Wednesday, March 26, 2008

منقول

[align=justify]تيار الدعوة تيار وفاقي في البحرين

--------------------------------------------------------------------------------



الدعوة / الشيعة / التنظيم
الوسط - ندى الوادي
بالقرب من مدخل الدراز ستقع عيناك على مبنى «مهجور»، من دون لافتات كبيرة تشير إليه، ولهذا المبنى حكاية تمتد في عمق الزمان والمكان. لم تكن لترى المبنى نفسه مهجوراً لو شاهدته في العام 1984 أو قبل ذلك، وتحديداً قبل أن يتم غلقه «رسمياً» بيد السلطة، وذلك بعد فترة وجيزة من إلقاء القبض على عدد من مؤسسيه ورجالاته ... أعضاء وقيادات حزب الدعوة الإسلامية - فرع البحرين.

واليوم تجد مبنى آخر بين البيوت في منطقة كرانة، مبنى بلون البيج لا يختلف كثيراً عن المباني المحيطة به من حيث الشكل، تصله بسهولة بعد أن تبحث عن لافتته المتواضعة التي تحمل ذلك الشعار الأخضر المعروف، يتوسطه كتاب، ويد، وقلم. وتقرأ عليه اسم «جمعية التوعية الإسلامية».

بين هذين المبنيين، تفوح رائحة تاريخ عميق، عمق زماني وعمق فكري في الشارع البحريني. من كلاً من ذلك المبنى الصغير الحجم، الذي يمتلك فروعاً متعددة في مناطق مختلفة في مملكة البحرين. ومن ذلك المبنى المهجور، الذي خصص له مبلغ 750 ألف ديناراً لإعادة بنائه، لكنها لم تكفي لترميمه... من هذين المبنيين تصدر ذبذبات قوية، لا يعرف تماماً هل تعكس نبض الشارع الشيعي في البحرين، أم تحركه؟. في صورة هذين المبنيين، تشاهد صوراً مختلفة ومتنوعة، وتسمع أصواتاً مختلفة، تسمع صوت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، والمجلس الإسلامي العلمائي، وتوقيع العريضة النخبوية والشعبية، وحوادث التسعينات، وقائمة طويلة من الحوادث، والأشخاص، والذكريات.

نفتح في هذه الحلقة أحد الملفات الشائكة جداً للتيارات السياسية الإسلامية التي تحكم الساحة المحلية اليوم، بعدما تحدثنا في الملفين السابقين عن كل من جماعتي السلف والإخوان المسلمين في البحرين. انه ملف الاتجاه العام في الحركة الشيعية في البحرين. هو جمعية التوعية، هو حزب الدعوة، هو الوفاق، أو الخط العلمائي، هو كلها مجتمعة، أو لا شيء منها ... إنه «التيار الدعوتي - الوفاقي» ، مصطلحان يقود كل منهما للآخر، ويبدو الفصل بينهما شبه مستحيل. فقد بدأ هذا التيار الذي سنتحدث عنه في هذه الحلقات «دعوياً» وانتهى «وفاقياً». وفي هذه الحلقة الأولى من الملف، نحكي بداياته.

أيديولوجية حزب الدعوة

«هي رسالة إلهية، وحركة انقلابية، وعملية تغييرية، تستهدف استئصال الواقع الفاسد من جذوره، وقلب الأوضاع الشاذة التي عمت البشرية، وغرس التعاليم الإسلامية العادلة وإقامة الأوضاع الطبيعية التي يعم خيرها الإنسانية كلها».

تشرح هذه الكلمات المنقولة من كتاب «الدعوة والعقبات» لكاظم محمد النقيب، فكر «الدعوة» أيديولوجياً، ما الذي تريد أن تفعله، أو تغيره، أو تستأصله. يستعرض مؤلف هذا الكتاب - الذي يعتبر أحد الكتب الرئيسية التي يقرأها كل من ينضم إلى حزب الدعوة - مفهوم الدعوة الإسلامية، ما هي وما أصولها، يتحدث أساساً عن «فقه الدعوة» كما يقول الكتاب، ولا يخرج عن قوله انها «رسالة من الله وليست من البشر، فلم يكن محمد، خاتم النبيين ليأتي بشيء من عنده، بل كان ما يوحى إليه من ربه»، «وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحي» (النجم: 3). وبذلك تكون الدعوة هي «شريعة عامة جاءت لمعالجة جميع القضايا العامة والخاصة، وتحمل العلاج الناجع لا دواء البشرية فحسب، ولذلك فهي تتصف بالشمول والاستيعاب، والسمو والرفعة، والكمال والتمام، فليست هي مقتصرة على إصلاح نواح معينة من حياة الإنسان ولم تأت لتخفف من وطأة الأدواء الاجتماعية من دون أن تعطي الدواء اللازم لاستئصال الداء والقضاء على جرثومته، كما أنها ما جاءت لترمم البناء القائم للهيكل الاجتماعي المتداعي من دون أن تقلعه حجراً حجراً، وتزيل آخر معلما من معالمه، لتقيم مقامه البناء الاجتماعي السليم على أسس إسلامية رصينة».

ولعل أحد أكثر الأمور التي تذكر عن أيديولوجية «الدعوة» إثارة هو ذلك الارتباط الوثيق بينها وبين فكر جماعة الإخوان المسلمين، غير أن الفارق هو اعتماد حزب الدعوة في تبريره الفقهي المستخدم لعمل الحزب على أحاديث أهل بيت النبي (ص). من هنا لا نجد محلاً للاستغراب لو اكتشفنا أن كثيراً من الكتب التي يجب أن يقرأها أعضاء الحزب هي في الأساس نابعة من فكر الإخوان المسلمين، ككتب المفكر الإخواني فتحي يكن. إلى جانب عدد آخر من الكتب منها «الدعوة والعقبات» لكاظم محمد النقيب، و«خطوات على طريق الإسلام» للسيد محمد حسين فضل الله، وجميع كتابات ومؤلفات السيد محمد باقر الصدر.

ولعل التشابه بيّن مع الإخوان المسلمين لا يقتصر على استخدام المراجع نفسها، إذ يمتد إلى اعتماد منهجيات متشابهة أيضاً. فمنهج حزب الدعوة يعتمد بالأساس على فكرة «المرحلية»، وهي الفكرة ذاتها التي طرحها «الإخوان المسلمين» في تنظيمهم. تقوم هذه الفكرة على أساس أن يمر الحزب بمرحلة البناء أولاً عبر بناء كوادره وتكوين قاعدة جماهيرية قوية. ثم يدخل في مرحلة المشاركة في الحياة العامة، وحينها يمكنه أن يتواجه مع النظام القائم فيما لو قام هذا النظام بقمع الحزب، ويمكن أن تنحو هذه المواجهة أحياناً إلى استخدام العنف كوسيلة للدفاع في حال تعرضت كوادر الحزب وقواعده لأعمال عنف. تتبع ذلك مرحلة ثالثة تتمثل في الوصول إلى مواقع صنع القرار السياسي، إذ يفضل الحزب أن تسير الأمور في البلاد كافة بقيادة الحزب. على أن حزب الدعوة طور تلك المنهجية المرحلية فيما بعد ليتخلى عنها لاحقاً بعد مواجهة صعوبات كثيرة على أرض الواقع.

حزب الدعوة الأم في العراق

يعد حزب الدعوة الإسلامية أحد أقدم الأحزاب الشيعية العراقية، وتم تأسيسه في مدينة النجف الأشرف على يد مجموعة من علماء الدين الشيعة، مثل السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد حسين فضل الله (وقيل أنه كان مصاحباً للتأسيس وليس مؤسساً) والسيد مرتضى العسكري والشيخ عبدالهادي الفضلي، وتعرض إلى ضغوطات هائلة من أنظمة الحكم، ومن حزب البعث خصوصا، واصدر الرئيس العراقي السابق صدام حسين في العام 1980حكما بإعدام أي شخص ينتمي للحزب، بحيث أجبر أعضاؤه على الفرار إلى خارج العراق.

يذكر تاريخ تأسيس الحزب أن النواة الأولى له تأسست بعد اجتماع للأعضاء المؤسسين في العام 1958، إذ تم تشكيله على صيغة هيئة مؤلفة من 8 أعضاء، وكان للسيد محمد باقر الصدر دور رئيسي في لجنة قيادة الحزب الذي تشكل لخلق «حالة توازن مع الأفكار الشيوعية والعلمانية والقومية العربية».

برز الحزب إلى سطح السياسة العراقية بقوة في سبعينات القرن، اذ قاد حملة ضد الحكومة العراقية والحزب الحاكم (حزب البعث العربي الاشتراكي). وفي العام 1975 اعتقل البعث وأعدم عدد من قيادات الحزب، يتصدرهم آنذاك الشيخ عارف البصري. الأمر الذي حمل ردود فعل كبيرة في البحرين، إذ تبنت مجلة «المواقف»، وكان يرأس تحريرها أحد أعضاء حزب الدعوة (فرع البحرين) عبدالله المدني، قضيتهم، وهو الأمر الذي أدى إلى اغتياله في العام 1976.

وعند نجاح الثورة الإسلامية في إيران ومجيء الإمام الخميني للسلطة قام حزب الدعوة بتشكيل علاقات مع قيادات الثورة الإسلامية الإيرانية، غير أنه كانت هناك نقطة خلاف وحيدة، اذ كان الاخير يؤمن بولاية الفقيه وأن علماء الدين هم من يجب أن تكون لهم الكلمة العليا في سياسة الدولة ولكن حزب الدعوة كان يرى بأن «السلطة يجب أن تتمركز في يد شورى الحزب أو الأمة برعاية علماء الدين والفقهاء» وهي الفكرة التي استلهمها من فكر الإخوان المسلمين.

النشأة الفكرية للحزب

يشير رئيس تحرير صحيفة «الوسط» البحرينية منصور الجمري في سلسة مقالات نشرها في الصحيفة العام 2005 إلى أن نشأة هذا الحزب في العراق كانت ردة فعل للحوزة العلمية في النجف الأشرف التي فوجئت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي بتوسع ظاهرة الأحزاب السياسية «الإسلامية وغير الإسلامية» وامتدادها إلى صفوف الجامعيين ومن ثم إلى صفوف رجال الدين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف. عن ذلك يقول الجمري «بعض الإسلاميين الشيعة، مثل الشيخ عارف البصري، كانوا قد التحقوا بحزب التحرير (حزب إسلامي سني)، وآخرون مالوا أو التحقوا بحزب الإخوان المسلمين، بينما توجهت مجاميع الشباب إلى الأحزاب القومية والعلمانية الأخرى».

لكن فكرة «الحزبية» لم تكن واضحة تماماً أو مقبولة لدى علماء الشيعة لأنها تتعارض مع التراتبية/ الهيكلية الدينية التي تطرحها الحوزة العلمية، وكانت هذه واحدة من المعضلات التي لازمت تأسيس حزب الدعوة، والتي حدت من نفوذه وأدت إلى خروج عدد غير قليل من علماء الدين منه لاحقا.

النجف مركزاً للثقل الشيعي

كانت التراتبية الهرمية قائمة فعلاً لدى الشيعة منذ أن تأسست الجامعة الدينية في النجف الأشرف (الحوزة الدينية) قبل أكثر من ألف عام. قامت هذه الفكرة على مفهوم الفقهاء العدول الواجب اتباعهم. وتطور هذا المفهوم لاحقا في القرن الثالث عشر الميلادي عندما تأسست «المدرسة الأصولية» في الفقه الشيعي التي طرحت الاجتهاد وتحدثت عن وجوب تقليد إتباع الفقيه (ويستحب أن يكون الأعلم)، وهو ما عزز مفهوم الهرمية أكثر من ذي قبل.

وفي القرون اللاحقة ظهرت حوزة دينية منافسة للنجف في كربلاء المقدسة، غير أن حوزة كربلاء ابتليت باختلافات كبيرة بين فقهائها أدت إلى تدمير موقعها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، إذ أدى انتشار الفوضى على يد مجاميع من الشباب الذين اعتبروا أنفسهم مسئولين عن المدينة ومنعوا السلطان العثماني من دخولها عشرات السنين حتى أربعينات القرن التاسع عشر الميلادي. وأدى الاضطراب إلى أن تدخل القوات العثمانية مدينة كربلاء في أربعينات القرن التاسع عشر وهتك حرماتها. وأدت المشكلات التي حدثت في النصف الأول من القرن التاسع عشر إلى توحد كلمة فقهاء الشيعة على اعتماد «النجف» مركزا لـ «المرجعية الدينية العليا»، ومنذ ذلك الحين تعزز موقع النجف الأشرف في التنظيم الهرمي الديني الشيعي. وحتى عندما تأسست حوزة قم المقدسة في عشرينات القرن العشرين لم تتمكن من طرح نفسها كمنافس للنجف - بحسب الجمري في سلسلة مقالاته سابقة الذكر- وإنما مكملا لها، وبقي مركز الثقل الرئيسي في النجف.

][/align]








أبومنتظر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبومنتظر
البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة أبومنتظر

19-08-2007, 04:56 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبومنتظر
اعضاء










BD












[align=justify]تابع الموضوع أعلاه

مرجعية سياسية/ مرجعية دينية

تمثلت المعضلة التي واجهها مؤسسو حزب الدعوة الإسلامية في العراق في البداية في نقطة الارتباط بين موقع قيادة الحزب مع موقع المرجعية الدينية، أي بعبارة أخرى موقع المرجعية الدينية والمرجعية السياسية.

لم تكن هذه المشكلة واضحة في البداية، لأن الحاجة طرحت نفسها على حوزة النجف، وكان الحديث الذي يدور في أوساط الحوزة هو أن غياب الحزب البديل يعني غزو الأحزاب للجامعات وحتى الحوزة نفسها. من هنا برز فكر الصف الثاني آنذاك - أبرز شخصياته محمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله - في أن عدم وجود «حزب» للمسلمين الشيعة سيعني أن الأحزاب الأخرى كالحزب الشيوعي الذي كان قوياً ستعمل على استقطابهم، وسيزحف العمل الحزبي السري المنظم بصورة أكبر إلى داخل الحوزة العلمية في النجف الأشرف. ولذلك كان عليهم إيجاد البديل العملي لكل ذلك، وهو ما تمحور في تأسيس «حزب الدعوة الإسلامية» في العام 1958 ليحتوي شباب الشيعة الدارسين في الجامعات وعلماء الدين الذين بدأوا يتجهون نحو العمل الحزبي.

وعن المفاهيم التي استقاها حزب الدعوة في تشكيله الحزبي يقول الجمري: «اعتمد مفهوم الحزب على الأسس نفسها التي كانت متداولة في الهرمية العمودية (الصارمة)، والسرية التامة، والتنظيم المركزي لكل شيء، والتوجيه الأيديولوجي لكل صغيرة وكبيرة في شئون الحياة العامة للناس والخاصة للأعضاء»، ويضيف «احتاج هذا الطرح لمفهوم الحزب إلى تبرير فقهي لوجوده، ولكن المهمة كانت سهلة لأن هناك حزبين إسلاميين «حزب التحرير والإخوان المسلمين»، وبررا وجودهما فقهياً وفكرياً، ولم يكن على حزب الدعوة إلا أن يجد التبرير الفقهي الشيعي المقابل والقريب للتفسير المطروح من قبل الإسلاميين السنة»، وهو ما فسر به تشابه المواد التنظيمية والفكرية لحزب الدعوة في بداياته مع ما كان يطرحه أعضاء حزب التحرير أو الإخوان المسلمين، وكان أحد قياديي حزب الدعوة الشيخ عارف البصري عضوا في حزب التحرير آنذاك. من هنا طرح الحزب مبررات فقهية مستمدة من مفاهيم الفقه الشيعي لتبرير عمله الحزبي، مطلقاً لفظ «داعية» على أعضاء الحزب.

حزب الدعوة - فرع البحرين

تأثرت البحرين بتأسيس حزب الدعوة في العراق، مثلما تأثرت بتأسيس غيره من الأحزاب والجماعات السياسية والإسلامية في الدول المجاورة. فجاء من هنا تأسيس حزب الدعوة - فرع البحرين. وعلى رغم قدم تأسيسه، فإنه لا توجد مصادر تاريخية تحدثت عنه. وجاءت سلسلة المقالات التي نشرها رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري في العام 2005 لتسد بعض الفراغ بشأن هذا التاريخ. يقول الجمري في إحدى تلك المقالات «عندما تأسس حزب الدعوة في النجف الأشرف في نهاية الخمسينات كانت كلية الفقه التي أنشئت على النهج الأكاديمي الحديث في النجف تستقطب أذكى الشخصيات الشيعية من كل مكان، وكانت واحدة من المصادر الرئيسية التي اعتمد عليها حزب الدعوة لاجتذاب كوادره الأولية. وكان ممن التحقق بتلك الكلية، بالإضافة إلى التحاقه بدراسات الحوزة التقليدية الشيخ سليمان المدني رحمه الله.

يؤكد قدامى أعضاء حزب الدعوة أن الشيخ سليمان المدني كان أول بحريني انتمى إلى حزب الدعوة الإسلامية، وكان أول من دعا إلى تشكيل فرع للحزب بعد عودته إلى البحرين في منتصف الستينات من القرن الماضي. ولكن تشكيل هيئة قيادية للحزب لم يتم إلا في العام 1968 عندما انتظم عدد من الجامعيين الدارسين في العراق إلى حزب الدعوة، وعادوا إلى البحرين ليضعوا يدهم في يد الشيخ المدني، إذ شرعوا في تأسيس أول نواة لفرع حزب الدعوة الإسلامية في البحرين وذلك في العام 1968. ومن بين الرواد الأوائل علي عبد الحق وسيد سعيد سيد مرزوق (البلادي)، وعدد من الشخصيات الناشطة آنذاك.

انطلق الحزب بصورة سرية تامة في بداياته، وضم إلى صفوفه عددا غير قليل من مثقفي الشيعة. وبعد أن حصلت البحرين على استقلالها وبدأت الحياة الدستورية من خلال المجلس التأسيسي في العام 1972، متبوعاً بالمجلس الوطني في العام 1973. كانت كوادر الحزب الرئيسية تعمل بصورة ذاتية تنظيمية للدخول في الساحة السياسية والاجتماعية من أوسع أبوابها. وكانت كوادر الحزب خلف تأسيس «الكتلة الدينية» في المجلس الوطني في السبعينات، وهي الكتلة التي كان يوجهها الشيخ سليمان المدني من خارج المجلس، وكانت اجتماعات الكتلة الدينية تعقد دائما بحضور المدني الذي كانت بصماته واضحة على برامج الكتلة، وخصوصا أن أخاه الشهيد عبدالله المدني كان أمين سر المجلس الوطني وكان أيضا عضوا فاعلا في حزب الدعوة. لقد كان الشيخ سليمان المدني قائدا للحزب ورمزاً من رموز الكتلة البرلمانية رغم انه لم يكن عضواً فيها، واستمرت هذه الحال حتى إلغاء المجلس الوطني في 1975 ومن ثم اغتيال أخيه عبدالله المدني في 1976. يتغير الحال في هذه الفترة ويقرر المدني الابتعاد عن نشاطات الحزب.

خاتمة

استعرضنا في هذه الحلقة الأولى من ملف التيار الدعوتي - الوفاقي في البحرين الأسس الفكرية والأيديولوجية لهذا التيار، وقصة تأسيس الحزب الأم في العراق، مروراً بقصة تأسيس حزب الدعوة - فرع البحرين. تحدثنا أيضاً عن مشاركة هذا التيار في المجلس الوطني وبعض مواقفه فيه، حتى وصل الأمر إلى اغتيال أحد أبرز أعضائه (عبدالله المدني). وفي الحلقة المقبلة نتحدث عن التقارب الشيعي/ اليساري في المجلس الوطني، وقصة اغتيال المدني وما حصل بعدها، مروراً بحقبة الثمانينات وما شهدته من مظاهرات واعتقالات وتعذيب. وصولاً إلى قصة حل حزب الدعوة في العام 1984.



آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (1935 - 1980)

مفكر وفيلسوف إسلامي ومرجع ديني، ومؤلف كتب «فلسفتنا»، «اقتصادنا»، «البنك اللاربوي في الاسلام» وغيرهما من المؤلفات المهمة في المكتبة الاسلامية. من الحريصين أشد الحرص على وحدة المسلمين؛ له مقولة شهيرة قال فيها «إني بذلت نفسي من أجل السني قبل الشيعي».

ولد في مدينة الكاظمية المقدسة في العراق العام 1935، وتعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس مدينة الكاظمية وهو صغير السن.

هاجر من الكاظمية المقدسة إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته في العام 1946، وتتلمذ على يد شخصيتين من أهل العلم البارزين وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي. وصل لدرجة التميز عند بلوغه، كما أنه حصل على إجازة خطية بالاجتهاد من الإمام الخوئي وهو في 21 من عمره.

تصدى السيد الصدر بشكل فلسفي وفكري لما تعرضت له الساحة العراقية في الخمسينات من اشتداد الحركة الشيوعية. كما أصدر فتوى بحرمة الانتماء لحزب البعث حتى لو كان الانتماء صورياً، الأمر الذي كان أحد الأسباب التي أدت إلى إعدامه فيما بعد. كان يعتقد بأهمية إقامة حكومة إسلامية، وعرف بمناصرته للثورة الإسلامية في إيران.

بعد أن أمضى السيد الصدر عشرة أشهر في الإقامة الجبرية، تم اعتقاله من قبل نظام صدام حسين في العام 1980 للميلاد مع أخته بنت الهدى ونقلا إلى بغداد. وبعد اعتقاله طلب من السيد محمد صادق الصدر الحضور إلى بناية محافظة النجف، لتسلم جثتيهما بعد إعدامهما، ويعتقد أن الإعدام تم في 9 ابريل1980. وتم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف.



آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

مرجع ديني، لبناني ، ولد محمد حسين فضل الله في العام 1935 في مدينة النجف الأشرف في العراق. وترعرع في أحضان الحوزة العلمية الكبرى في النجف، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ مبكرة جداً.

تتلمذ على يد عدد من المراجع الدينية مثل السيد أبو القاسم الخوئي، السيد محسن الحكيم، السيد محمود الشاهرودي، والشيخ حسين الحلي، وحضر درس الأسفار عند الملاّ صدرا البادكوبي.

كان السيد فضل الله من الطلاب البارزين في تحصيلهم العلمي في تلك المرحلة، وأثر عنه أنه كان من الأوائل البارزين في جلسات المذاكرة، حتى برز من بين أقرانه ممن حضروا معه، فتوجّهت إليه شرائح مختلفة من طلاب العلم في النجف آنذاك، فبدأ عطاؤه العلمي أستاذاً للفقه والأصول. ثم بدأ بعد ذلك بالتدريس العلمي اذ أصبح أستاذاً للفقه والأصول في الحوزة في النجف الأشرف. و شرع في تدريس بحث الخارج منذ أكثر من عشرين عاماً إذ يحضر درسه الكثير من الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموماً والعربي خصوصا.

عاد فضل الله من العراق إلى لبنان في العام 1966، وأسس هناك حوزة المعهد الشرعي الإسلامي. وبدأ يلقي الخطب والمحاضرات هناك، فيما أنشأ عدة جمعيات خيرية ومبرات للأيتام.

بعد وفاة السيد أبو القاسم الخوئي في 1992 أصبح السيد محمد حسين فضل الله (آية الله العظمى) وهو لقب يطلق على كل من يحصل على «درجة الاجتهاد والمرجعية»، وجمع فتاواه في كتاب فقه الشريعة المكون من ثلاثة أجزاء.


الوسط 17/8/2007م


http://www.alwasatnews.com/newspager...write r_code=[/color][/align[/size][/b][/align]

No comments: