوحة لتصافحها ، بل يتم التضييق عليها ودفعها بقوة نحو التطرف . ليست البحرين بدعاً بين الدول التي تعرضت لنزاع داخلي بل هناك ماهو أشد منها بكثير كالبوسنة والهرسك ، وجنوب أفريقيا ، و راوندا ، و لكنهم جميعا استطاعوا معالجة الماضي بواقعية وحكمة ، ليؤسسوا عليه الاستقرار في الحاضر لبناء مستقبل زاهر ، فقط على الجميع من أطراف سلطوية أو معارضة ، أن يكونوا واقعيين ويضعوا الله و مستقبل الأجيال والوطن نصب أعينهم ، وأن يحبوا هنا الوطن بصدق ، ليعترفوا بأخطائهم ، ويتوصلوا لحلول مرضية للطرفين ، أبسطها وقف العقوبات التي لا يزال يمارسها الحرس القديم خصوصا على كل من له علاقة بالشخصيات ذوات التاريخ ، و رد الاعتبار و ا لاعتذار الأدبي للضحايا ، وبعدها يأتي الكلام في بقية الأمور . عفاف الجمري. Afaf 39474225@gmail.com |
في أربعينك يا أبي
ذكراك عندي ستبقى جمرة لا تنطفئ أبدا ، و ما يطفئها ؟ آهاتك التي لازالت ترن في مسامعي ليل نهار ، و مناجاتك الليلية التي أنتبه عليها لشدة تفاعلك ، فأسمع دعاءك الحزين ، واشتد هذا منذ العام 88 منذ أن اشتد التضييق الأمني عليك حتى تم فصلك واعتقالك وأبنائك من لحمك ومن الشباب المحيطين بك وتم تشريد الباقي .....وبدأت معركة المساومات منذ ذلك الوقت ، سئمنا من كثرة الرسل التي تغدو و تروح ليلا ونهارا ، حاملة العصا والجزرة : خذ ابنيك و ارجع إلى عملك و اسكت عن باقي أبناء الناس ، وغير مجرى حياتك و سلوكك ، و خذ المنصب الفلاني و المبلغ الكذائي و...و..و في نفس الوقت : إن لم ترتدع ، فسوف نفعل بك كذا و كذا ....فترد بنفس الجواب : الشعب كلهم أبنائي ، و ليسا فقط جميل و عبدالجليل ، فتستمر الحرب ويضيق عليك حتى في قراءة المجالس الحسينية ، حيث يتم تهديد أصحاب المآتم الكبيرة قبل كل محرم كيلا يستدعوك للقراءة فيها ، ويتم التضييق على كل من يأتي لمجلسك ، أو يصلي وراءك ، ويبلغ من شدته إلى نصب حجرة خشبية أمام مجلسك علنا في العام 87م وذلك لجلوس رجال المخابرات فيها هذا غير السيارة الموكلة بالسير خلفك ليلا ونهارا منذ العام 79م ، حتى أنك في إحدى المرات أشفقت عليهم من شدة الشمس قبل أن يعملوا لهم خيمة خشبية ، وذهبت لهم تدعوهم لدخول المنزل وتناول طعام الغذاء ، ولما سألناك قلت :( مساكين كسروا خاطري ، في الشمس ) واستمر الحال كذا حتى العام 95م. عندما تم الهجوم على قريتك و محاصرتها من جميع النواحي في الساعة الثانية ليلا بجيش من الجنود المدججين بالسلاح الذين حاصروا القرية بأكملها و قتلوا بالرصاص الحي شهيدين و جرحوا ما ينيف على الخمس والأربعين بترت رجل أحدهم في ليلة سوداء مشهودة ، أما المجمع الذي تسكنه فأخرجوا كل أهله منه لتكون عزلة تامة جدا ثم اقتحموا المنزل و أبقوا فيه و حواليه و على سطحه والمنافذ المؤدية إليه مالا يقل عن خمسمئة جندي مدجج ومن بين من هجموا علينا من يسمون برجال الصاعقة ، هذا غير المروحية الكبيرة التي تحوم على سقف المنزل في منتصف الليل وترعب الأطفال ، وقد أخرجوا من المنزل كل جهاز تلفاز و هاتف وراديو لقطع كل علاقة بينك وبين الخارج ، وعمل فيك العقيد الفلاني ومساعدوه ما عملوا على مرأىمنا جميعا ، و بوجود الأطفال الذين بقوا جميعا - و أصغرهم ذات ثمانية أشهر- تحت الحصار والعدد كاملا تسعة عشر في بيت لايتسع ، فلا نسمع ليلا و نهارا إلا بكاء الأطفال الذين أسموهم بلفظة كتبت على مغلف الخبز الذي أحضروه لنا: (19 مجرما) ، و فوق ذلك كله كنت تقدم للجنود الشاي ، ثم اقتادوك في نهاية الحصار للسجن و في السجن حدثت الأهوال ، فبمعدل شبه يومي كنت تسقط أرضا من شدة الأذى وأحيانا يتم إسعافك بالنقل للمستشفى ، وأحيانا تترك بل و يمنع عنك الدواء ، وقد أفقدوك سمعك في أذنك اليسرى وبقيت تعاني منها حتى لقيت ربك ،و هل تذكر عندما كانوا يوجعون قلبك بإسماعك وأنت في الزنزانة صوت صراخ الشباب و هم يعذبون قريبا منها حتى صرخت بأعلى صوتك : (دعوا أبنائي بسلام ) وكان العقيد و رؤساؤه يقولون لك بأنك أنت السبب و أن خلاصهم بيدك ، أما ماذا فعلوا بك تفصيلا فإن ذلك سيبقى محفورا في داخلي و لن يستطيع أحد محوه إلا أن أدفن ، ويكفي بأنه حتى المقابلة التي بقيت ممنوعة عليك لما يقارب السنة ، فإنها عندما كانت تحدث ، تحول إلى وجبة تعذيب ، تصل مباشرة بعدها للعناية أيضا ، فمن تمزيق ملابسك عليك في وسط الساحة ، إلى وضع أجهزة التصنت في غرفة المقابلة ، وإلى مضايقة الوالدة ومضايقتنا أمامك ، و غيرها مما تفنن به العقيد من أساليب في التنكيل تفننا لا يرقى إليه أحد ، فاستعمل كل الوسائل المألوفة و غير المألوفة ، طمعا في نيل المزيد من الأوسمة لأن إنجازه الذي حققه يوم اعتقالك وبالطريقة التي رسمها للسيطرة على الاحتجاج الشعبي ، جعلت مدير الأمن يقف له إكبارا حيث كانوا متهيبين من تكرار الاحتجاج الشعبي الذي حدث في العام 88 عند اعتقالك فرسموا خطة لتطويق هذا الاحتجاج المحتمل ، أما المسؤول عنها فهو ليس العقيد وحده ، بل من هو أرفع منه و الذي ذكر اسمه – من غبائه – أمامنا عندما سألته عن الاذن بالهجوم و التفتيش ....ولن أنسى ما حييت منظرك في قفص الاتهام ، وحيدا ، و صورتك ساعة النطق بالحكم الجائر :10 سنوات و15 مليون دينار غرامة (إن لم تدفع ،وهي لن تدفع فالشعب بأكمله لايمتلك هذا المبلغ ، فإنها تعوض بالسجن كما قال لك العقيد :سنخيسك إلى الأبد في السجن) أذكرأنك عندما نطق بالحكم تمتمت ساعتها بشفتيك – كما هي عادتك – بدعاء لا أدري ما هو فنحن ممنوعون من الاقتراب منك ، و محاكمتك تمت في أبعد نقطة على خريطة البحرين، ولم يسمح بحضورها إلا إلى أبنائك ، ومع ذلك فقد زود مبنى المحكمة من الخارج بالأسلحة الثقيلة في يوم النطق بالحكم و كأننا نمتلك حتى بارودا ، لم كل ذلك ؟ هل دعوت يوما للفساد ؟ هل كنت طائفيا ؟ عميلا ؟ طامعا في مكاسب شخصية؟ ألم تك صاحب المبادرات والمواقف الوطنية ؟ ألم تعط كل وقتك ونفسك للناس دونما تفرقة؟ ألم تغرق الجميع بحبك وحنانك؟ أبي حبيبي لن ينطفئ لظى فؤادي ، ولن تجف مدامعي حتى ألقى الله وألقاك و يحكم الله بيننا وبين الظالمين .
عفاف الجمري.
Subscribe to:
Posts (Atom)