جمريات 1: الشيخ الجمري وحادثة العشرون ديناراً
Posted by: Ali Hussain Jawad Alhalwachi on: July 26, 2009
In: Miscellaneous Comment!
3 الأصوات
أباجميل كنت فينا جميلا
في يوميات وخواطر سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري – طيب الله ثراه- الكثير من المعاني والعبر والكثير من المواعظ والتجارب، الكثير مما يعكس ماإحتوته جوانب هذه الشخصية العظيمة والفذة من صفات حميدة أشاد بها الداني والقاصي بل وأشاد بها حتى ألد خصومه عند وفاته. استوقفني ماسرده سماحه الشيخ المجاهد في ذكر حياته الزوجية، اليكم باختصار بعض المحطات
تزوج سماحة الشيخ من ابنة عمه زهراء ملا يوسف ملا عطية الجمري، وكان عمره حينها عشرون على الأرجح كما يعبر الشيخ نفسه. اللطيف في الأمر أن والد العروس كان قد سمى ابنته للشيخ وهو في الرابعة عشر من عمره وأرسل يدعوه لخطبتها جَدُها العلامة والخطيب الأشهر في تاريخ البحرين و المنطقة ملا عطية الجمري رحمه الله وذلك حرصا منه أن لا تكون لغيره وقد تخاطفها الخُطاب، وكان جدها وأبوها يرون في عبدالأمير الشابَ الأهلَ والكُفئَ الكريم وكان صداق زواجه منها مائة وخمسون دينارا فقط، أينك يا شيخنا عن مهور بناتنا اليوم؟
خلال قراءتك لما يسرده الشيخ الراحل في ذكر زوجته ينتابك الإعجاب، فلقد كان يحب زوجته ويقدرها ويرفع من شئنها بشكل يبعث على الدهشة والإحترام والتقدير. يذكر الشيخ الراحل بعضا من المواقف التي يستشهد بها أدلةً على وفائها له وتفانيها في دعمه وتشجيعه، فلقد آزرته مادياً إذ كانت تخيط الثياب ليبتاعها في السوق، وآزرته معنوياً حين شجعته على المضي في أمر سفره للعراق لطلب العلم وقد إعترض على ذلك اهلها وقالت له “لا تهتم، أينما تذهب أذهب معك” وكيف أنها وقفت في وجه العقيد عادل فليفل حين جاء لأعتقال الشيخ في 6 ديسمبر 1988 وكانت تصرخ في وجهه وتذود عن زوجها وكان لمافعلته بعد اعتقاله من فضح العقيد ومن معه من الضباط الفضلُ في تهييج القرية والشارع ماإضطر الأمن لإخلاء سبيله ، ولقد وصفها الشيخ الجمري بالنعمة الثانية عليه من الله بعد نعمة الإسلام
أخيرا، أتركم مع حادثة لطيفة سميتها “حادثة العشرون دينارا” يسردها الشيخ الكريم بنفسه في حديثه عن زوجته، يقول أبو جميل
مرت بي حالة ضيق في بعض السنين في النجف الأشرف، وضاق صدري، حتى اني عرّضت نفسي للاستدانة من بعض المؤمنين فاعتذر، فلما رأت ما بي من ضيق الصدر قالت: خذ ذهبي وارهنه، واذا تمكنت من فكّه فكّه، ولا تهتم، قالت ذلك بصدق وايجابية، وعزمتُ علي أن أذهب الى السوق الكبير وارهن ذهبها عند بعض الصاغة، ولكن تصورتها كيف ستبقى-وهي شابة-عاطلة من ذهبها وزينتها، فانكسر خاطري لها، وتراجعت عن رهن ذهبها، وهنا فتح الله عليّ ويسَّر لي لمصرف بما يشبه المعجزة، حيث دخلت إلى مكتبي وفتحت بعض الكتب انظر فيه، وإذا بي نوطاً فئة العشرة دنانير عراقية، فأخذتني الرهبة والدهشة والعجب اذ لم اذكر انني وضعت في هذا الكتاب أوغيره مالاً، وليس هذا من عادتي، وليس هناك غيري يتصرّف في المكتبة أو يمارس استعمال الكتب فيها. وهذا القدر من المال هو الذي طلبت من ذلك المؤمن-غفر الله له-أن يقرضني إياه فأعتذر
أبا جميل كنت فينا جميلا، جوزيت أجرك عند ربك جزاءاً طيباً كثيرًا
ملاحظة: إمتثالا لرغبة الأحبة سأقوم بمواصلة الكتابة عن الشيخ الجليل في صورة حلقات سميتها “جمريات”، علي الحلواجـــي
* الصورة عن
http://www.saffar.org/?act=artc&id=1072
ونص يوميات الشيخ ومضمون ماجاء في المدونه أعلاه (قسم سيرة وعطاء – قصة حياتي) عن
http://www.aljamri.org
علي حسين الحلواجي
26-07-2009
Tags: شخصيات
8 Responses to "جمريات 1: الشيخ الجمري وحادثة العشرون ديناراً"
1 | جسين عاشور
July 26, 2009 at 2:30 pm
ما شاء الله فهذا المؤمن المجاهد ما زال يعلمنا حتى بعد مماته…..
و لازلت اقول ان اسطورة كتاباتك تهز المشاعر فما لك و انظمة المعلومات و عندك هذا الحبر الرنان الذي يهدم و يبني شعوب
اعتقد انه يجب عليك اعادة حساباتك و اتمنى لك التوفيق اخي علي…
10Rating التقييم
Reply
alhalwachi
July 26, 2009 at 2:48 pm
أخي العزيز حسين
اطراءك أخجلني واسكتني حسن مديحك، انما مقولتك ماشجعني وماهو الا نصحك ماجعلني أواصل الكتابة، شكرا جزيلا. مازلت أذكر كم امضينا معا سنوات جميله نشارك أباجميل همومه وأحزانه، وكما كنا ندعو له في آخر مرضه فاننا ندعو الله أن يجزيه عنا و – ونحن المقصرون – خير الجزاء
00Rating التقييم
Reply
alhalwachi
August 6, 2009 at 9:40 am
سيبقى الجمري الجمرة التي تشتعل في قلوبنا وسنزرع حرارة تلك الجمرة في قلوب أبنائنا
شكرا جزيلا أم معصومة
علي الحلواجــــــــــــي
00Rating التقييم
Reply
2 | ابوزينب
August 5, 2009 at 4:58 am
تسلم يا أخ علي على المقالة الرائعة، وأتمنى لك التوفيق في المستقبل القريب
10Rating التقييم
Reply
alhalwachi
August 5, 2009 at 5:14 am
شكرا جزيلا ومرحبا بك
تحياتي
الحلواجي
00Rating التقييم
Reply
3 | أم معصومة
August 6, 2009 at 9:32 am
ما شاء الله..
رحمك الله يا أبا جميل.. هذا الرجل الذي كتب على جدار التاريخ اسطورة نضال وثقافة وإيمان راسخ
ما زال ينبض فينا قلباً حياً وإن غيبه تراب القبر
سلمت يداك على هذا المقال الذي طال شغاف القلب
10Rating التقييم
Reply
4 | واحة خضراء
August 21, 2009 at 11:44 am
حسين دعني اقول لك :
إني متفاجـأ من عُبق هذه المُدونـة ..
عرفتُك عندما زرتني بالمدونة .. وقد اطللت اطلالة شعاع الشمس حينما الظُهر .. فما اجمل اشعةُ مدونتك في هذا الموضوع .. انني لأخجل بما تُرسمه ريشتُك لكون القرابة ..
لكِن دعنـي اقول لك .. رغم كل ذلك الا اننا نتمنى ان نقـرأ المزيد من هذه الحكايـات فربما بعضها نعرفها وبعضها لا نعرفها فنتزود منها ذكراً وذكريات ..
سلامٌ على روحُك الشفافـة البيضاء ..
20Rating التقييم
Reply
alhalwachi
August 21, 2009 at 12:09 pm
أخي العزيز ، لا أدري صراحة ماذا أقول فلقد عبقت من كلماتك رائحة طيبة ملئتي ولمست عميق وجداني، شكرا والشكر لايجزي كرم أخلاقك ولسيكون من دواعي سروري وبهجتي أن ألتقيقك يوما كما إلتقيتك في مدونتك ومدونتي، تشرفت بزيارتك.
الحكاية أعلاه هي حكاية أب حنون ذهب عنا وترك خلفه ألف ابن وابنه، وألف ألف وآلاف
أبناءٌ يتذكرون كيف كان يكلم الناس وكيف كان يخاطب الشباب
ولقد كان رحمه الله ينادينا بــ “أبنائي” ويعلم الله أنه كان يعني ذلك النداء بكل مايحمله من معنى
أنا وأنت وكلنا أحببنا أبا جميل، لقد كان فينا جميلا
Sunday, September 20, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment