Friday, February 15, 2008

منقول من شبكة البتول

العلامة المجاهد الشيخ الجمري والجانب الأسري في حياته
حسين الناصري - 08/01/2008م - 10:51 م
--------------------------------------------------------------------------------

حينما تتصفح الصفحات الأسرية تجد كيف أن هذه الشخصية العظيمة كانت تعيش حياة سعيدة بفضل إيمانه ودماثة خلقه وسلوكياته العالية مع أقرب الناس إليه وهي زوجته "زهراء" والذي ساعد على ذلك هو التوافق بين الطرفين إيمانيا و وعيا للحياة وكيفية حسن البعولة والمعاملة ، يذكر سماحة الشيخ الجمري أن زوجته المؤمنة كانت تكن له حبا كبيرا وهو يكن لها كذلك حبا كبيرا ...




العلامة المجاهد الشيخ الجمري والجانب الأسري في حياته



قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[1] .

منذ أن خلق الله الإنسان جعل في حياته سنة وفطرة وهي تكوين الأسرة ولاتتحقق هذه الأسرة إلا بزوجين وأبناء، ووضع الله تعالى قوانين وشرائع تقوم هذه الحياة وتضمن لها سلامة الإستمرار وفق التعاليم الربانية وتعاليم الأنبياء والأئمة المعصومين (ع) ومن ركائز نجاح الأسرة المثالية هي المودة والرحمة كما ورد في الآية الشريفة الآنفة الذكر ومن خلال كلمة مودة ورحمة تندرج في سياقها الصدق ،الوفاء ،التضحية ،الإباء ،الحوار ،التفاهم التفاني ، التواضع ، التعاون ، الإيثار ... الخ .

الشيخ الجمري رائدا أسريا:ـ
سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري (رض) كونه رائدا وقائدا وعالما ومعلما وقدوة للأجيال المؤمنة مثل في شخصيته وبفطرته السليمة وتمسكه بأخلاقيات أهل البيت "عليهم السلام" وتعاليمهم المعصومية شكلت هذه المعطيات بأن يكون سماحة الشيخ شخصية مثالية في الجانب الأسري وكيفية التعامل السلوكي أسريا مع الزوجة والأبناء وكيف يربي أسرة مؤمنة مثالية وفي ذات الوقت الذي جاهد نفسه للرقي بأسرته أخلاقيا وسلوكيا وجعلها متمسكة دينيا ومتمسكة بفطرتها الطبيعية وعرفت بأسرة قويمة مستقيمة هذه المثالية أصبحت مرآة للمجتمع وللأجيال المؤمنة وهذا هو ديدن القيادات الرابانية من أمثال شيخنا الجمري يسعون في تربية إطارهم الأسري وإطارهم المجتمعي .

الشيخ الجمري مع زوجته:ـ
حينما تتصفح الصفحات الأسرية تجد كيف أن هذه الشخصية العظيمة كانت تعيش حياة سعيدة بفضل إيمانه ودماثة خلقه وسلوكياته العالية مع أقرب الناس إليه وهي زوجته "زهراء" والذي ساعد على ذلك هو التوافق بين الطرفين إيمانيا و وعيا للحياة وكيفية حسن البعولة والمعاملة ، يذكر سماحة الشيخ الجمري أن زوجته المؤمنة كانت تكن له حبا كبيرا وهو يكن لها كذلك حبا كبيرا وكيف أن زوجته تحملت فقره في الحضر والسفر وتحملت غربته أثناء دراسته الحوزوية على الرغم من معارضة أهلها بعدم سفرها وتغربها إلا أنها أصرت أن تبقى مع زوجها في كل مواقع الحياة وكيف تحملت المعاناة التي لاحقت شيخنا الجمري أثناء نضاله وجهاده ومواجهته وتحديه للظلم والفساد الذي جثم على شعب البحرين من زمرة أمن الدولة الفاسدين والجلادين القساة في بحريننا العزيزة وكيف صبرت وتحملت سجن إبنها البكر لمدة عشرة اعوام وسجن زوج إبنتها لمدة سبعة اعوام وغربة أبنائها قهرا خارج وطنهم وبلدهم البحرين وهنا نص ما ذكره سماحة الشيخ (رض) من شهادة في حق زوجته أم جميل: "ولقد كشفت التجارب التي عشتها صبرها وصدقها وثباتها، فكانت بحق أعظم نعم الله عليّ بعد نعمة الإسلام " .. " أما أخلاقها معي وصبرها وحبّها لي فذلك في اعلى المستويات، كما ان حبي لها يكاد يتجاوز الحدود الطبيعية، فحياتنا الزوجية سعيدة جدا، لله الحمد والمنة على حسن توفيقه، وبالنسبة لما يحدث من خلاف في الرأي حول بعض المسائل والأمور المعيشية والبيتية وبعض القضايا ما اسرع ان يزول لوجود التفاهم والحوار وعدم التعصب وبناء الامور على القناعة، واشهد الله اني استفيد من النقاش معها" وفي هذا السياق تذكر ام جميل أن سماحة الشيخ الجمري حينما ينتابهم شيئا من الزعل البسيط يناديها بكلمة زهوري وبكلمات من شأنها ترفع حالة التشنج والزعل وبهذا الإسلوب تعود المياه لمجراها الطبيعي.

ويؤكد شيخنا الجمري أن أم جميل كانت في النجف الأشراف كانت تقوم بكل لوازم البيت من حيث شراء الحاجات وترتيب المنزل وتربية الأولاد وسائر الشؤون، وأنا كنت مشغولا بدراستي فقط. وكنت أسافر إلى البحرين كل عام مرة أو مرتين لقراءة شهر رمضان وعشرة عاشوراء واتركها غالبا في النجف مع الأولاد فتقوم بالرعاية وتدبير الأمور خير قيام. فكانت خير مؤازر ومعين، وأثناء اعتقال سماحة الشيخ الجمري في فترة انتفاضة التسعينات ووفاء لزوجته نظم أبيات من الشعر في حق زوجته ومن المعروف بأن شيخنا الجمري كان شخصية أدبية وله باع بارع في نظم الشعر ويشهد له بذلك سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم "حفظه الله " إذ يقول عن سماحته أنه كان أديبا وقوي شعره وسريع في نظم الشعر ، والأبيات هي كما يلي:

حبتك السماء بإنسانــــــةٍ حمدتَ ولازلتَ منها الشّيَــــــم
مؤازرةٍ عبرَ كلّ الظـــــــروف معاونةٍ، من عظيم القِسَـــــــم
ألستَ تخاطبها قــــــــــائلاً مقالة شخص بها قد جـــــــزم
خديجةُ لي انتِ أُمَّ الجميل يجازيك خيراً اله النّعـــــــــــــم
أنرت حياتي ملأت الضميــر كذا العينَ، سُلِّمت من كلّ ذم

ضرورة الإقتداء بالعظماء:ـ
هذه بعض مقتطفات نورانية تتحدث عن الجانب الأسري في حياة سماحة العلامة المجاهد الشهيد الشيخ عبدالأمير الجمري رضوان الله تعالى عليه، ونأمل من عشاق جمري هذه الأمة أن تحذو حذوه في كل سلوكياته واخلاقياته وتمتثل لمواقفه في هذا الشأن وتقتدي أثره فإن الإقتداء به منج ومفيد لمستقبل الأ مة من الناحية التربوية والسلوكية والتعاملية والأسرية وكم هو جميل أن نقرأ شخصيات علمائنا وكيف يتعاملون مع أسرهم وهنا اتذكر أيضا كيف إن الإمام الخميني (رض) شخصية مثالية في مسألة التعامل السلوكي والتربوي مع زوجته ومع أبنائه وأحفاده وكيف كانت زوجته تتعامل مع زوجها القائد الإمام الخميني (رض) ، ولا يسع المقام لذكر الأمثلة الناصعة التي تبين نورانية العلاقة بين الإمام وزوجته المؤمنة ، وكل ذلك بفضل الإقتداء ببيت فاطمة وعلي "عليهما السلام" في هذا الشأن التربوي والسلوكي والأسري ، وعلينا جميعا أن نتصفح سيرة عظمائنا كي نحذو حذوهم المبارك من أجلنا ومن أجل الأمة والأجيال.



والحمدلله رب العالمين








--------------------------------------------------------------------------------

[1] الروم: 21 .

No comments: