Tuesday, November 25, 2008

تقرير منقول

This is the html version of the file http://members.tripod.com/bahrain3/diary3.doc.
Google automatically generates html versions of documents as we crawl the web.
الرقم: (72)

التاريخ: 19/4/1995م

البحرين: الامن القلِـــق

انهى وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي مؤتمرهم الاستثنائي في البحرين الليلة الماضية، وتضمن بيانهم اشارات الى نبذ ظاهرة التطرف والغلو التي تؤدي الى اعمال العنف والارهاب... الخ. ومنذ انطلاقة انتفاضة شعبنا البحراني المطالبة بحقوقه الديمقراطية والدستورية واحترام حقوق الانسان الاساسية، واجه اعمال مفرطة في العنف والقسوة من قبل قوات الامن. كما استخدمت السلطة اساليب الهدف منها شق الصف الوطني وخلق حالة من الشقاق بين أبناء الشعب الواحد، وقد لاقت تلك الاعمال والاساليب استنكار واستهجان ابناء الشعب، بل انهم طالبوا السلطة في اكثر من مناسبة الكف عن هذا التوجه البغيض الذي سوف تكون نتائجه مدمرة على الوطن والشعب بل وسيزيد من عزلة السلطة، وقد تعززت واتسعت المعارضة لاساليب السلطة تلك بصورة واضحة وخصوصا في الاونة الاخيرة.

بالاضافة الى ذلك فان السلطة لجات الى التهويل والتضخيم للاحداث محاولة الايحاء بأن الانتفاضة الشعبية مرتبطة بالعامل الاجنبي وانها موجهة لتهديد أمن منطقة الخليج، الا انها فشلت في مسعاها لجر دول الخليج للدخول في مواجهة وعداء شعب البحرين الذي انتفض مطالبا بحقوقه، وقد برهن للعالم اجمع على نقاء واستقلال انتفاضته الشعبية، وهو مستمر في انتفاضته حتى تتحقق مطالبه كاملة.

وفي البيان الختامي الذي صدر عن هذا المؤتمر الاستثنائي يدلل على ان السلطة ماضية في نهج العنف المدمر وهي لا تسعى للوصول الى حالة من التفهم. فبينما كان وزراء الداخلية يجتمعون كان الشهيد حسين عبدالله العشيري ذي التسعة عشر ربيعا ينتقل الى جوار ربه اثر اصابته بستة عشر رصاصة غادرة اطلقتها عليه قوات الامن في المظاهرات التي شهدتها منطقة الدير وسماهيج.

¨ البحرين تودع شهيد:

ودعت الجماهير الغاضبة صباح هذا اليوم الاربعاء 19/4/1995م في تمام الساعة العاشرة بتوقيت البحرين في منطقة سماهيج والدير المجاورة لمطار البحرين الدولي في المحرق، الشهيد السعيد (حسين عبدالله العشيري) ذي التسعة عشر ربيعا، اثر اصابته بستة عشر(16) رصاصة غادرة اطلقتها عليه قوات الامن في المظاهرات التي شهدتها منطقة سماهيج.

وقد شاركت اعدادا كبيرة من المواطنين رجالا ونساءا ومن مختلف الاعمار في مراسيم التشييع، بحيث تحولت الى مظاهرات غاضبة نددت بالسلطة الحاكمة واعمال القتل والقمع، وقد رددوا هتافات (الموت للطغاة) و(الموت لآل خليفة)، وامتلأت شوارع المنطقة ومقبرتها بالمتظاهرين حيث كانت مظاهر الغضب والتحدي تبدو على الجميع واكدوا على استمرار انتفاضة شعبنا حتى تتحقق كامل مطالبنا.

ومما يجدر ذكره فإنه بمجرد شيوع خبر استشهاد الشهيد (العشيري) خرج طلبة مدرسة سماهيج الاعدادية في مظاهرة حاشدة تضامنا مع اسرة الشهيد، ومنددة بالسلطة الحاكمة.

وقد حاولت قوات الامن تفريق الطلبة المتظاهرين واطقلت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، الا ان الطلبة تحدوا قوات الامن واجراءاتها القمعية واستمروا في تظاهرهم.

¨ جرحى رهن الاعتقال:

اثناء التظاهرات في منطقة سماهيج، جرح اخوين للشهيد حســـن عبدالله العشيـــري، وقد تم اعتقالهمـــا اثر اصابتهمـــا

برصاص الغدر، ولم يسمح لهما بحضور تشييع جنازة اخيهم الشهيد، وهما:

ـ ابراهيم عبدالله العشيري ـ ميرزا عبدالله العشيري

كما جرح ايضا:

ـ المواطن حسين علي حسن ضيف، 15 سنة من منطقة كرزكان، ولازال نزيل المستشفى جراء اصابته.

ــ المواطن علي عبدالله حسن، 16 سنة من نفس المنطقة، حيث اطلقت عليه رجال (المخابرات) النار من سيارة مدنية واصيب في كتفه جراء ذلك، واعتقل على الفور.

¨ منطقة جزيرة سترة:

مساء امس الثلاثاء 18/4/1995م انطلقت مظاهرات في منطقة سترة في تمام الساعة التاسعة (21.00) مساءا بتوقيت البحربن، وعلى الفور عمدت قوات الامن الى قطع الشوارع المؤدية الى المنطقة، وانتشرت في المنطقة وهاجمت المتظاهرين واطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي، ورد عليها المتظاهرون برشقها بالحجارة واحراق اطارات السيارات واقامة المتاريس على الشوارع، وقد استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن حتى الساعة الثانية عشرة (24.00) من منتصف ليل أمس.

¨ منطقة بلاد القديم:

شهدت منطقة بلاد القديم تظاهرة مساء يوم امس الثلاثاء 18/4/1995م في تمام الساعة الحادية عشرة (23.00) مساءا بتوقيت البحرين، وفور اندلاع التظاهرات عمدت قوات الامن الى قطع الطرق المؤدية للمنطقة ومهاجمة المتظاهرين مطلقة عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي، ودارت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن استمرت الى وقت متأخر من الليل على شكل عمليات كر وفر.

¨ مدارس البحرين:

يستمر طلبة مدارس البحرين في تظاهراتهم على الرغم من اعمال القمع العنيفة التي تتبعها السلطة الحاكمة في مهاجمتها للطلاب والطالبات وانتهاك حرمة المدارس والجامعة وقد تظاهر الطلاب في عدد من المدارس يوم أمس الثلاثاء 18/4/1995م عرف منها:

ــ مدرسة النعيم الثانوية للبنين: حيث سارت تظاهرة منددة بالسلطة الحاكمة ومؤكدة على استمرار الانتفاضة الشعبية. وعلى الفور اقتحمت قوات الامن المدرسة وهاجمت الطلبة المتظاهرين واعتقلت (39) طالبا، بعضهم من داخل فصول الدراسة، عرف منهم:

الطالب حسين يعقوب عبدالحسين سبت، 17 سنة، بني جمرة، والطالب هشام حمزة، 17 سنة، باربار.

ــ مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية: سار الطلاب في تظاهرة في المدرسة، وعلى الفور عمدت قوات الامن الى اقتحام المدرسة ومهاجمة الطلبة مطلقة عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، وقامت بالدخول الى الاقسام المختلفة واستدعاء الطلاب وتهديدهم، وكما قامت بتسجيل اسماء الطلبة، بعد التحقيق معهم، وذلك مقدمة لاعتقالهم فيما بعد.

¨ جامعة البحرين:

اقتحمت قوات الامن حرم جامعة البحرين الواقع في منطقة الصخير، يوم الاثنين الماضي 17/4/1995م وعمــدت ااـــى

اعتقال مجموعة من الموظفين والموظفات في الجامعة وخصوصا من قسم الكمبيوتر في الجامعة، كما قامت بحملة تفتيش واسعة لعدد كبير من مكاتب الجامعة الادارية.

¨ قوات الامن في شركة (البا):

شوهدت مفارز من القوات الخاصة التابعة لقوات الامن مرابطة بصورة دائمة في مجمع شركة المنيوم البحرين (البا)، منذ عدة ايام، وتنتشر تلك القوات في نقاط عديدة من مجمع مصنع المنيوم البحرين، وتقوم بمراقبة العمال والمراكز داخل وخارج المصنع، وذلك خوفا من اقدام العمال على القيام باضراب عن العمل.

¨ حقوق الانسان:

تتواصل انتهاكات حقوق الانسان على نطاق واسع في البحرين، حيث تستمر حملات الاعتقال العشوائي، وعمليات التعذيب، ومهاجمة المواطنين الآمنين، واقتحام المنازل والمدارس، وقد تم رصد عدد من الحالات خلال الايام الماضية:

ـــ منطقة عالي:

في تمام الساعة العاشرة (10.00) صباحا بتوقيت البحرين يوم الثلاثاء الماضي 18/4/1995م وصلت الى منطقة عالي سيارتين عسكريتين تابعة لقوات الامن (الشغب) مملؤة بقوات مدججة بالسلاح، برفقة خمس سيارات مدنية اخرى تابعة لقوات امن الدولة (المخابرات) مملؤة برجال المخابرات المسلحين، مصطحبين معهم ثلاثة اشخاص من أبناء المنطقة الذين اعتقلوا قبل (4) ايام وكانوا مقيدين، وانزلوهم من السيارات وفكوا عنهم قيودهم واجبروهم على وضع ايديهم على الشعارات المناهضة المكتوبة على الجدران وقاموا بتصويرهم في عدة مناطق ممن نفس المنطقة.

وقد تجمهر الناس وخصوصا اهالي المعتقلين وقد لحقت احدى الامهات بابنائها محاولة الاستفسار عنهم، الا اقوات القمع منعتها من ذلك وشهرت السلاح في وجهها.

وتتبع السلطة هذه الاساليب لفبركة تهم ضد المعتقلين وادانتهم في محاكمات صورية معتمدة على الافادات المنتزعة منهم تحت التعذيب، وافادات الشرطة اثناء التحقيق في المعتقلات فقط، وعرف من المعتقلين الذين احضروا في ذلك اليوم: (احمد) والآخر (سامح).

وقد غادرت تلك السيارات على عجل بعد ذلك بعد ان اخذ اهالي المنطقة في التجمهر ومطالبين باطلاق سراح ابنائهم المعتقلين.

ــ منطقة كرزكان:

اعتقل من منطقة كرزكان خلال الايام الماضية كل من:

1/ شهاب احمد الفردان، 30 سنة 2/ تقي احمد الفردان، 25 سنة

3/ سيد موسى سيد شرف، 23 سنة 4/ سيد ضياء سيد مجيد، 18 سنة

5/ حسن علي العاشور، 20 سنة 6/ عباس علي العاشور، 18 سنة

7/ علي احمد علي العاشور،21سنة 8/ عباس احمد علي العاشور 18سنة

9/ عمار حسن الفردان، 18 سنة 10/ زهير احمد المرهون، 18 سنة

11/ محمد احمد المرهون، 18 سنة 12/ مكي ابراهيم ابوحسن، 18 سنة

13/ حسين علي حسن ضيف، 15سنة 14/ علي احمد الشاخوري، 19سنة

15/ علي عبدالله حسن، 16 سنة.

ــ منطقة سترة (المهزة):

اعتقل منها خلال الايام الماضية كل من:

1/ سعيد المعلم 2/ حسين حسن عبدالله

3/ محمد علي 4/ محمد حسن علي

5/ عباس جعفر المعلم.



$ $ $ $






الرقم: (73)

التاريخ: 24/4/1995م

البحرين: أزمة القمع.. والتعليم

¨ جامعة البحرين:

فتحت الجامعة ابوابها للدراسة يوم السبت 22/4/1995م وذلك اعلانا بانتهاء عطلة الفصل التي اعلنت عنها ادراة الجامعة في وقت مبكر من هذا الشهر، وذلك في محاولة من الادارة لوقف الاحتجاجات الطلابية التي تواصلت في جامعة البحرين بصورة يومية، مما ادى الى مهاجمة حرم الجامعة من قبل قوات الامن والاعتداء على طلاب وطالبات الجامعة، واطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي حيث تسببت تلك الاعتداءات الوحشية في وقوع العديد من الاصابات في اوساط الطلاب والطالبات بعضها خطيرة، وقامت باعتقال اعدادا اخرى من الطلبة وموظفي الادارة.

مما يجدر ذكره فإن ادارة الجامعة لم تتقدم بأي احتجاج لدى السلطات المختصة لانتهاك قوات الامن لحرم الجامعة واعتداءاتها الوحشية غير المبررة على الطلبة والطالبات، مع ان تظاهرات الطلبة كانت سلمية ولم يتخللها اية اعمال عنف من قبلهم.

ولكن لوحظ نسبة الغياب الكبيرة في عدد الطلبة، وعزت المصادر ذلك لعدة اسباب منها:

1/ توقف الباصات التي تقوم بنقل الطلبة من والى الجامعة عن توصيل الطلبة بأمر مباشر من وزارة الداخلية، وذلك عقابا لهم بسبب قيامهم بمسيرات الاحتجاج، كما صرحت بذلك ادارة الجامعة عندما استفسرمنها بعض الطلبة الذين داوموا خلال اليومين الماضيين.

2/ اخضاع الجامعة والطلبة لسلطات وزارة الداخلية المباشرة، حيث تقوم قوات الامن المكونة من (قوات الشغب) و(امن الدولة " المخابرات") بتفتيش الطلبة قبل دخولهم للجامعة، كما تقوم بمداهمة حرم الجامعة وتفتش الخزانات الخاصة بالطلبة وتقوم بالتحقيق معهم واعتقال من تشتبه به منهم.

ومما يجدر ذكره في هذا المجال، فقد تسلم عميد الجامعة خطابا موجها اليه من قبل وزير الداخلية، يعطي صلاحيات واسعة (لقوات الشغب) بمهاجمة الطلبة والدخول الى حرم الجامعة وحتى الى قاعات الدراسة، وذلك بحجة فرض الامن.

وقدا اثارت هذه الاجراءات قلق الطلبة، مما جعلهم يحجمون عن الحضور الى الجامعة تعبيرا عن استنكارهم لهذه التصرفات التي تفرض قيودا شديدة، وتخلق جوا متوترا لا يتلائم مع اجواء الجامعة ومناخ الحرية الذي ينبغي له ان يسود فيها، واهميته للتحصيل والبحث العلمي.

كما قامت اعداد اخرى من الذين حضورا يوم الاحد 23/4/1995م بمغادرة الحرم الجامعي احتجاجا على هذه الاجراءات التعسفية، وموقف الادارة السلبي الذي يخضع تماما لتوجيهات وزارة الداخلية.

¨ مدرسة سار الثانوية للبنات:

اقدمت قوات الامن صباح يوم امس الاحد 23/4/1995م على اعتقال خمس (5) طالبات من مدرسة سار الثانوية للبنات، وقد ادت عملية الاعتقال التي تمت على مرأى من طالبات المدرسة الى احتجاجهن ومحاولتهن تخليص زميلاتهن، والى قيامهن بمظاهرة واعتصام داخل حرم المدرسة، ورفضن مغادرة المدرسة او الانتظام في الصفوف الدراسية، مما حدى بسلطات الامن الى اطلاق سراح زميلاتهن قبل انتهاء الدوام الرسمي بنصف ساعة، وتمت اعادتهن الى المدرسة.

وقد نفذ عملية الاعتقال احد افراد رجال الامن مسلح (ببندقية نصف آلية) مع امرأتين تابعتين للشرطة النسائية، حيث حضروا جميعا الى غرفة ادارة المدرسة، ومن ثم تم استدعاء الطالبات الخمس من قبل الادارة، وبعدها شوهدن من قبل زميلاتهن وهن يتعرض الى الضرب من قبل الشرطيتين والشرطي المسلح، ويقتدن الى خارج المدرسة حيث كانت ترابط قوات الامن، وعندما حاولت زميلاتهن الطالبات تخليصهن، قامت قوات الامن بمهاجمتهن واعادتهن الى داخل المدرسة مما ادى الى اعتصامهن الى حين اطلاق سراح الطالبات المعتقلات.

ومما تجدر الاشارة اليه فان هذه المدرسة كانت ولا زالت مسرحا للاحتجاج الطلابي المتواصل والمتضامن مع الانتفاضة الشعبية.

¨ طلبة المدارس:

اثرت التصرفات القمعية والاعتداءات الوحشية التي تمارسها قوات امن السلطة على طلبة المدارس بصورة عكسية على نسبة حضور الطلاب والطالبات في مختلف مدارس البحرين. فقد امتدت تلك الاعتداءات البربرية لتطال مختلف المدارس والطلبة، سواء الثانوية او الاعدادية وحتى الابتدائية، كما طالت تلك الاعتداءات الهيئات التعليمية والادارية للمدارس. ويلاحظ بصورة واضحة تناقص اعداد الطلبة والطالبات المداومين في المدارس يوما بعد يوم، بحيث اصبحت النسبة لا تتعدى ثلث العدد الكلي للطلاب فقط. ويرجع المراقبون ذلك الى عنف الاعتداءات التي تقوم بها قوات الامن على المدارس والطلبة، وعدم قدرة وزارة التربية والتعليم الحد من هذه التصرفات الوحشية التي لم توفر حتى التلاميذ الصغار في السن من طلبة المرحلة الابتدائية، وحتى عندما احتجت بعض الهيئات التعليمية والادارية على سلبية وزارة التربية والتعليم امام طغيان وزارة الداخلية وقوات الامن التابعة لها، تعرضت للاعتقال والفصل.

مما يجدر ذكره فإن اعدادا كبيرة من الطلبة والهيئات التعليمية والادارية هي رهن الاعتقال، ولم تجدي كل النداءات التي وجهتها وزارة التربية والتعليم ممثلة بالوزير نفسه او مسؤولين آخرين في الوزارة التي تحث الطلبة على الانتظام في الدراسة نفعا. وينظر الطلبة والاهالي بقلق شديد للاجواء القمعية المحمومة التي تفرضها قوات الامن، ويعبرون عن عدم ثقتهم في تطمينات وزارة التربية والتعليم التي وقفت عاجزة امام اجراءات القمع واعمال الاعتقال والقتل التي تقترفها تلك القوات.

¨ انتشار شعارات وادبيات المعارضة:

تغطي الشعارات المنددة بالسلطة الحاكمة والتي تمجد الانتفاضة الشعبية وصور واسماء الشهداء ارجاء البحرين. فعلى الرغم من الانتشار الكثيف (لقوات الشغب) و(امن الدولة "المخابرات") بصورة واسعة الا ان شعارات الانتفاضة يمكن مشاهدتها بوضوح كما تنتشر ادبيات المعارضة وتتدوال على نطاق واسع بين الناس، ومع ان حيازة أي من ادبيات المعارضة اوكتابة الشعارات على الجدران تعتبر تهمة خطيرة تؤدي الى السدجن لفترة طويلة الا ان المواطنين يتداولونها علنا ويقومون بكتابة الشعارات امام اعين رجال القمع وبدون خوف، بل وفي تحد ظاهر لتلك القوات التي تعجز عن انهاء هذه الحالة الجماهيرية.

¨ حقوق الانسان:

في الوقت الذي تعلن السلطة عن اطلاق سراح مائة وعشرين معتقلا، وتثير زوبعة اعلامية من اجل ذر الرماد في العيون ومع ان اعداد المطلق سراحهم لا يتجاوز العشرات فقط، الا انها تتكتم على العدد الحقيقي للمعتقلين، الذين يزداد عددهم يوميا في ظل حملات الاعتقال العشوائي المتواصلة واجواء التعتيم الشديدة بالنسبة للمعتقلين واماكن احتجازهم والظروف الصعبة والسيئة التي يواجهونها..

فالسلطة تعزلهم عن العالم الخارجي تماما، وتمتنع عن الادلاء بأية معلومات عنهم سواء لاهاليهم او اية جهة اخرى سواء كانت قانونية، حقوقية او انسانية وتمنع أي كان من زيارتهم او الاطلاع على احوالهم وظروفهم، وجو الغموض هذا يثير قلقا شديدا لدى عوائل المعتقلين الذين يجهلون مصير اقاربهم، خصوصا وان السلطة بين فترة واخرى تطلق تصريحات واتهامات واهية تفتقر الى أي اساس مادي وتعتمدها كادلة وحيدة لادانة المعتقلين، في محاكمات صورية تفتقر الى اصول المحاكمات المنصفه لتبرر سجنهم، كما انها تتستر على عمليات التغذيب الوحشية والممارسات اللانسانية في السجون.

ومما تجدر الاشارة اليه فإن طاقة السجون لم تعد تستوعب الاعداد المتزايدة من المعتقلين مما حدى بالسلطة لاقامة مراكز توقيف مؤقته في عدد من مناطق البحرين المختلفة، وقد تحدث عدد من المواطنين المطلق سراحهم عن تلك المراكز مثل:

الملاعب الرياضية في كل من مدينة المحرق ومدينة عيسى، ومحمية العرين، ومنطقة جو، وتسود مراكز التوقيف تلك معاملة قاسية وسيئة، وظروف صحية سيئة للغاية وقد رصد عدد من المعتقلين خلال الايام الماضية في كل من:

ــ منطقة الدراز: 1/ احمد علي الاكرف 2/ يونس عبد الحسن

3/ عبدالزهراء عبدالحسن 4/ سلمان علي الاصغر

5/ سعيد علي صالح الاصغر 6/ سالم علي الاعضب 7/ عطية علي

ــ منطقة النعيم: 1/ مصطفى الادرج 2/ عبدالنبي الادرج

ــ المنامة: 1/ رضا القصاب،17 سنة 2/ السيد جميل العلوي32 سنة

3/ كفاح عواجي، 26 سنة

ــ الدير: ابراهيم عبدالله العشيري

ــ جنوسان: محمد ميرزا احمد علي، 16 سنة

ــ باربار: هشام حمزة





$ $ $ $





الرقم: (74)

التاريخ: 29/4/1995م

البحرين: تجدد المسيرات..

اصر شعبنا دائما ومنذ بدء الانتفاضة المباركة قبل ستة اشهر على مطالب عادلة ومشروعة تهدف اصلاح الاوضاع المتردية في البلاد، فنزل الى الشارع رافعا لها بعد ان يأس من استجابة السلطة لحل هذه الازمات وبعد ان عمدت الى استعمال العنف والارهاب في وجه الناس ومطالبهم المشروعة ظنا منها ان الشعب البحراني سيرهب الراصاص ويخاف الموت.

ومع كل الاساليب القمعية والارهابية المنافية لابسط حقوق البشر التي استخدمتها السلطات، بقى شعبنا مصرا على مطالبه، وعلى طريقته السلمية في المطالبة بها. وتجدد طلائعه كل يوم وفي مقدمتها الطلايعة الطلابية الاصرار بالخروج من جديد رافعة ذات المطالب حتى تحقيقها.

جامعة البحرين(الصخير):

ضمن سلسلة الاحتجاجات السلمية المستمرة في البحرين انطلقت مسيرة طلابية في جامعة البحرين(في الصخير) صباح هذا اليوم في حوالي الساعة العاشرة (10.00) بتوفيت البحرين، وقد ضمت مجاميع كبيرة من الطلبة والطالبات الذين رددوا شعارات الانتفاضة (الله اكبر) و (النصر للاسلام والموت للطغاة) و(بالروح بالدم نفديك ياشيهيد) وغيرها.

وقد قامت قوات الامن باقتحام الحرم الجامعي بعد ان اغرقته بالغازات المسيلة للدموع، ثم قامت باعتقال اكثر من (25) طالبا، وبادر الطلبة الى انهاء اليوم الدراسي بتوجههم الى منازلهم احتجاجا على مهاجمة المسيرات الطلابية السلمية داخل الحرم الجامعي.

¨ جامعة البحرين(مدينة عيسى):

تزامنا مع انطلاق المسيرة الطلابية في جامعة البحرين (الصخير) انطلت مسيرة طلابية سلمية حاشدة في جامعة البحرين (في مدينة عيسى) شارك فيها عدد كبير من الطلبة والطالبات رددوا خلالها ذات الشعارات. وقد توجهت على اثر ذلك اعداد كبيرة من قوات الامن الى الجامعة فقام المتظاهرون بالتفرق وانهاء المسيرة تحاشيا لتكراراعتداءات قوات الامن على الطلبة.

الجدير ذكره ان الجامعة فتحت ابوابها للدراسة من جديد في يوم السبت 22/4/1995م وذلك بعد انتهاء عطلة الفصل الدراسي التي اعلنت عنها ادارة الجامعة بايعاز من السلطات في وقت مبكر من هذا الشهر، وذلك في محاولة منها لوقف الاحتجاجات الطلابية التي تواصلت في جامعة البحرين بصورة يومية.






$ $ $ $





الرقم: (75)

التاريخ: 5/5/1995م

البحرين: مسيرات الحق تتجدد..

¨ شهيد جديد في أربعينية الشهيد حميد قاسم:

أكدت مصادر الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين تجدد الإضطرابات في منطقة الدراز وسقوط قتيل واحد وعدد من الجرحى.

وكانت التظاهرات قد إندلعت مساء أمس الخميس الرابع من مايو الجاري في منطقة الدراز شمال البحرين في ذكرى أربعينية الشهيد حميد قاسم برصاص الشرطة التي عمدت يوم أمس الى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل، مما أسفر عن سقوط المواطن نضال حبيب أحمد النشابه -18عاما من سكنة الدراز - شهيدا وإصابة آخرين بجراحات بليغة.

كما لجأت قوات الشرطة الى محاصرة منطقة الدراز ومنعت الدخول او الخروج منها وإليها في محاولة لمنع إنتشار الإضطرابات الى المناطق الاخرى.

¨ جامعة البحرين:

أكدت أيضا مصادرنا الخبرية أن قوات الامن البحرينية تفرض حصارا شديدا لليوم الخامس على التوالي على جامعة البحرين بفرعيها (الصخير- مدينة عيسى)، وتتواجد العشرات من شرطة الشغب في الحرم الجامعي وتحتل مواقعا عدة في مباني الجامعة بصورة دائمة، وتأتي هذه الإجراءات التعسفية بناء على اوامر وزير الداخلية البحريني الذي أعطى صلاحيات واسعة لقوات الامن بدخول الجامعة والمدارس والمكاتب الإدارية والشركات، في محاولة يائسة لإنهاء التظاهرات التي شهدتها البحرين ولاتزال منذ ديسمبر الماضي.



$ $ $ $





الرقم: (76)

التاريخ: 5/5/1995م

البحرين: السلطة تتعمد القتل

¨ الشهيد قتل في بيته..

اكدت مصادر الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين ان الشهيد نضال حبيب احمد النشابة، الذي اصيب يوم امس الخميس 4/5/1995م كان في منزله اثناء التظاهرات التي جرت في منطقة الدراز يوم امس، وعندما فتح النافذة ليرى ماذا يجري في الخارج فعاجلته قوات الشغب برصاصتين في الرأس وقع على اثرها ينزف بدمه، فأخذ الى المستشفى حيث فارق الحياة في تمام الساعة السادسة صباحا، وشيع جثمانه في تمام الساعة الثامنة صباحا من نفس اليوم، حيث دفن بجوار قبر العالم الرباني الشيخ ميثم البحراني في مقبرة الغريفة.

الجدير بالذكر ان الشهيد نضال حبيب النشابه استمر ينزف دما حتى وقت تسليم جثته الى اهله من رأسه ومن انفه بسبب الاصابة المباشرة في الرأس.

¨ المعتقل حبيب ضاحي ينقل الى المستشفى:

اثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له المعتقل حبيب ضاحي، 27 سنة، من منطقة رأس رمان، تم نقله الى المستشفى العسكري بسبب تدهور حالته الصحية.

¨ انتهاكات حقوق الانسان:

تم فصل ثمان (8) مدرسات من وظائفهن ومنعن من استلام مستحقاتهن المالية بعد اعتقالهن بتاريخ 12/4/1995م بتهمة المشاركة في المسيرات السلمية التي تطالب الحكومة باجراء انتخابات حرة ونزيهة واطلاق سراح كافة السجناء والمعتقلين السياسيين ومحاسبة المسؤولين عن احداث القمع والقتل في البحرين، وهؤلاء المدرسات هن:

1/ فتحية الصفار، مدرسة مبادئ احصاء، من منطقة سند.

2/ منى حسين، مدرسة لغة انجليزي، من منطقة عالي.

3/ فضيلة العجمي، مدرسة رياضيات، من منطقة الدراز.

4/ سوسن احمد الحلواجي، مدرسة رياضيات، من منطقة المنامة.

5/ فاطمة عبدالله ابودريس، مدرسة لغة عربية، من منطقة المنامة.

6/ خاتون احمد خلف، مدرسة تاريخ، من منطقة المنامة.

7/ وداد شبر الهاشمي، مدرسة لغة عربية، من منقطة رأس رمان.

8/ سميرة عبدعلي سيف، مدرسة فلسفة، من منطقة الخميس.

من جهة اخرى تم إعتقال ثلاث(3) طالبات من جامعة البحرين يوم الاربعاء الماضي 3/5/1995م بعد ان تم سحب بطقاتهن الجامعية.





$ $ $ $





الرقم: (77)

التاريخ: 12/5/1995م

البحرين: النهج المُدمـِر

يكتنف قرارات السلطة الحاكمة الكثير من الغموض والتخبط، فعلى الرغم من مرور خمسة اشهر على الانتفاضة الشعبية الباسلة، الا ان السلطة الحاكمة تؤكد يوما بعد آخر على قدر كبير من الغطرسة والعنجهية في تصرفاتها، واصرارها على الاستمرار في الخطأ والالتزام بالقمع كمنهج.

فالسلطة الحاكمة ترى بأن الحكم يتمثل في التمسك بالعرش فقط وباي ثمن، وبدون حسابات للعناصر الاخرى المكونة لمفهوم الدولة، وتلغي المستقبل من حساباتها. فهي بذلك تكون كمجموعة تركب قارب في عرض البحر وتجدف بذلك القارب نحو المجهول، فليس لديها بوصلة توجيه، ولا جهة معينة تتجه نحوها، وغير متزودة بمؤنة تكفيها لتصل بها الى شاطئ الامان. فالى اين تتجه هذه السلطة، وماذا تريد بتصرفاتها تلك؟

فجميع الخطوات التي اقدمت عليها لحد الآن لا يمكن تقديرها بأنها تتصف بحسن التقدير والتصرف فهي قد استعدت جميع الشرائح الاجتماعية بدون استثناء، وقطعت كل الخيوط واحرقت جميع المحاور التي تمكنها من العودة الى الشعب، لتكون تلك المحاور عبارة عن قنوات طبيعية يمكنها القيام بتلك المهمة الصعبة والشاقة جدا.

اذن فالسلطة الحاكمة باسلوبها الفظ، قد حسمت خيارها ووضعت نفسها في مواجهة شاملة مع شعب البحرين.

¨ منطقة الديه:

اندلعت مظاهرات في منطقة الديه الواقعة على شارع الشهداء (البديع)، صباح هذا اليوم الجمعة 12/5/1995م في تمام الساعة الحادية عشرة (11.00) بتوقيت البحرين، وقد رفع المتظاهرون لافتات بالمطالب الشعبية، ورددوا نداءات "الله اكبر" و"النصر للاسلام" و"الموت للطغاة"، كما رددوا هتافات تطالب بتطبيق الديمقراطية واطلاق سراح المعتقلين، وعلى الفور حضرت اعدادا كبيرة من قوات الامن (الشغب والمخابرات)، حيث ضربوا طوقا أمنيا حول المنطقة ومنعوا الدخول والخروج منها، ومن ثم عمدوا الى مهاجمة المتظاهرين واطلقوا عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي واعتدوا بالضرب المبرح وتوجيه الاهانات الى الناس سواء من الداخلين اوالخارجين من المنطقة.

اضافة الى ذلك فقد شنت قوات الامن حملة اعتقالات واسعة في المنطقة، وتأتي هذه المظاهرات تأكيدا للاستمرار في الانتفاضة الشعبية واحتجاجا على اعمال القمع اليائسة التي تقترفها السلطة بحق شعب البحرين المجاهد، وجرائم تخريب وتدنيس دور العبادة والمراكز الدينية، التي اصبحت هدفا لعلميات انتقام قوات الامن التي اصابها اليأس من امكانية القضاء على الانتفاضة الشعبية الباسلة.

¨ منطقة الدير وسماهيج:

كانت منطقتي الدير وسماهيج القريبتين من مطار البحرين الدولي في مدينة المحرق مسرحا للمظاهرات مساء يوم الاربعاء 10/5/1995م في تمام الساعة التاسعة (21.00) بتوقيت البحرين، واثر اندلاع التظاهرات توجهت قوات الامن الى المنطقة وبرفقتها سيارات الاطفاء، وقد حضرت قوات الامن الى المنطقة على ظهر (6) سيارات شاحنة كبيرة و(6) سيارات صغيرة "جيب" وبرفقة اعداد من رجال المخابرات، حيث قامت تلك القوات الى اغلاق الشارع من منطقة (قلالي) حتى المطار، ودارت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن التي عمدت الى اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي، فرد عليها المتظاهرون برشقها بالحجارة واشعال اطارات السيارات واقامة المتاريس على الشوارع.

¨ عائلة الشيخ الجمري:

لم تكتفي السلطة الغاشمة باعتقال فضيلة الشيخ عبدالامير الجمري، بل هي تعرضه لضغوط نفسية وجسدية شديدة وتحتجزه في عزلة قاسية وذلك في محاولة منها للتأثير على معنويات الشيخ الجليل الصامد امام غطرستها وعنجهيتها على الرغم من كبر سنه ومعاناته القاسية ومرضه.

وقد عمدت مؤخرا الى اعتقال احدى بناته، وفصل الاخرى من الجامعة امعانا في ايذاء فضيلة الشيخ، وانتقاما لمواقفه الصامدة في مواجهة جنون السلطة واستهتارها.

¨ الاعتداء على دور العبادة:

تتعرض دور العبادة والمراكز الدينية الى عمليات تخريب متعمدة ، حيث تقوم قوات الامن بعلميات هجوم همجيهة على دور العبادة والمراكز الدينية (المآتم) وتعمد الى تخريبها واتلاف محتوياتها وذلك باطلاق الرصاص داخلها ولم تستثني حتى الجدران والنوافذ والابواب وتكسر المحتويات من المكتبات و(التربة) الخاصة بالصلاة، وتمزق نسخ القرآن الكريم والكتب الاخرى وتدوسها بالارجل، ويعلق بعض المراقبين على ذلك عن حالة اليأس التي وصل اليها المسؤولون في الدولة ولفقدانها الحس بالمسؤولية، وذلك لاعطائهم اوامر لتلك القوات باقتراف هذه الحماقات المستهجنة.

¨ حالة استياء عامة:

يسود الشارع البحراني حالة من الغضب والاستياء الشديدين، نتيجة لتصرفات السلطة الهمجية التي شملت جميع المجالات، من اعمال القتل العمد، والاعتقال العشوائي، والتعذيب، وعمليات مهاجمة المنازل ودور العبادة والمراكز الدينية بصورة همجية، والاعتداء على المدارس والجامعة والتدخل في شؤونهما بصورة سافرة، وتدهور الحياة الاقتصادية في البلاد، ويلاحظ المراقبون حالة عدم الاكتراث والتخبط التي تكتنف قرارات السلطة وتطبع تصرفاتها اللامسؤولة، وعلى الرغم من جميع الملاحظات والتنيهات والتحديرات التي وجهت للمسؤولين في الدولة عن سوء الاوضاع وتدهورها الا انه لم يتم رصد أي تحسن يذكر، في اداء السلطة ينم عن وجود نية للخروج بالبلاد من حالة التأزم والاحتقان، بل ان الامور تتجه الى مزيد من التدهور، مما جعل الشكوك تزداد في قدرة السلطة الحاكمة على التوصل الى حل للازمة التي تعصف بها وفي مستقبل البلاد.

¨ حقوق الانسان:

تستمر انتهاكات حقوق الانسان على نطاق واسع في البحرين، وتمضي السلطة في توسيع دائرة الانتهاكات تلك متبعة اساليب مفرطة في العنف، في نفس الوقت الذي تتجاهل كل الدعوات الصادرة من المنظمات والشخصيات المهتمة بحقوق الانسان بوجوب مراعاتها للقوانين الخاصة بحقوق الانسان المحلية منها كالدستور والدولية كالاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي بذلك تعبر عن تحديها لارادة المجتمع الدولي ولارادة كل المخلصين والخيرين في العالم من اجل سيادة انظمة اكثر انسانية.

فقد شنت السلطة حملة اعتقالات واسعة صباح هذا اليوم الجمعة 12/5/1995م اثر التظاهرات في منطقة الديه، كما قامت بالاعتداء على الناس بالضرب المبرح اثناء محاصرتها للمنطقة، وعرف ممن تعرضوا للضرب على ايدي قوات الامن المواطن حسين الادرج.

كما اعتقلت المواطنة: عفاف الشيخ عبدالامير الجمري بتاريخ: 9/5/1995م وتم فصل المواطنه منصوره الشيخ عبدالامير الجمري من الجامعة، وذلك انتقاما من فضيلة الشيخ.

كما قامت ادارة جامعة البحرين بفصل ثلاث طالبات فصلا نهائيا من الجامعة يوم الاربعاء 10/5/1995م وهن:

1/ الطالبة: هاشمية السيد حسن السيد محمد، من منطقة ابوصيبع.

2/ الطالبة: سامية محمد امين علي، من منطقة السنابس.

وطالبة ثالثة لم يتم معرفتها لحد الآن.

وتم اعتقال ثلاثة اشخاص من منطقة عالي، هم:

1/ محمد حسين حبيب، 21 سنة، طالب جامعي.

2/ سيد جابر، 21 سنة، عاطل.

3/ مصطفى، 20 سنة، عاطل.

كما لوحظ تواجد رجال ألامن من البلوش واليمنيين في الصفوف الدراسية الجامعية، حيث يحتلون المقاعد الخاصة بالطلبة ويقومون بمراقبة الطلبة والاساتذة، مما أثار استياء الجميع وخصوصا دكاترة الجامعة، الا انهم لا يمكنهم اتخاذ أي اجراء بحقهم، حيث سيكونون عرضة للاعتقال والتنكيل من قبل جهاز الامن.

$ $ $ $

الرقم: (78)

التاريخ: 28/5/1995م

البحرين: اضراب السجناء

نفذ السجناء السياسيون المتواجدون في سجن المنامة في القلعة وعدهم بالاضراب عن الطعام بعد ظهر يوم امس السبت 27/5/1995م في البحرين.

ومما تجدر الاشارة اليه فإن عدد السجناء المشاركين في الاضراب يبلغ ستين(60) سجينا تقريبا، ومن بينهم المجموعة المتبقية من مجموعة الـ(73) الذين صدرت بحقهم احكاما جائرة في 23 مايو 1982م وهؤلاء يعتبرون اقدم سجناء سياسيين في سجون السلطة الخليفية الحاكمة في البحرين، ومجاميع اخرى من الذين اعتقلوا في الاعوام التالية خصوصا اعوام 1986م و 1988م، والمساجين الذين صدرت بحقهم احكاما خلال العام 1995م بسبب مشاركتهم في الانتفاضة الشعبية.

ويزمع السجناء السياسيون الاستمرار في اضرابهم عن الطعام لمدة ثمانية(8) ايام متواصلة، ابتداءا من يوم أمس السبت 27/5/1995م، وتأتي خطوة الاضراب هذه احتجاجا على الاستمرار في سجنهم لفترات طويلة ومبالغ فيها، كما انهم يطعنون في اجراءات المحاكمات التي اصدرت الاحكام الجائرة تلك، وذلك لقصورهاعن معايير المحاكمات العادلة والمنصفة، ولكونها اجريت في سرية تامة، ولم يعطى لهم الحق في الدفاع عن انفسهم بصورة قانونية صحيحة، واعتمدت على الافادات المقدمة من الشرطة كدليل وحيد لادانة. ولم تكتف سلطات الامن بذلك بل انها واصلت عمليات التعذيب بحق السجناء وعرضتهم للمعاملة القاسية والحاطة بالكرامة حتى فيما بعد اصدار الاحكام الجائرة، منتهكة حقوقهم كسجناء سياسيين، التي يكفلها دستور دولة البحرين، واعلان حماية جميع الاشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او اللاانسانية او الحاطة بالكرامة الذي اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريخ 9 ديسمبر 1975م.

ويتوقع ان يعم الاضراب باقي السجون، حيث سينظم باقي المعتقلين والسجناء الذين اعتقلوا خلال الانتفاضة والذين يعدون بالالاف الى الاضراب حيث يحتجزون في ظروف سجن سيئة للغاية ويتعرضون لمعاملة قاسية جدا من قبل السلطات.

وقد تقدم السجناء بمجموعة مطالب الى السلطات وهي:

1/ الافراج فورا عن جميع السجناء والمعتقلين لعدم قانونية احتجازهم.

2/ فتح باب الزيارات لجميع المعتقلين والسجناء لاسباب سياسية.

3/ تحسين اوضاع السجون، ونظام الاكل.

4/ السماح للمعتقلين والسجناء بالحصول على ملابس من عوائلهم.

5/ السماح لهم بتلقي العلاج الفوري واللازم لجميع المرضى.

اننا نحمل السلطة الحاكمة في البحرين كامل المسؤولية، فيما يمكن ان تؤدي اليه الاعمال اللامسؤولة التي تقترفها السلطات بحق المعتقلين والسجناء، كما نناشد المجتمع الدولي وجميع المنظمات المهتمة بقضايا حقوق الانسان ان تتحمل مسؤولياتها الانسانية وتتدخل من اجل وضع حد للانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان الاساسية التي تقترفها السلطات الحاكمة، ولتخفيف المعاناة الاليمة للسجناء والمعتقلين السياسيين، والزام حكومة البحرين باحترام معايير حقوق الانسان المعترف بها دوليا.





$ $ $ $





الرقم: (79)

التاريخ: 5/6/1995م

البحرين: ذكرى عاشوراء

يكتسب عاشوراء أهمية خاصة في البحرين، حيث تتحول ذكرى شهادة الامام الحسين(ع) في شهر محرم الحرام إلى مناسبة دينية عظيمه، يحيها شعب البحرين في مسيرات جماهيرية حاشدة في مدن وقرى البحرين وتقام مآتم العزاء، حيث يعبر فيها الشعب عن رأيه في مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء في البحرين أو العالم الاسلامي.

ولكن على الرغم من أهمية المناسبة وما تتمتع به من احترام وتقدير كبيرين حيث تعطل جميع وزارات الدولة، وتلف مشاعر الحزن كل أرجاء البحرين، إلا أن الدولة تنأى بنفسها عن نقل وقائع المناسبة في وسائل الاعلام التابعة لها.

ويتميز هذا العام بتفتجر الاوضاع بفعل الانتفاضة الشعبية وينتاب السلطة هاجس الخوف من تحول مراسيم عاشوراء الى مظاهرات مناهضة لها.

¨ إحياء مراسيم عاشوراء:

سعت السلطة جاهدة إلى تحجيم المناسبة الدينية العظيمة في ذكرى شهادة الامام الحسين(ع) في البحرين هذا العام، حيث عمدت الى شن حملات إعتقال واسعة في شهر ذى الحجة الماضي شملت قطاعات واسعة من إداريي المآتم (المراكز الدينية) والمشرفين على تنظيم مواكب (مسيرات) العزاء وقادة المواكب وأتبعتها باجتماع وزير العدل والشئون الاسلامية مع رؤساء المآتم، وتقدم اليهم بعدة مطالب، رفضوها جميعا منها:

1/ عدم التطرق الى قضايا سياسية من قبل الخطباء ومواكب العزاء.

2/ منع سكان القرى من المشاركة في مواكب العزاء في المنامة (العاصمة).

3/ إنها المراسيم قبل الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل.

وقد بدأت مواكب العزاء مبكرا هذا العام حيث سارت مواكب حاشدة في منطقة المنامة (العاصمة) منذ الليلة الرابعة من محرم، دوت خلالها شعارات (هيهات من الذلة) ونداءات (الله اكبر) وقصائد تندد بجرائم السلطة الحاكمة وتؤكد على استمرار الانتفاضة الشعبية، ففي منطقة المنامة سارت مواكب العزاء الحاشدة متمثلة في مآتم: (بن سلوم) و (القصاب) و (حجي عباس) و (زبر) و (مدن)، وكانت مظاهر التصميم والتحدي واضحة على الجموع المشاركة لمواجهة اية محاولة من قبل السلطة وقواتها لعرقلة مسيرات العزاء، ويعتبر ذلك ردا على محاولات السلطة الرامية الى تحجيم المناسبة.

أما المناطق الاخرى فقد سارت مواكب المآتم في مواكب موحدة لكل المآتم وقد لوحظ ذلك في كل من: (البلاد القديم) و (عالي) و (جد حفص).

وكانت السلطة قد اتخذت اجراءات احترازية، حيث عمدت الى نشر مدرعات عند تقاطعات الشوارع ومداخل المناطق كما سيرت دوريات مسلحة، ومحمولة على ظهر سيارات على طول شارع الشهداء (البديع).

وشوهد إانتشار كثيف للمدرعات في منطقة جزيرة النبيه صالح والجسر المؤدي اليها، وهي تقع على امتداد الجسر المؤدي الى جزيرة سترة وبالقرب من نادي ضباط قوة الدفاع.

إضافة الى ذلك فقد عمدت قوات الأمن الى نزع اللافتات والشعارات التي علقت بكثافة واتشحت البحرين بالسواد تعبيرا عن الحداد في جميع مناطق البحرين وبصورة ملفتة جدا، وقد فشلت جميع محاولات قوات الامن في نزع اللافتات والقماش الاسود، حيث كان الناس يبادرون الى تعليق بديل لها وبصورة سريعة، بمجرد نزعها من قبل قوات الامن.

¨ إنتشار أدبيات المعارضة:

لوحظ إنتشار واسع لادبيات المعارضة، فقد تحدثت تقارير عن إقبال واسع من قبل الناس في البحرين على بيانات السيد محمد العلوي والشيخ محمد على الحفوظ الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين، بمناسبة شهادة الامام الحسين (ع) واحداث محرم الحرام، والتي دعت شعب البحرين الى الاستمرار في الانتفاضة الشعبية حتى تحقيق المطالب الشعبية العادلة والمشروعة، وحذرت السلطة من مغبة التعرض للشعائر الدينية ومواكب العزاء التي دأب شعبنا على إحياءها سنويا بهذه المناسبة العظيمة.

¨ حقوق الانسان:

تتواصل انتهاكات حقوق الانسان على نطاق واسع في البحرين، حيث تشن حملات إعتقال عشوائية خصوصا في أوساط النساء، كما تم فصل بعض الطالبات من الجامعة وبعض الموظفات من وطائفهن وذلك بسبب توقيعهن على العريضة النسائية.وقد تم رصد بعض عمليات الاعتقال خلال الفترة الماضية:

ــ منطقة ابو صيبع: تم اعتقال مجموعة من المواطنين بتاريخ 29/5/1995م وهم:

1/ باقر عبد علي حبيب، 19 سنة، عاطل

2/ عبدالله مهدي علي الصائغ، 24 سنة، موظف

3/ رياض مهدي على الصائغ، 20 سنة، موظف

4/ سيد هلال سيد أحمد، 14 سنة، طالب

5/ سيد حسن سيد جعفر، 18 سنة، طالب

6/ سيد انور سيد سالم سيد عيسى، 15 سنة، طالب

7/ أحمد عبدالله الزاكي، طالب

8/ حمزة سعيد زهير، طالب

9/ محمد سعيد زهير، طالب

10/ سيد على سيد خليل سيد ابراهيم، فلاح

11/ يعقوب يوسف جاسم، طالب

12/ سلمان عبد الرسول الملك، عاطل

13/ سيد عباس سيد محمد النجار، طالب

14/ جعفر علي حبيب، طالب

15/ سيد علوي سيد محمد سيد جعفر، عامل

16/ علي عبد علي محمد الصغير، طالب

17/ محمد حسين حبيب، طالب.

ــ منطقة الدير: بمناسبة تأبين الشهيد حسين العشيري في منطقة الدير تم اعتقال مجموعة من الموطنين بتاريخ 29/5/95 وهم:

1/ عباس علي مهدي، 17سنة، طالب

2/ أحمد عبدالله المهندس، 19 سنة، عامل

3/ محمد جعفر عبد النبي، 26 سنة، عاطل

4/ حسن علي، 22 سنة، عاطل

5/ عبد الحكيم علي ميرزا عبدالله العشيري، 16سنة، عاطل

6/ علي حسن عباس، 27 سنة، عامل.

ــ منطقة الدراز: تم إعتقال السيدة سميرة أحمد زيدان ـ 26 سنة ـ أم لثلاثة أولاد بتاريخ 25/5/95، وذلك بتهمة المشاركة في التظاهرات.

ــ كما تم إعتقال الطالبة حياة عبدالله غانم ـ طالبة جامعية.

ــ بعد فصل الدكتورة فضيلة طاهر المحروس من عملها بسبب توقيعها على العريضة النسائية، تم استدعاء كل من وداد المسقطي، وعائشه مطر، وابلغت السيدتان تهديدا بالفصل ما لم تعلنا سحب توقيعهما من العريضة المذكورة والتوقيع على تعهد بعدم المشاركة في أي عمل سياسي في المستقبل.

ــ ولنفس السبب السابق، التوقيع على العريضة النسائية، تم فصل كل من: إنتصار القارئ، زهراء عبدالنبي ونادره عبدالنبي من الجامعة، وقد أبلغهن بقرار الفصل عبدالله الحواج عميد شؤون الطلبة، واخبرهن بأن عليهن تقديم رسالة إعتذار للأمير، والتعهد بعدم المشاركة في أي عمل سياسي في المستقبل إذا أردن العودة الى الجامعة.





$ $ $ $





الرقم: (80)

التاريخ: 7/6/1995م

البحرين: تلبي النداء

تشهد البحرين مسيرات جماهيرية حاشدة منذ اليوم الثالث من شهر محرم الحرام أي ليلة الرابع من المحرم، ومع إقتراب اليوم العاشر من المحرم حيث ذكرى شهادة الامام الحسين(ع)، اخذت مسيرات العزاء تعم جميع قرى ومدن البحرين، لكن هذا العام تسيطر اجواء الانتفاضة على مراسم إحياء هذه الذكرى، حيث تتردد نداءات (هيهات منا الذلة) و (الله اكبر) بصورة دائمة، وتسعي السلطة لاثارة الهلع والخوف في اوساط الناس عبر اجراءات امنية وقمعية شديدة، الا أن الجماهير ردت عليها بتحدي هذه الاجراءات، واصرار على استمرار المسيرات الجماهيرية.

فيوم أمس سارت المسيرات الجماهيرية الحاشدة رافعة صور شهداء الانتفاضة، مرددة المطالب الشعبية العادلة والمشروعة ومنددة بجرائم السلطة، ومؤكدة على استمرار الانتفاضة الشعبية.

¨ المنامة العاصمة:

سارت مسيرات العزاء مساء يوم أمس ابتداءا من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة الثانية من صباح اليوم التالي بتوقيت البحرين، وهي تجوب شوارع المنامة العاصمة، ويقدر عدد المشاركين بالالاف، وتتسم المسيرات بالتحدي والتصميم، ويربط معظم المعزين عصابات من القماش كتب عليها (اللهم ارزقنا الشهادة) و (هيهات منا الذلة).

ومع اقتراب يوم العاشر من المحرم، أخذت السلطة في زيادة عدد القوات المنتشرة في منطقة المنامه، فبعد أن كان عدد القوات قد انخفض بصورة ملحوظة خلال الايام الاولى من شهر محرم، الا انه يلاحظ ابتداءا من يوم امس الثلاثاء 6/6/1995م عيد نشر اعداد كبيرة لقوات الامن في عدة مواقع من المنامة العاصمة ويتمركز عدد من المدرعات، عند المستشفى الامريكي، وبالقرب من مسجد مؤمن، وعند مجمع دلمون، وبالقرب من ماتم بن سلوم وازدادت اعداد قوات "الشغب"، ويهدد انتشار قوات الامن على هذا الغرار، بوقوع صدامات مع جماهير المعزين.

كما بدأت السلطة في تشديد اجراءات الدخول والخروج من المنامة ابتداءا من يوم امس 6/6/95م حيث بدئ في سحب السيارات المتوقفة داخل المنامة ومنع دخول أية سيارات الى داخلها.

¨ شارع الشهداء(البديع):

أما عن القرى وضوا حي المنامة التي تقع على شارع الشهداء (البديع) فقد بدأت السلطة في تعزيز القوات المرابطة على الشارع العام، وينتشر حاليا ما يقارب من (50) خمسين مدرعة، و(50) خمسين ناقلة جند وتعزيزات كبيرة من قوات الشغب تأخذ مواقع لها عند مداخل المناطق.

ولكن على الرغم من ذلك فإن مسيرات العزاء الحاشدة قد بدأت تنتظم، في كل من النعيم، السنابس، الديه، الدراز، بني جمره والمرخ، وباقي القرى على شارع الشهداء (البديع).

¨ مناطق اخرى:

كما سارت مسيرات العزاء في كل من البلاد القديم، عالي، كرزكان، الدير وسماهيج، وجزيرة سترة، ونويدرات، ورفعت لافتات واعلام وصور الشهداء، ورددت نداءات (الله اكبر) و(هيهات منا الذله) بالاضافة الى التاكيد على الاستمرار في الانتفاضة الشعبية والتنديد باجراءات السلطة القمعية، والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين وعودة المبعدين والمنفيين.

¨ اعتقال الشيخ محمد على الصالح:

قامت قوات الامن يوم الاثنين 5/6/1995م باعتقال الشيخ محمد علي علي الصالح، 27 سنة، من منطقة السنابس، وقد احتجز اخوه الذي يصغره في السن رهينة لدى السلطات لحين اعتقاله في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر.

ومما يجدر ذكره فإن الشيخ الصالح يلقي محاضرات في مأتمين: الاول في بني جمرة والثاني في (حي سنككي) في المنامة، ولم تتمكن عائلته من معرفة شيء عن حالته، ومكان احتجازه، وقد سعت لتعيين محام للدفاع عنه، الا ان المحامي اخبرهم بأنه لن يتمكن من الالتقاء به خلال الـ 10 ايام الاولى من اعتقاله، وتلك هي اجراءات الامن المتبعة حاليا.

¨ حالة توتر:

تسود حالة من التوتر والترقب الشديدين في وسط الناس وذلك ناتج عن اجراءات السلطة التي سعت الى زيادة عدد القوات وتجهيزها وانزال المدرعات بصورة كبيرة، خصوصا في المناطق التي تشهد فعاليات الانتفاضة، وقد ادى ذلك الى حالة من التحدي في اوساط الجماهير وتنبئ الاوضاع بانفجارها خلال الايام القادمه، خصوصا وان ذكرى شهداء الانتفاضة لازالت ماثلة في الاذهان، وآلاف المعتقلين لازالوا يرزحون في السجون، حيث تثير غضب الجماهير وسخطها.

¨ حالة حرب على اللافتات والشعارات:

تشن قوات الامن حملات واسعة لازالة اللافتات والشعارات المرفوعة في مدن وقرى البحرين، والقماش الاسود المعبر عن الحزن والحداد الذي بدى وكانه يغطي كل شيء في البحرين، ولكن بمجرد ازالته تعود الجماهير الى وضع بديل له، وردا على ذلك قامت الجماهير بطلاء الحيطان وبعض الاعمدة في بعض المناطق بالطلاء الاسود حيث يصعب على السلطة ازالته. وتنتشر الشعارات المنددة بالسلطة الحاكمة واجراءاتها القمعية والمنادية بتطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، والمطالب الاخرى المطروحة في الانتفاضة بصورة واسعة جدا في كل مكان.





$ $ $ $





الرقم: (81)

التاريخ: 10/6/1995م

البحرين: مسيرات حاشدة

خرجت البحرين عن بكرة ابيها تلبي نداء داعي الله، في مسيرات حاشدة في معظم المدن والقرى ضمت الالاف من أبناء البحرين، وامتزجت مشاعر الحزن بالغضب والسخط والثورةحيث انعكس ذلك في الهتافات والقصائد التي رددت اثناء المسيرات وفي اللافتات التي رفعت في اماكن مختلفة من البلاد.

فالى جانب القصائد التي كانت تعبر عن الحزن لشهادة ابي الاحرار وسيد الشهداء ابي عبدالله الحسين(ع) كانت هناك القصائد التي تربط تاريخ الظلم والاستبداد الممتد من حكم يزيد الى حكم آل خليفة اليوم، وذكرى شهادة الامام الحسين(ع) بطريقة وحشية على ايدي الجيش الاموي، وشهداء البحرين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مبادىء وقيم الحق والعدل والحرية.

وعلى الرغم من مساعي السلطة الحاكمة اليائسة لتحجيم هذه المناسبة العظيمة وافراغها من محتواها الثوري، وذلك عبر القيام بمجموعة من الاجراءات عمدت الى شن حملات اعتقال واسعة في اوساط قادة المسيرات ومنظميها واداريي المآتم ، والضغط على رؤساء المآتم بتحديد وقت المسيرات، ومنع الخطباء من التطرق الى مواضيع سياسية وخصوصا ما يتعلق بالوضع في البحرين، ونشر اعداد كبيرة من قوات الامن مدعمين بمدرعات وذخيرة حيه في المناطق التي تشهد فعاليات الانتفاضة الشعبية، الا ان الارادة الشعبية مستلهمة دروس الثورة ورفض الظلم من شخصية الامام الحسين(ع) العظيمة ومسيرتة الثورية، انتصرت على المحاولات البائسة، وكان عاشوراء مناسبة للتعبير عن ارادة الشعب في التغيير، ونتيجة لاحساس السلطة بخطورة وامكانية انفجاره بصورة تفقد فيه السيطرة عليه، فقد تحاشت التعرض للمسيرات الجماهيرية الحاشدة، التي تخللتها نداءات التأكيد على استمرار الانتفاضة الشعبية، والمطالبة بالمطالب الشعبية، والتنديد باجراءات السلطة القمعية، والرد على اشاعات السلطة الكاذبة باخماد الانتفاضة الشعبية.

استمرت مسيرات العزاء الحاشدة منذ اليوم الرابع من شهر محرم، الموافق 5/6/1995م ولكنها بلغت الذروة خلال اليومين الماضيين في التاسع والعاشر من الشهر نفسه، حيث ضمت المسيرات الالاف من أبناء البحرين، وعلى الرغم من ضخامة الحشد لقوات الامن والاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها السلطة، الا ان المسيرات في كل مناطق البحرين سارت في مواكب مهيبة مرددة نداءات (الله اكبر) و(النصر للاسلام) و(لن نركع الا لله) ونداءات ابي عبدالله الحسين"ع" في عاشوراء (هيهات منا الذلة) و(الموت لال خليفة) والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين، (ابد والله ما ننسى المساجدين) و(شبابنا مقاوم مثل الاكبر والقاسم) وعلقت لافتات تحمل شعارات باللغتين العربية والانجليزية مثل: (ان الذين استشهدوا قاموا بدور حسيني، وعلى الباقين ان يقوموا بدور زينبي).

تحولت المسيرات في عدد من المناطق الى مظاهرات تندد بالسلطة الحاكمة واجراءاتها القمعية، كما حصل في كل من:

¨ المنامة (العاصمة):

مأتم بن سلوم، ومأتم القصاب، ومأتم زبر، ومأتم حجي عباس، وقد شارك الالاف من المواطنين من مختلف مناطق البحرين في مسيرات العزاء، في ليلة التاسع من محرم، وليلة العاشر وصباح اليوم العاشر، والمسيرات الليلية استمرت حتى صباح اليوم التالي أي حتى الساعة الثالثة صباحا بتوقيت البحرين، وتحولت مسيرات العزاء في نهاية الموكب الى مظاهرات ضد السلطة.

كما شاركت ضواحي المنامة في مسيرات العزاء، مثل النعيم، ورأس رمان في مسيرات حاشدة تخللتهـــا هتافــــات تنـدد

باجراءات السلطة الحاكمة، وتطالب باطلاق سراح المعتقلين.

ومسيرات العزاء في صباح اليوم العاشر من محرم في المنامة(العاصمة) تعتبر من اهم المواكب، وقد اتخذت السلطة احتياطات أمنية مشددة، الا ان ذلك لم يؤثر في معنويات الناس بل دفعها للمشاركة في المسيرات بحماسة اكثر.

¨ مدينة عيسى:

في عصر اليوم التاسع من محرم، شهدت مدينة عيسى مسيرات حاشدة وقدر عدد المواكب المشاركة بعشرين (20) موكب، وقبل انتهاء مسيرات العزاء حاولت احدى دوريات الامن العام استفزاز المعزين، عندما تقدمت سياراتهم محاولة اختراق احد المواكب، فرد عليها المعزون بقذفها بالحجارة مما ادى اصابة السيارة باضرار، وهرب قوات الامن التي كانت تستقلها تاركة السيارة، وبعدها قامت قوة مساندة من (الشغب) باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيرة، الا ان المعزين تفرقوا عند انتهاء مراسيم العزاء، ولم يبلغ عن وقوع اصابات.

¨ المصلى وكرباباد:

صباح اليوم التاسع من المحرم، سارت مواكب المعزين في مسيرات حاشدة ايضا، ي المنطقتين المذكورتين.

¨ قرى شارع الشهداء(البديع):

ابتدأت من ضاحية المنامة النعيم، وعلى امتداد الشارع حتى آخر قرية فيه، كانت مسيرات العزاء الليلية ابتدات منذ ليلة الرابع من محرم وبلغت ذروتها في التاسع والعاشر من محرم، حيث تشاركت مناطق المصلى، السنابس، جدحفص الديه، كرباباد، القدم، المقشاع، ابوصيبع، الشاخورة، كرانه، جنوسان، سار، باربار، المرخ، الدراز، بني جمرة والقرية في مواكب حاشدة.

وفي عصر يوم العاشر من محرم، سارت مواكب عزاء حاشدة في منطقة السنابس وتعتبر مسيرات عزاء السنابس من المواكب المهمة حيث هي مركز التجمع الثاني بعد المنامة في نفس يوم العاشر، وقد اتخذت السلطة احتياطات امنية مشددة جدا حول السنابس حيث سدت منافذ المنطقة بالمدرعات وقوات الامن التي انتشرت على طول الشارع العام.

في مقدمة مسيرات العزاء كان مأتمي بن خميس والسنابس اللذين تعرضا للتخريب على ايدي قوات الامن في وقت سابق، وقد توحدا في مسيرة موحدة، حيث كان عدد المشاركين كبيرا جدا، ومواكب عزاء من مختلف مناطق البحرين.

¨ منطقة سار:

تحولت مسيرة العزاء عصر يوم أمس، العاشر من محرم الى تظاهرة منددة بالسلطة الحاكمة واجراءتها القمعية وردد المتظاهرون نداءات (الله اكبر) و(النصر للاسلام) و(هيهات منا الذلة) و(الموت لال خليفة) وسار المتظاهرون من داخل المنطقة باتجاه الشارع الرئيسي شارع الشهداء (البديع)، الا ان قوات الامن تدخلت وسدت امامهم الشارع وحالة بينهم وبين الوصول اليه، وذلك قبل الوصول الى المجمعات السكنية التي يقطنها الاجانب، وهي من المجمعات السكنية الكبيرة في البحرين.

وفي الدراز: ايضا سارت مظاهرات حاشدة عصر يوم العاشر من المحرم، وعلى الرغم من الانتشار الكثيف لقوات الامن وتعزيزها بالمدرعات، الا ان المعزين حولوا مسيرات العزاء الى تظاهرات منددة بالسلطة الحاكمة، وقد كانت تسمع اصوات المتظاهرين على مسافة بعيدة من الدراز.

¨ جزيرة سترة:

فقد خرجت مسيرات حاشدة عصر يوم العاشر من محرم واتحدت مسيرات جميع قرى جزيرة سترة في موكب واحد وقدر عدد المشاركين بسبعة الاف (7000) شخص، وكان الموكب مهيبا جدا، وتحولت المسيرات الى مظاهرات صاخبة، ردد خلالها المتظاهرون نداءات (الله اكبر) و(النصر للاسلام) و(لن نركع الا لله) وهتافات (الموت لال خليفة) ولم تقم قوات الامن باي رد فعل ضد المتظاهرين، واكتفت بمراقبة الوضع عن كثب خارج الجزيرة، على الرغم من تواجدها الكثيف.

لقد كانت العشرة الايام الماضية من شهر محرم فرصة مناسبة، استطاع فيها شعب البحرين ان يعبر عن رأيه بصورة واضحة وصريحة عن رفضة للظلم والاستبداد وتوقه لنظام عادل وحر، مما يعبر عن جدية الشعب في مطلبه بالتغيير السياسي كحل.

واليوم السبت الحادي عشر من محرم، شعب البحرين على موعد لاحياء اكبر تجمع جماهيري من نوعه في البحرين في منطقة الديه، الواقعة على شارع الشهداء (البديع)، حيث تحتشد مواكب العزاء من مختلف مناطق البحرين بعد الظهر لاحياء ذكرى عاشوراء.

ولكن لم ذكرى عاشوراء من غير ان تذكر السلطة الناس بأنها مستمرة في نهجها القمعي، فقد قامت بتاريخ 5/6/1995م باعتقال فضيلة الشيخ محمد علي علي الصالح وذلك بسبب تعرضة في محاضراته لوضع البلاد، ومطالبته بوضع حد لانتهاكات حقوق الانسان وتنديده باجراءات السلطة القمعية.

كما اعتقل ملا عي بن صالح البلادي وذلك بسبب حديثه عن الوضع السياسي المتأزم في البلاد وانتقاده للانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان.

¨ راديو البحرين:

اعتبر يوم أمس الجمعة العاشر من شهر محرم من المرات النادرة في تاريخ البحرين حيث بثت اذاعة البحرين برنامجا اذاعيا عن نشأة وشهادة الامام الحسين(ع) ولكن لم تجرأ وسائل الاعلام على نقل وقائع المسيرات نقلا حيا سواء في الاذاعة او التلفزيون، حيث سوف يشكل ذلك فضيحة لها بسبب تعرض المسيرات الى الوضع السياسي المتأزم، والهتافات المنددة بالسلطة الحاكمة وتحولها في كثير من الاحيان الى مظاهرات عارمة ضد السلطة الحاكمة.

¨ زيارة غازي القصيبي الى لندن:

زار لندن العاصمة البريطانية يوم الاثنين الماضي 5/6/1995م وكيل وزارة الخارجية البحرينية غازي محمد القصيبي بقصد مناقشة بعض المواضيع المتعلقة بالوضع السياسي المتأزم في البحرين مع بعض الجهات المختصة، الا ان الزيارة فشلت في تحقيق هدفها، حيث لم يستطع المسؤول المذكور اقناع الجهات التي التقاها بوجهة نظر حكومته، وذلك بسبب كثرة المعلومات والحقائق الدامغة التي تمتلكها تلك الجهات والتي تدين حكومة البحرين بصورة قاطعة.

وبالمناسبة فقد اعتصم البحرانيون المقيمون في العاصمة البريطانية امام مبنى السفارة البحرينية في شارع (كلوسستر) منددين بالسلطة الحاكمة واجراءتها القمعية، وتأييدا للانتفاضة الشعبية، وقد رفعوا صور الشهداء، وصور لجثث الشهداء التي تصور بشاعة القمع ووحشية السلطة، مما حدى بالمسؤول الى الغاء اجتماعاته التي كان مقررا عقدها في مبنى السفارة الى بيت السفير نفسه، وذلك تفاديا للحرج الذي كان سوف يتعرض له.



$ $ $ $


الرقم: (82)

التاريخ: 11/6/1995م

البحرين: قرار الشعب..

لقد توهمت السلطة الغاشمة أنها بلجوئها الى اسلوب القوة والعنف في قمع الانتفاضة سوف تتمكن من اخمادها واسكات الشعب، ويبدو انها قد تسرعت كثيرا في اعلانها بأنها تمكنت من احتواء الانتفاضة، وانها اصبحت في مأمن!! ولكن جاءت مناسبة عاشوراء لتبدد الوهم وتكذب الادعاء الزائف وتعلن بوضوح للسلطة الحاكمة بأن الانتفاضة مستمرة حتى ينال الشعب كامل حقوقه، وان القمع والقتل والارهاب لن يثني شعبنا عن مواصلة طريقة الذي بدأه. فبعد مسيرات التاسع والعاشر من محرم، اكد الشعب يوم الحادي عشر من محرم الموافق 10/6/1995م في المهرجان الجماهيري الحاشد في منطقة الديه على الاستمرار في الانتفاضة ورفض سلطات الظلم والاستبداد وعدم المساومة على المطالب الشعبية.

لقد كانت النداءات والشعارات التي رددت واضحة وصريحة كما اللافتات التي رفعت. حيث اكدت بأن الاستقرار والهدوء لايمكن ان يعم الا باصلاح الوضع السياسي ــ الاجتماعي وتطبيق الديمقراطية.

¨ يوم الحادي عشر من محرم:

منطقة الديه الواقعة على شارع الشهداء (البديع) بالقرب من منطقة جدحفص والسنابس، شهدت يوم أمس اكبر تجمع جماهيري، حيث تواجد اكثر من ثلاثون ألف (30.000) انسان لاحياء مراسيم عاشوراء، فقد تقاطرت الوفود من جميع انحاء البحرين الى منطقة الديه حيث يتم احياء المراسيم سنويا في يوم الحادي عشر من محرم الذي وافق يوم السبت 10/6/1995م فقد وصلت مواكب عزاء من المناطق التالية:

مواكب عزاء: الدير وسماهيج، اسكان عالي، القدم، جنوسان، الدمستان، كرزكان، ابوقوة، الدراز، النويدرات، الزنج، سار، المالكية، باربار، السنابس، سترة والمعامير بالاضافة لموكب عزاء الديه.

وتميزت مسيرات العزاء هذا العام بقوة الحضور وضخامته، وايضا نوعية الشعارات والنداءات التي تم ترديدها، حيث كان التصميم واضحا على المشاركين وحالة الاستعداد التي كانت تسود صفوفهم عالية جدا، والشعارات كانت تتصف بالصراحة والوضوح من حيث طرح المطالب الشعبية العادلة والمشروعة المتمثلة في تطبيق الديمقراطية، والتنديد باجراءات السلطة القمعية، والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين، وعودة المنفيين ومن بين الشعارات التي تم ترديدها (ثورتنا ثورة شعبية ضد الظلم والطائفية) و(انظر التاريخ شعبنا قاسى الجوع والحرمان طول الامد ومن قديم الازمان) و(كل الشعب يطلب ديمقراطية) و(الموت لال خليفة) و(ياخليفة شيل ايدك كل الشعب ما يريدك)، وعند الانتهاء من ترديد الشعارات يعقبها نداءات (الله اكبر) و(النصر للاسلام) و(هيهات منا الذلة)، وكان معظم المعزين يربطون رؤوسهم بعصابات سوداء كتب عليها (اللهم ارزقنا الشهادة) و(أين حقي؟) و(اللهم فك اسرانا) و(اني صوت الحق).

ورفعت لافتات كتب عليها: (اللهم فك اسرانا) واخرى تطالب بالافراج عن المعتقلين واخرى تقول: (على الشعب ان لا يساوم على قضيته ومطالبه المشروعة والعادلة) و(هيهات منا الذلة ياطاغي).

لقد كان يوم امس هو الصوت الحقيقي المعبر عن الارادة الشعبية الحقيقية، فقد عبر الشعب بصورة واضحة وصريحة عن رفضه للظلم والاستبداد، ومطالبته بنظام عادل تتمثل فيه الارادة الشعبية وتنتهي فيه حقبة الاستبداد والطغيان. وعلى الرغم من ادعاء السلطة بتمكنها من اخماد الانتفاضة الشعبية وصمت وسائل الاعلام العربية والدولية واستسلامها لهذه الادعاءات الزائفة، الا ان شعبنا يستمر وبكل اطمئنان وثقة بعدالة قضيته ونبل وسمو الاهداف التي يجاهد من اجلها، وسوف يسجل التاريخ بأن هناك شعب مجاهد تعرض للظلم والتعتيم، والتجاهل.

من جهتها السلطة فقد فرضت اجراءات أمن مشددة، حيث عمدت الى اغلاق شارع الشهداء (البديع) أمام حركة المرور ابتداءا من دوار جدحفص حتى اشارة مدخل السنابس، كما تم اغلاق المداخل الخلفية لمنطقة الديه، من جهة شارع الملك فيصل ابتداءا من دوار كرباباد، مما اضطر المشاركين الى ايقاف سياراتهم خارج المنطقة التي عزلت من قبل قوات الامن والدخول الى منطقة الديه مشيا على الاقدام لمسافات طويلة تقدر بمسافة اثنين (2) كيلومتر.

وقد تم نشر اعداد كبيرة من قوات الشغب على امتداد شارع الشهداء (البديع) حيث لوحظ توقف شاحنتان واربع سيارات (جيب) ومدرعة عند دوارجدحفص، وسيارتان (جيب) ومدرعة عند مدخل السنابس، وسيارتان (جيب) عند فرع بنك البحرين الوطني، "بالقرب من مدخل الديه"، وقد لوحظ ان تلك القوات كانت تقف في حالة الاستعداد التام ويدها على الزناد.

الا ان ذلك لم يؤثر على معنويات الجماهير بل على العكس من ذلك حيث خلق حالة من التحدي والتصميم، وكانت الجماهير تردد باصوات مدوية عند اقترابها من قوات الامن، مما سبب لها حالة من الفزع والارتباك عندما شاهدت ضخامة الجموع التي سارت في مواكب العزاء، والشعارات التي كانت تندد بالسلطة الحاكمة مباشرة، وتحاشت تلك القوات القيام بأية اعمال تستفز الجماهير.

بدأت المسيرات في التحرك في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر واستمرت حتى الساعة السادسة واربعون دقيقة، حيث يحين وقت صلاة المغرب، وتتوقف المسيرات ايذانا بانتهائها.

وقد اعلن بأن اليوم الاحد عصرا سوف تخرج مسيرات في منطقة اسكان عالي.

وتحدثت التقارير عن ان قوات الامن قد عمدت الى تفتيش المغادرين لمنطقة الديه وقامت باعتقال اعداد منهم.

¨ جسر البحرين ــ السعودية:

حظرت السلطات البحرينية دخول المواطنين السعوديين الى البحرين، وقد منع العديد من المواطنين السعوديين من عبور نقطة الحدود البحرينية، واخبرتهم بأن الدخول الى البحرين ممنوع حتى يوم الثلاثاء القادم، من دون ايضاح اسباب ذلك، ويذكر المسافرون بأن سبب المنع يعود الى احياء مراسيم عاشوراء.




$ $ $ $


الرقم: (83)

التاريخ: 12/6/1995م

البحرين: ارادة صلبة

إستمرت المظاهرات الحاشدة أمس الاحد الثاني عشر من محرم الموافق 11/6/95 لليوم الرابع على التوالي في التعبير عن إرادة شعب البحرين وتصميمه على مواصلة مسيرته من اجل التغيير السياسي، على الرغم من القمع واجراءات الأمن المشددة التي تتخذها السلطة لكبح الانتفاضة الشعبية، واجراءات التعتيم الشامله التي تفرضها لمنع تسرب انباء الانتفاضة.

وقدر عدد المشاركين بـ 12.000 شخص تسلحوا بشجاعة وتصميم صلب لمواجهة سلطة غاشمة لم تتورع عن إستخدام كل وسائل الارهاب من قتل واعتقال وتعذيب ونفي..الخ.

¨ الثاني عشر من المحرم:

إنتظمت مسيرات عزاء حاشده يوم أمس الاحد الثاني عشر من محرم الموافق 11/6/95 في تمام الساعة الثالثة والنصف مساء (15.30) بتوقيت البحرين في منطقة اسكان عالي، تقدمها موكب عزاء (اسكان عالي، موكب القائم) وتبعته المواكب الاخرى، مواكب عالي، كرباباد، بوري، مدينة عيسى، البلاد القديم، توبلي، الكورة، السنابس (ماتمي بن خميس والسنابس)، بني جمرة، دمستان، كرزكان، المالكية، شهركان، دار كليب وصدد. قدر عدد المشاركين بـ 12.000 شخص، في مسيرات حاشدة يملؤها الحماس والتحدي.

واشتركت بعض المواكب في مسيرات موحدة، مثل مواكب (كرزكان، دمستان، المالكية) و (دار كليب، صدد وشهركان)، وتميزت مواكب يوم أمس بوضوح وصراحة الهتافات والشعارات التي رفعتها من حيث تأكيدها على إستمرار الانتفاضة، وبأن لامساومة على المطالب الشعبية وركزت على المطالبة باطلاق سراح المعتقلين، ومن الهتافات التي ترددت بصورة دائمة (الله اكبر) و(النصر للاسلام) و(هيهات منا الذله)، والتنديد بالسلطة و(الموت لآل خليفة) و(ياخليفة شيل ايدك كل الشعب ما يريدك) و(كلنا نقاوم.. مثل الاكبر والقاسم)، و(الجمري لايساوم) و(ابد والله ماننسى المساجين).

وقد حاولت قوات الشغب المتواجدة في المنطقة، استفزاز المسيرات وذلك عند اقترابها من الشارع العام حيث تتواجد تلك القوات، فرد عليها المتظاهرون برشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة مما حدى بها الى التراجع الى مواقع جديدة وأمطرت المسيرات بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، إلا أن تصميم الجماهير واندفاعها دفع تلك القوات الى الهرب، الى ان وصلت تعزيزات اضافية، وعمدت الى إمطار المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ولكن التظاهرات استمرت وبكل قوة حتى اذان المغرب حيث توقفت المسيرات في تمام الساعة السادسة وخمسة واربعين(18.45) مساءا لاداء الصلاة.

وافادت مصادرنا بأن اصابات وقعت في اوساط المتظاهرين جراء اطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع الكثيف، كما تضررت الكثير من السيارات المتوقفة في المنطقة وبعض الممتلكات لنفس السبب، حيث تهشم زجاج السيارات وبعض المنازل جراء اصابتها.

ولوحظ كثرة الشعارات المكتوبة على الجدران التي تندد بالسلطة الحاكمه، وتؤيد الانتفاضة والداعية لاطلاق سراح المعتقلين وعودة المنفيين والمطالبة بتطبيق الديمقراطية.

كما وضع المعزون عصابات حمراء على رؤوسهم كتب عليها:

(هيهات منا الذله) و(نحن عشاق الشهادة) و(نحن جنودك ياحسين) و(اللهم أرزقنا الشهادة)، ورفعت لافتات وصور للشهداء.

مما يجدر ذكره فإن قوات الامن منعت موكب عزاء جزيرة سترة من الوصول الى منطقة إسكان عالي وحرمته من المشاركة في المسيرات الجماهيري، ويعد موكب عزاء سترة من اكبر المواكب لهذا العام، حيث اشتركت جميع المآتم في مسيرة موحدة.

¨ حقوق الانسان:

واصلت السلطة حملات الاعتقال بحق المواطنين، وقد تم معرفة شخصين من المعتقلين هذا اليوم 12/6/1995م وهما:

1/ ابراهيم علي يوسف، 22 سنة، طالب جامعي من منطقة دمستان.

2/ فؤاد عباس ابراهيم، 21 سنة، من اسكان عالي.

¨ اجراءات تقيد حرية الضمير وحرية التعبير:

قامت وزارة الداخلية بإتخاذ مزيد من الاجراءات التي تقيد حرية الضمير وحرية التعبير، حيث اقدمت على استدعاء المواطنين القاطنين في مدينة (حمد)، والذين يقيمون مراسيم التعزية الخاصة بالنساء في منازلهم، وامرتهم بالتوقف عن اقامة هذه المراسيم، وخيرتهم بين امرين: اما ان يوقعوا على تعهد بعدم الاستمرار في اقامة هذه المراسيم او ان البيت سوف يسحب منهم.






$ $ $ $





الرقم: (84)

التاريخ: 13/6/1995م

البحرين: استمرار التحدي

¨ ئئئئئئئالثالث عشر من المحرم:

لليوم الخامس على التوالي بعد المسيرات الليلية التي انطلقت منذ ليلة الرابع من محرم في مدن وقرى البحرين لاحياء مراسيم عاشوراء، استمرت التظاهرات الحاشدة التي انطلقت منذ بعد ظهر يوم التاسع من محرم الموافق 8/6/95 معبرة عن رفض شعب البحرين لسلطات القهر والاستبداد فبعد مدينة عيسى والمنامه والسنابس وكرباباد والديه واسكان عالي، فقد كانت جزيرة سترة التي تضم مصفاة نفط البحرين يوم امس الاثنين الثالث عشر من شهر محرم الموافق 12/6/1995م مسرحا للمسيرات الجماهيرية الحاشدة. وقد سارت الجموع يملؤها التحدي والاصرار، مرددة شعارات وهتافات تؤكد على الاستمرار في الانتفاضة الشعبية حتى تتحقق المطالب العادلة والمشروعة، وتندد بالسطة الحاكمة واجراءاتها القمعية، كما رفعوا لافتات وصور الشهداء.

وقد سارت المواكب في مسيرات مهيبة مرددة هتافات تردد صداها في جميع انحاء المنطقة، وبلغ عدد المشاركين اكثر من 11.000 شخص، وسار موكب سترة في مقدمة المسيرات وكان مهيبا جدا حيث توحدت جميع مناطق سترة في مسيرة واحدة، وبلغ عدد المشاركين من ستره وحدها تقريبا 8.000 شخص وتبعته المواكب الاخرى مواكب نويدرات والعكر والنبيه صالح وتميزت الهتافات والشعارات التي رفعت بالوضوح والصراحة التي إتسمت بها مسيرات عزاء ذكرى شهادة الامام الحسين (ع) هذا العام من حيث محاكاتها لواقع البحرين ورفض المساومة على مطالب الشعب في التغيير السياسي كمطلب اساسي، والمطالب الاخرى كاطلاق سراح المعتقلين السياسيين، واطلاق الحريات، ومن الهتافات التي تم ترديدها (الله اكبر) و(النصر للاسلام) و(هيهات منا الذلة) و(كلنا نقاوم مثل الاكبر والقاسم) كما تم التنديد بالسلطة الحاكمة واطلقت هتافات مضادة للحكومة، ومنها (الموت لال خليفة) و(ياخليفة شيل ايدك كل الشعب ما يريدك) و(ابد والله ما ننسى المساجين).

ورفعت لافتات ولوحظ كثرة الكتابات على جدران المنطقة، ومن بين الكتابات (افرجوا عن المعتقلين) و(لن نرضى بغير البرلمان المنتخب) و(يجب ان تكون واقعة كربلاء مدرسة لنا) و(الامة لا يجب ان تستجيب الا للحكم العادل).

واستمرت المسيرات حتى وقت صلاة المغرب حيث توقفت المسيرات لاداء الصلاة، واكتفت قوات الامن بمراقبة الوضع عن كثب، ولم تتدخل في سير المسيرات على الرغم من الشعارات المنددة بالسلطة التي رددها المتظاهرون.






$ $ $ $





الرقم: (85)

التاريخ: 26/6/1995م

البحرين: إسبوع التضامن مع المعتقلين السياسيين

ظاهرة الاعتقال السياسي ليست ظاهرة مستجده في تاريخ البحرين السياسي، وإنما هي تشكل إحدى مظاهر القمع الرسمي في مواجهة الحركة الشعبية، بل أصبحت المعتقلات والسجون طابعا مميزا للسلطة الحاكمة في البحرين لكثرتها، مما أكسبها سمعة سيئة على المستوى الدولي ولدى منظمات حقوق الانسان، وتقارير دولية كثيرة تتحدث عن إنتهاكات حقوق الانسان الواسعة في البحرين، ولكن خلال الانتفاضة الشعبية المباركة التي يخوضها شعبنا الباسل من أجل صياغة مستفبل مشرق لشعبنا ينهي فيه مرحلة الاستبداد والطغيان، فاقت اعداد المعتقلين حد التصور، مما إضطرت السلطة الحاكمة إلى تبرير حملات الاعتقال العشوائي، وتصرفات أجهزة أمنها البربرية.

يأتي إعلان إسبوع التضامن مع المعتقلين والسجناء السياسيين في البحرين ابتداء من 24/6/1995م تعبيرا عن التزام شعبنا بأهداف الانتفاضة الشعبية الباسلة وإصراره على تحقيق المطالب الشعبية العادلة والمشروعة.

¨ منطقة الدير وسماهيج:

مع بداية إسبوع التضامن مع المعتقلين السياسيين في البحرين، يوم السبت 24/6/1995م إنطلقت مظاهرة في منطقة الدير وسماهيج القريبتين من مطار البحرين الدولي في جزيرة المحرق من مساء نفس اليوم منددة بالسلطة الحاكمة ومطالبة بالافراج عن جميع المعتقلين والسجناء السياسيين، وإشترك أهالي المنطقة من نساء ورجال وشباب في التطاهرة، وهم يرددون نداءات "الله اكبر" و"النصر للاسلام"، ويطالبون بتطبيق الديموقراطية والافراج عن جميع المعتقلين والسجناء السياسيين، كما رددوا هتافات معادية للسلطة الحاكمة ورموزها.

وإثر ذلك حضرت قوات كبيرة من الشغب والمخابرات المسلحين إلى المنطقة وفرضت حصارا عليها، ومن ثم عمدت إلى مهاجمة التظاهرة، ورد عليها المتظاهرون برشقها بالحجارة والزجاجات الفارغة واشعال إطارات السيارات على الشوارع، وإستمرت المصادمات بينهم حتى وقت متأخر من الليل. وقد قامت السلطة في صباح يوم الأحد 25/6/1995م بحملة اعتقالات بين اهالي المنطقة ردا على تظاهرات الليلة السابقة.

¨ شعارات المعارضة:

تنتشر شعارات المعارضة في مختلف مناطق البحرين معبّرة عن المطالب الشعبية العادلة والمشروعة، كما تعبّر عن تضامن شعب البحرين مع المعتقلين والسجناء السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم فورا دون قيد أو شرط، وتشكل ظاهرة الشعارات الجدارية إلى جانب أدبيات المعارضة التي تنتشر إنتشارا واسعا بين الجماهير كإحدى مظاهر التعبير الشعبي للرد على سياسة التعتيم الاعلامي الرسمي وسياسة تزوير وتشويه الحقائق التي تتبعها السلطة لضرب الانتفاضة الشعبية المباركة.

¨ منطقة سترة:

وقعت مواجهات وصدامات بين أهالي منطقة جزيرة سترة وقوات الأمن المكوّنة من الشغب والمخابرات، وذلك اثر صدور الاحكام الجائرة على مجموعة من أهالي المنطقة، الذين لفقّت لهم تهمة مهاجمة قوات الأمن أثناء التظاهرات الجماهيرية هناك، مما ادى إلى احتراق إحدى سيارات الأمن التي كانت تستخدم في مواجهة التظاهرات، وقد حكم على خمسة عشر مواطنا تتراوح اعمارهم بين 18 عاما و37 عاما، بأحكام جائرة تراوحت بين عاما واحد و 7 أعوام و 25 عاما، وكانت المحكمة التي اصدرت الحكم برئاسة قاضي من العائلة الحاكمة يدعى عبدالرحمن بن جابر آل خليفة ومستشــارين من التابعية المصرية هما ابراهيم مهدي وعلى يوسف منصور. مما يجدر ذكره فإن هذه الايام تجرى محاكمة مجموعات من المعتقلين في محاكمة تفتقر لمعايير المحاكم العادلة، ولا تتوفر للمتهمين الفرصة للحصول على دفاع قانوني سليم.

¨ حقوق الانسان:

تتواصل انتهاكات حقوق الانسان بصورة واسعة وقد رصدت حملات إعتقال عشوائية في مختلف مناطق البحرين على الرغم من إعلان السلطة عن اطلاقها سراح بعض المعتقلين، وقد عرف من المعتقلين في:

ــ منطقة سماهيج: أعتقل بتاريخ 25/6/1995م كل من:

1/ علي عون، 50 سنة، عاطل عن العمل

2/ طه حبيب، موطف بطيران الخليج 3/ جعفر حبيب، مدرس

4/ حسين حبيب، موظف بنك تشارترد 5/ علي عيسى، عامل بباكو

6/ أحمد عيسى، عاطل 7/ حسن عيسى، طالب

8/ علي ناصر سعيد، موظف في بيت القرآن.

ــ منطقة المقشع: اعتقل بتاريخ 16/6/1995م المواطن علي حسن.

ــ منطقة جزيرة سترة: تمت محاكمة مجموعة مكونة من 15 مواطنا من منطقة سترة، وصدرت بحقهم أحكاما جائرة وهم كالتالي:

اسم المتهم العمر المهنة مدة الحكم(سنة)

1ـ حسن أحمد محمد المرزوق، 26 سنة، عامل 25

2ـ جعفر سلمان حسين تقي (لديه 6 اولاد)، 37 سنة، عامل 7

3ـ محمد حسن أحمد عبدالله عباس، 22 سنة، عاطل 7

4ـ جعفر حسن أحمد الفان، 22 سنة، طالب جامعي 3

5ـ حسين منصور أحمد خضير، 20 سنة، عامل 7

6ـ قاسم علي حسين، 19 سنة، طالب جامعي 3

7ـ عباس عبد علي أحمد خضير، 21 سنة، موظف 3

8ـ حسين علي حسن، 15 سنة، طالب 1

9ـ عبدالخالق حسن عيسى عبدالله، 21 سنة، طالب جامعي 3

10ـ عباس عبد علي عباس الامر، 23 سنة، نجار 3

11ـ علي محمد علي مرهون، 18 سنة، طالب 1

12ـ عبد الشهيد عبدالله مكي محمد حسن، 22 سنة، عامل 3

13ـ حبيب حسين علي مرهون، 18 سنة، طالب 1

14ـ جعفر سلمان عبدالمحسن، 26 سنة، طالب جامعي 3

15ـ أحمد رضي أحمد علي خضير، 18 سنة، طالب 1

وسوف تحاكم مجموعة ثانية هذا اليوم الاثنين 26/6/95، وهم الذين لفقت لهم تهمة قتل رئيس العرفاء بمنطقة نويدرات.



$ $ $ $




تقرير خبري عن نشاطات وفعاليات اسبوع التضامن مع المعتقلين والسجناء السياسيين.

التاريخ: 30/6/1995م

اعتادت الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين في 25 محرم حتى 1 صفر من كل عام احياء اسبوع التضامن مع المعتقلين والسجناء السياسيين في البحرين من اجل نشر قضية ومظلومية السجناء ورفع الحيف عنهم وحث المجتمع لتحمل مسؤوليته تجاههم.

وسجناء البحرين ــ خاصة مجموعة الـ 73 الابطال ــ الذين قاسوا على يد آل خليفة شتى الوان التعذيب والهوان وهم صابرين محتسبين ما حل بهم بعين الله، مؤمنين بقضيتهم لم يتنازلوا ولم يستسلموا ابدا، على الرغم من طول سنين السجن والعذاب.

ان هؤلاء الاخوة المؤمنين ــ وعلى رأسهم السجين الرمز السيد جعفر العلوي ــ الذين دفعوا زهرة عمرهم وشبابهم وتحملوا الالام من اجل خلاص شعبنا وحريته، يعيشون ظروفا قاسية جدا ومأساوية في كثير من الاحيان ومحرومون من ابسط حقوقهم في الدفاع عن انفسهم ووضع حد لعمليات التعذيب حتى بعد المحاكمة واصدار الحكم وزيارات الاهل لمدة (6) سنوات كاملة.

وفي هذا العام 1416هـ حيث انتفاضة شعبنا المباركة بلغ عدد المعتقلين اكثر من خمسة آلاف معتقل، اكتسبت قضية المعتقلين والسجناء تضامنا جماهيريا واسعا وذلك بسبب عدالة القضية التي سجنوا من اجلها والظروف القاسية التي يلاقونها من تعذيب ووضعهم في اماكن غير لائقه، وحرم اكثرهم من رؤية الاهل والاقارب كالاستاذ عبدالنبي الطريفي وسماحة السيد عدنان الموسوي وسماحة الشيخ محمد علي علي الصالح والاستاذ عبدالوهاب حسين والاستاذ حسن مشيمع وفضيلة الشيخ عبدالامير الجمري وباقي معتقلي الانتفاضة المجيدة وقد جددت الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين دعوتها السنوية لاحياء اسبوع التضامن مع السجناء خلال الفترة من 25 محرم حتى 1 صفر1416هـ، وتم الاعداد لهذا الاسبوع داخليا وخارجيا، وتم اخبار الاطراف الاخرى للمشاركة، و كانت اهم الاعمال التي تم التأكيد عليها مايلي.

1/ تكبير وتوزيع صور السجناء والمعتقلين.

2/ صيام يوم الاثنين قربة الى الله تعالى، تضامنا مع السجناء والمعتقلين والدعاء لهم بالفرج العاجل.

3/ كتابة ملصقات وشعارات تمجد السجناء والمعتقلين وتطالب بالافراج عنهم

4/ القيام بمسيرات تضامنية مع السجناء والمعتقلين (ليلة الخميس في بني جمرة والدراز، ليلة الجمعة في سترة والنويدرات يوم الجمعة في المنامة) وفي المناسب من المناطق الاخرى.

5/ زيارة عوائل السجناء والمعتقلين واعلان التضامن معهم.

واستجابة لهذه الدعوة فقد تم رصد الفعاليات والنشاطات التالية:

أ ــ اصدر الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ بيانا بتاريخ 24 محرم 1416هـ سلط من خلاله الضوء على مظلومية السجناء والمعتقلين ودعى الناس للتضامن معهم وطالب بالافراج عنهم فورا، ودعى لاستمرار الانتفاضة حتى تحقيق المطالب الشعبية المتمثلة في الديمقراطية والحريات ووضع دستور عصري.

ب ــ اصدر رئيس الدائرة السياسية للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين الاستاذ عبدالامير العرب مذكرة حقوقية عن بعض المعتقلين بتاريخ 20 محرم 1416هـ فند فيها مزاعم السلطة باطلاق سراح اعداد كبيرة من المعتقلين ومؤكدا على استمرار حملات الاعتقالات العشوائية وذكر فيها اسماء لمعتقلين جدد من ابناء شعبنا الشرفاء على رأسهم فضيلة الشيخ محمد علي علي الصالح وشرح ظروف السجن السيئة التي يعيشونها.

ج ــ انتشرت وبصورة كبيرة جدا الملصقات والشعارات الجدارية في مختلف مناطق البحرين، التي تطالب بالطلاق سراح المعتقلين، وبعض الكلمات المضيئة لبعض المعتقلين وكلمات قيلت فيهم، من ابرزها مايلي:

ـ (اطمئنوا فنحن لم ننتهي.. فمعنا شعب ينتج الابطال ووراءنا جيل قادم بارادة اقوى). السجين الرمز السيد جعفر العلوي.

ـ (لتكن هناك ام شجاعة تجمع النساء كل يوم وتذهب بهن للاحتجاج على السلطات). العلامة السيد هادي المدرسي.

ـ (انهم مهما عذبوا، ومهما قتلوا، فإنهم لن يستطيعوا سلب ارادتنا، فالمسمار لا تزيده كثرة الطرق الا ثباتا ورسوخا). العلامة السيد هادي المدرسي.

ـ (ان التاريخ يحفل بصفحات ناصعة لاولئك الذين تجردوا لمبادئهم وقيمهم رغم المعوقات الصعبة التي كانت تتربص بهم في الطريق، ولا شك ان سجناء البحرين في طليعتهم). سماحة الشيخ عبدالحميد الرضي.

د ــ وزعت صور الشهداء وصور بعض الرموز والشخصيات كاصحاب الفضيلة الشيخ محمد علي المحفوظ، والشيخ عبدالامير الجمري، والشيخ علي سلمان.

هــ تم توزيع وتداول نشيدتي (سيد جعفر وثلاثة وسبعون شمعة) واصدارات الجبهة كنشرة الانتفاضة والعقيلة والتقرير الخبري رقم(85) الخاص باسبوع التضامن، والبيانات الاخرى.

و ــ خرجت مسيرات تضامنية في الدير(ليلة الاحد وليلة الخميس) وفي الدراز (ليلة الخميس وليلة الجمعة وليلة السبت)، وفي السنابس (ليلة الاربعاء وليلة الخميس وليلة الجمعة) وفي سترة (ليلة الجمعة) وفي كرزكان (ليلة الجمعة) وفي المنامة (ليلة الجمعة) ورفعت خلال المظاهرات شعارات تطالب بالافراج الفوري عن المعتقلين ومواصلة الانتفاضة وعدم التنازل حتى تحقيق المطالب الشعبية.

ز ــ قام ابناء شعبنا في الداخل وفي بعض الاماكن في الخارج بالصيام يوم الاثنين تضامنا مع السجناء والمعتقلين.

ح ــ اقيم اعتصام في لندن امام السفارة البحرانية يوم الخميس 30 محرم 1416هــ تضامنا مع السجناء والمعتقلين في البحرين.

ط ــ عقدت وفود من الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين لقاءات مع شخصيات دينية وسياسية في كل من لبنان والباكستان والسودان وبعض الدول الاوربية.

ي ــ واصلت الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين خلال الاسبوع اصداراتها التوجيهية والخبرية، حيث واصلت نشرة (الانتفاضة) صدورها وقامت بالتغطية والتوجيه لاسبوع التضامن مع السجناء، كما صدر عن الدائرة الاعلامية للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين التقرير الخبري رقم(85) تناول بعض فعاليات التضامن ومستجدات انتهاكات حقوق الانسان في البحرين، كما اصدر الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين بيانا بالمناسبة وتصريحا صحفيا بمناسبة التعديل الوزاري الشكلي.

$ $ $ $




الرقم: (86)

التاريخ: 6/7/1995م

البحرين: حكم الاعدام

المحكمة الكبرى الجزائية، نطقت يوم الثلاثاء الماضي 4/7/1995م، بالحكم في قضية مايسمى مقتل رئيس العرفاء بتاريخ 23/3/1995م، حيث اصدرت حكما بالاعدام على المواطن عيسى أحمد حسن قمبر، وهذا اول حكم بالاعدام يصدر عن محكمة منذ إندلاع الانتفاضة في البحرين. ومع صدور هذا الحكم وهي أقصى عقوبة، فهناك عدة تساؤلات يمكن أن يثيرها هذا الحكم تتعلق، بالقضية نفسها، وسير المحاكمة. فالقضية قضية سياسية، فكيف تم تحويلها الى قضية جنائية؟

ولازالت الازمة السياسية مستمرة على الرغم من إدعاءات السلطة بتمكنها من القضاء عليها.

ماذا عن أعمال القتل وجرائم التخريب والتعذيب والقتل تحت التعذيب التي إقترفتها أجهزة السلطة؟ إذا كانت السلطة تدعي أنها تنتهج نهجا عادلا!.

لماذا القانون يطبق فقط على الشعب؟ ويستخدم كسيف مسلط على رقاب أبناء الشعب فقط؟

كيف يمكن إعتبار الحكم الصادر عن المحكمة المذكورة حكما عادلا، في الوقت الذي أعتمد على إفادات الشرطة المأخوذة تحت التعذيب، كدليل إثبات وحيد؟ هل تمكنت هيئة الدفاع من القيام بدورها بصورة كاملة؟ وهل توفرت كل السبل القانونية الصحيحة للمتهمين للدفاع عن أنفسهم؟ لماذا تصر السلطة على عقد جلسات المحكمة بصورة سرية؟ وماذا عن استقلال القضاء ونزاهته؟

واسئلة أخرى كثيرة. ولازالت جميع هذه التساؤلات محل نزاع ولازالت السلطة تستخدم القانون إلى صالحها، وتبقى السلطة والعائلة الحاكمة فوق القانون، وتنصب من نفسها قاضي في الوقت الذي تكون هي طرف في النزاع.

¨ منطقة جزيرة سترة ونويدرات:

مساء يوم امس الاربعاء 5/7/1995م، شهدت جزيرة سترة ومنطقة نويدرات مسيرات جماهيرية، إحتجاجا على الاحكام الجائرة التي اصدرتها المحكمة الكبرى الجزائية والتي عقدت جلساتها بصورة سرية في قاعدة خفر السواحل في منطقة المحرق، وقد ترددت الشعارات المنددة بالسلطة الحاكمة، والاحكام الصادرة بحق المواطنين الابرياء سواء الذين صدرت بحقهم الاحكام يوم الثلاثاء 3/7/1995م أو الاحكام الصادرة بحق المجموعة التي حوكمت في محكمة أمن الدولة بتاريخ 21/6/1995م، كما أكدت التظاهرات على استمرار الانتفاضة الشعبية، وقد كان الغضب والتحدي واضحا في مسيرات مساء الاربعاء.

¨ تصريح الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين:

من جهة صرح الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ تعليقا على الاحكام الصادرة بحق الابرياء، جاء فيه: (دشنت الحكومة التي شكلها رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة عهدها بخطوة استفزازية وظالمة حين اصدرت مجموعة من الاحكام الجائرة بحق المجاهدين من ابناء شعبنا وهو ما توقعناه سلفا واكدنا عليه، بأن الازمة التي تعصف ببلادنا لايمكن ان تعالج بهذه الخطوات الزائفة واننا نرى ان الحل الحقيقي يكمن اساسا في تطبيق الديمقراطية واجراء الانتخابات الشاملة ووجود الدستور العصري واحترام قيم الشعب ومبادئه، ولن نرضى بأقل من ذلك كشعب يحترم نفسه ويعتز بمبادئه).

واضاف سماحته: (بأن السلطة حينما تقوم بهذه الاعمال فانها تحفر قبرها بيدها وليكن واضحا لهذه السلطة الظالمة ان الظلم والطغيان لن يصمدا امام الحق ولن تستطيع السلطة عبر سياسة القمع والارهاب من اخافة شعبنا الصامد الذي اثبت انه يمتلك الوعي والشجاعة).

واضاف: (اني احيي هؤلاء الابطال وكل السجناء الذين هم بحق الشهداء الاحياء على ظلم آل خليفة، واوجه التحية بشكل خاص الى أبناء منطقتي سترة ونويدرات الغيارى الذين تظاهروا احتجاجا على الاحكام الجائرة، وسنبقى نعمل جميعا من اجل ان تبقى الانتفاضة مستمرة حتى تحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.. ونصر من الله وفتح قريب).

$ $ $ $

الرقم: (87)

التاريخ: 9/7/1995م

البحرين: عرس الشهادة

يوم الثلاثاء الماضي 4/7/1995م دشنت حكومة خليفة بن سلمان عملها باحكام قاسية طالت مواطنين شرفاء، وذلك بسبب مشاركتهم في الانتفاضة الشعبية، مدعية بأنهم قد ارتكبوا جريمة قتل لاحد عناصر قوات أمن السلطة التي اقترفت ــ ولازالت تقترف ــ جرائم بحق الابرياء من أبناء شعبنا.

ومع الملابسات الكثيرة التي تحيط بمقتل رئيس العرفاء الا ان السطة الغاشمة لم تعطي المتهمين الفرصة للدفاع عن انفسهم في محاكمة قانونية سلمية، بل وجهت الاتهام للمواطنين واعتمدت افادات الشرطة المأخوذة تحت التعذيب.

وعقدت جلسات المحاكمة في ظروف سرية مشددة، لم يتمكن فيها محاموا الدفاع من الترافع عن موكليهم في اصل الموضوع الذي هو موضوع سياسي، بل اجبروا للترافع في قضية جنائية، صاغتها اجهزة الامن واصدرت الحكم فيها قبل عقد جلسات المحاكمة.

ويوم أمس السبت 8/7/1995م نفس اليد الآثمة تقترف جريمة اخرى، هذه اليد الملطخة بدماء ابناء شعبنا الابرياء، فهي التي تغتال الشرفاء في الزنازين المظلمة وتقتلهم ظلما تحت التعذيب، كما تطلق الرصاص عليهم في الشو ارع، محتمية خلف قوانين قمعية، شرعت من اجل حماية المجرم وتقنيين الجريمة.

فأي قانون هذ1 الذي يجيز للمجرم ان يقترف جريمته متعمدا، ويوفر له الحماية والحصانة من الملاحقة القانونية؟! واية دولة هذه التي تأوي المجرمين وتطلق يدهم ليعيثوا في الارض فسادا من دون رادع او ضابط؟!

ان السلطة الغاشمة تعلم بأن جرائمها هذه لن تثني شعبنا من الاستمرار في الانتفاضة حتى تتحقق جميع مطالبه العادلة والمشروعة، بل انها تعي ان استمرارها في ارتكاب المزيد من الجرائم فإنها تصب الزيت على النار، وعلى الباغي تدور الدوائر.

¨ الشهيد سعيد الاسكافي:

شهيد آخر يضاف الى سجل الخالدين من ابناء شعبنا الشرفاء، فقد استشهد يوم أمس السبت 8/7/1995م الشهيد سعيد عبد الرسول الاسكافي، البالغ من العمر 16 سنة، من سكنة منطقة السنابس، طالب في مرحلة الثاني ثانوي، مما يجدر ذكره فإن الشهيد كان قد اعتقل يوم الخميس الماضي 6/7/1995م وبقي في السجن محتجزا حتي يوم السبت حيث سلم الى عائلته جثة هامدة بعد ان استشهد تحت التعذيب علي ايدي قوات الامن، وقد شوهدت آثار التعذيب واضحة علي جسمه.

وبمجرد معرفة الناس بخبر تسليم جثته الى ذويه، اخذوا في التجمع، ونقلت جثته الى مسقط رأسه في منطقة النعيم، وتحولت مراسيم تشييعه يوم امس في تمام الساعة الخامسة (17.00) بتوقيت البحرين في منطقة النعيم الى مظاهرة منددة بالسلطة الحاكمة حيث ترددت الهتافات المعادية للسلطة، واستمرت حتى الساعة السادسة والربع (18.15) مساءا بتوقيت البحرين، على الرغم من محاصرة قوات الامن باعداد كبيرة بقيادة خليفة آل خليفة الملقب (بالشاعر) للمقبرة.

وفي تطور آخر، انطلقت مظاهرة حاشدة منددة بالسلطة الحاكمة في منطقة السنابس محل سكن الشهيد سعيد الاسكافي، يوم امس في تمام الساعة الخامسة والنصف (17.30) بتوقيت البحرين، وقد هاجمت قوات أمن السلطة التظاهرة، واطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي على المتظاهرين، وشاركت طائرة مروحية وسيارات اطفاء في التصدي للمتظاهرين الذين ردوا على قوات أمن السلطة برشقها بالحجارة واقامة المتاريس على الشوارع، واشعال اطارات السيارات.

وتنقل المصادر وقوع اصابات كبيرة بين المتظاهرين، وقد تم تحديد اصابة اربعة متظاهرين في الرأس، ووقوع اضرار مادية في المنطقة جراء اطلاق النار الكثيف، والمصادمات بين قوات أمن السلطة والمتظاهرين، وشوهدت سيارات الاسعــاف تجوب منطقة الاشتباكات. كما وقعت مصادمات عنيفة بين المتظاهرين وقوات امن السلطة في منطقة اسكان جدحفص، اثر انطلاق تظاهرة منددة بالسلطة الحاكمة حيث تزامنت مع تظاهرة السنابس.

¨ بيان الامين العام للجبهة الاسلامية:

اصدر الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ، يوم امس السسبت 8/7/1995م بيانا بمناسبة استشهاد الشهيد سعيد الاسكافي، استنكر فيه العمل الاجرامي الذي اقترفته أيدي الجلادين، وجاء فيه: (لقد تمادت السلطة الظالمة في غيها وبغيها فاقدمت على قتل المجاهد الشهيد سعيد عبدالرسول الاسكافي، الشاب الذي لم يتجاوز ربيعه السابع عشر، حيث سقط شهيدا تحت سياط الجلادين والقتلة المجرمين، فانظم الى قافلة الشهداء الابرار، شهداء الحق والحرية والكرامة.

واضاف ايضا: (ان السلطة الحاقدة تظن انها بهذه الاعمال سوف ترهب ابناء شعبنا الغيارى وانهم بالقتل سيوقفون هدير الانتفاضة المباركة، ولكن ليعلموا ان ظنهم خائب بإذن الله لاننا شعب تربى على شعار "ان القتل في سبيل الله لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة".

واضاف سماحته: (انني اوجه التحية الى شباب المقاومة في كل مناطق بلادنا وخاصة في منطقتي النعيم والسنابس، الذين تظاهروا استنكارا لجرائم السلطة وتضامنا مع استمرار الانتفاضة التي ستبقى مستمرة بإذن الله حتى تحقيق المطالب العادلة والمشروعة، والتي نؤكد عليها دائما، وتتمثل في: تطبيق الديمقراطية، اجراء الانتخابات الشاملة، واطلاق الحريات، ووضع دستور عصري، واحترام قيم شعبنا ومبادئه).

¨ حقوق الانسان:

استمرت السلطة الحاكمة في انتهاكها لحقوق الانسان الاساسية على نطاق واسع، في الوقت الذي تدعي فيه بأنها تزمع الانتهاء من قضية المعتقلين، وقد أثارت مجموعة من الاشاعات في محاولة منها للتملص من المسؤولية عن سعة الاعتقالات وعمليات التعذيب الوحشية بحق الابرياء، وفترات الاحتجاز المطولة من دون محاكمة، والمحاكمات الصورية التي تفتقر للمعايير القانونية الدولية، وآخرها كان اصدار حكم الاعدام والسجن المؤبد وسنين سجن طويلة بين 5 إلى 10 سنوات.

وخلال الايام الماضية تم رصد مجموعة من الاعتقالات في مناطق مختلفة من البحرين:

ــ منقطة القرية:

1/ محمد جعفر المعراج، 34 سنة، عامل، أعتقل بتاريخ 29/6/1995م

2/ علي يوسف حسن، 25 سنة، موظف، أعتقل بتاريخ 30/6/1995م

3/ علي فلاح عبدالله، 21 سنة، طالب جامعي، أعتقل بتاريخ 30/6/1995م

ــ منقطة جدحفص:

ــ عبدعلي جاسم، 32 سنة، مدير توظيف، أعتقل بتاريخ 2/7/1995م

ــ منطقة نويدرات:

ــ عبدالحسين حسين معراج مال الله، موظف، أعتقل بتاريخ 2/7/1995م

كما استمرت السلطة في مسلسل الابعاد ومنع المواطنين من الدخول الى الوطن، فقد ابعدت السلطات المواطن: مالك الشيخ علي العصفور مع زوجته الى الامارات العربية المتحدة، يوم الخميس الماضي 6/7/1995م بعد احتجازهم في مطار البحرين الدولي لمدة اربعة ايام، حيث وصلوا الى المطار يوم الاثنين 3/7/1995م الا ان السلطة منعتهم من دخول البحرين.






$ $ $ $






بيان رقم(2): البحرين: عقدان من الظلام والرعب.

التاريخ: 24/8/1995م



في جواب على سؤال موجه من قبل رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، والسؤال هو لماذا كانت البلاد عرضة لاضطرابات واسعة، قال رئيس الوزراء: "لان البحرين هي الحقلة الاضعف في دول مجلس التعاون الخليجي" في الواقع ان هذا الاعتراف النادر والصريح من قبل الرجل القوي في النظام، لا يعد دلالة على نظام يمتلك قدر معقول من التأييد الشعبي او يتمتع بأي درجة من الشرعية.

في الحقيقة ان المفهوم الشعبي للصراع مع نظام آل خليفة كعصبة قائمة بذاتها، فالذي يميزهم ليس حكمهم المستبد الفاسد والوحشي، بل طريقة تفكيرهم التي لازالت متجمدة عند تلك اللحظة الواقعة في عام 1782م عندما جاءوا من ارض الجزيرة العربية الام لمحاصرة واحتلال الجزيرة.

منذ ذلك الوقت اعتبروا الارض بمقتضى غزوهم لها، بمثابة ملكيتهم الخاصة التي ليست محلا للخلاف للابد، واعتبروا اهل البلاد الاصليين البحارنه أناس اجانب مهزومين، حيث صودرت منهم املاكهم واكرهوا على القيام بالعمل الاجباري. منذ تلك اللحظة ولحد الان، اجبر البحارنة علي تحمل (200) مائتي عام من الاستعباد، والوحشية والتعصب الشديد المشابه للتمييز العنصري.

اعتقد آل خليفة أنه من الطبيعي ان تهيمن معتقداتهم البدائية المعتمدة على صهوة جوادهم العسكرية على السكان الاصليين من الفلاحين الذين ليست لهم جذور قبلية، واعتبروا منشقين بسبب معتقدهم المخلص. هذه الخلفية التي يمكن ان تساعد في تفسير رد آل خليفة المفرط في العنف والوحشية على مطالب الاصلاح، هذا هو نمط نظام المستوطنين الذي يشه سياسة التمييز العنصري التي تستثني البحارنه من التوظيف في مؤسسات الدولة الرئيسية، حيث تحظر عليهم الدخول في القوات المسلحة والشرطة، معتقدين بأن يكون رجالهم ونسائهم عرضة للاعتداء.

في اوضاع مشابهة في دول اخرى، يكفي ان تقدم بعض اجراءات المشاركة الشعبية كحل للخروج من الازمة. في البحرين هذا ليس كافيا، يحتاج البحارنة الى ضمانات لوضع حد لمثل ذلك القدر من التمييز الطائفي الذي تنتهجه الدولة، مما يصعب تصوره ان يحدث مثل هذا التحول مع وجود الحرس القديم من آل خليفة وبالخصوص في ظل هيمنة خليفة بن سلمان على سدة الحكم ذلك الرجل الشديد التعصب والقاسي، كما انه من الصعب ان نرى تغييرا حقيقا معتمدا العملية الانتخابية، حيث يمكن ان تنقض، او مجلس تشريعي عرضة للحل حسب نزوة الحاكم.

الدستور نفسه هو وثيقة متناقضة مع نفسها، فهو لا يوفر ضمانة لمشاركة حقيقة او تداول للسلطة، المشكلة الرئيسة بطبيقة الحال انه لم يقصد انجاز ذلك، حيث كان الهدف الرئيسي هو التدريب على جعل حكم الخليفة شرعيا، فلم يمنع تركيز السلطة في ايدي آل خليفة حيث كانوا يسيطرون على السلطة التشريعية من خلال المراسيم الاميرية’ والسلطة التنفيذية من خلال كون نصف المجلس الوزاري اعضاء من العائلة الحاكمة، والسلطة القضائية تخضع لرئيس القضاة الخليفي للمحاكم الاساسية، وبالنسبة لاجهزتهم فقد جعل آل خليفة كل عملية تحول مثار استهزاء. فبالنسة لهم الاصلاح السياسي يعني اعادة توزيع المناصب الوزارية للوزراء غير الخليفيين، والمشاركة الشعبية تعني تعيين شركائهم من رجال الاعمال وزملائهم المرفهين فيما يسمى المجلس الاستشاري.

البحرين بلد عانى لمدة طويلة من الزمن، والبحارنة شعب قد تحمل كثير من الانتهاكات، لذا فهم قد عقدوا العزم على عدم الاذعان للعودة الى الوضع السابق، فالتضحيات جسيمة، فلابد انكم قد سمعتم التقارير، وشاهدتم صور التعذيب والمعتقليين، لكن النضال سوف يستمر حتى نيل الحرية.

اننا نقد تعازينا لاؤلئك الذين استشهدوا، وننحني اجلالا للبحارنة الشجعان، رجالا ونساءا، الذين يواجهون بشجاعة فائقة حكم الطغيان، خلف القضبان وفي الشوارع الملتهبة، فنظراتهم المحدقة للغد بانتظار يومهم الموعود تحت الشمس.

مقتطفات:

+ مجلس الوزراء المزعوم الذي تم اعادة توزيع المناصب الوزارية فيه حيث تم تغيير الوزراء غير الخليفيين فقط، مما يؤكد على السلوك العنصري تجاه البحارنه، الذين اقتصرت تعيناتهم الوزارية على وزارات الخدمات المتدنية، مثل الاشغال العامة، الصحة والعمل.

+ بالنسبة للسياسة الاقتصادية، ان الكثيرين قد ادركوا بأن هناك خطة منظمة ومقصودة منذ بدايات الثمانينات لافقار البحانة، فقد تم جلب اعداد هائلة من العمالة الوافدة غيير المدربة بقصد خفض اجور العمال، ولسنين طويلة فإن قليلا جدا من البحارنة يتولون مراكز ادارية عليا، وفرص التعليم عالي قد تم تقليصها بصورة كبيرة.

+ الاشهر المنصرمة الاخيرة من الانتفاضة مثلت فقط قمة جبل الجليد، يمكن الاطمئنان الى ان الـعشرين سنة القادمة لن تكون كالعشرين سنة السابقة.

فمستوى المعيشة والقوة الشرائية لدى البحارنة قد انخفضت بحدة خلال الخمسة عشر سنة الماضية، كنتيجة للسياسات الخليفية.

+ على الرغم من اللغة المبالغ فيها التي تستخدمها الحكومة، الا انها تفاقم ازمة البطالة سوء، وكثير من الذين وقعوا على العريضة طردوا من اعمالهم، واي شخص كان عرضة للتحقيق ليوم واحد من قبل جهاز المخابرات طرد من عمله.

+ على الرغم من ان البحرين بلد قليل السكان، الا ان الحكومة لا تعطي شهادة بالمواطنة او الجنسية، ومما يثير السخرية، فإن الدليل الوحيد على جنسية المواطن هو الجواز، الذين يمكن سحبه في أي وقت تشاء الحكومة.

+ من الصعب فهم موقف الحكومة البريطانية، بسبب بعض المصالح البريطانية الضئيلة، حيث تضع على نفسها ثمنا معنويا ثقيلا بسبب مساندتدها لنظام متخلف وغير شعبي في البحرين.

في 26 آب 1975م حل حاكم البحرين المجلس الوطني المنتخب، وعطل العمل بالدستور، الذي صادق عليه واعلن العمل به في 6 يسمير 1973م لذلك فإن تجربة الحكم الدستوري القصيرة الاجل اوقفت بصورة مفاجئة، بعدها بفترة قصيرة، تم القاء القبض على بعض اعضاء المجلس المنحل، وفتحت ابواب السجون ليدخلها مئات من الناشطين السياسيين.

وعاش البلد منذ ذلك الوقت حقبة مظلمة وغاص في موجات من القمع واحدة بعد الآخرى، توجته ازمات سياسية واقتصادية خطيرة، حيث ادى تصاعد حدة الخطورة الى تحرك جماهيري واسع للمطالبة بالديمقراطية في الاشهر الاخيرة.

في الذكرى العشرين لهذة المناسبة الاليمة نعلن بأن المدة الواقعة بين 20 اغسطس (آب) و26 اغسطس (آب) اسبوع للتضامن مع النضال من اجل الديمقراطية في البحرين، تحت شعار "نعم للديمقراطية، لا للاستبداد".

اننا نناشد جميع المحبين للحرية من ابناء البحرين، والاصدقاء المنادين بالديمقراطية والعدالة في العام للمبادرة بالقيام بدور نشط، لوضع حد لدولة الطغيان والقمع في البحرين.

اننا نكرر قناعتنا بأن الطريق الحقيقي للخروج من الازمة الحالية هو عبر السماح للشعب بتقرير مصيره واختيار شكل الحكومة التي يرغب من خلال انتخابات حرة ونزيهة’ ومن خلال الاستجابة الايجابية لمطالب الحركة الشعبية.

+احترام الحقوق المدنية والحريات، ووضع حد للمارسة سياسة العنف والرعب التي تتبعها الدولة، والغاء قانون امن الدولة والقوانين القمعية الاخرى، اطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء السياسيين، والعودة غير المشروطة لجميع المنفيين الى الوطن، والغاء سياسات التمييز الطائفي والعرقي.

+ ايجاد دستور عصري، الذي يوسس لحكم القانون، ومساواة الحاكمين والمحكومين امام القانون.

+ اعتماد مبدأ التعددية السياسية من خلال اجراء انتخابات شاملة لمجلس وطني كامل الصلاحية.

+ يجب وضع حد لسياسة العنف والرعب من قبل الدولة، ويجب احترام الكرامة الانسانية والحقوق المدنية، يجب اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين، واعطاء الحرية للمنفيين في العودة الى وطنهم متى شاؤوا، ومنح الجنسية للمحرومين منها.

+ اعتماد حاكمية القانون، وضمان مساواة الجميع الحاكمين والمحكومين امام القانون، ووضع حد لسياسة التمييز الطائفي والعرقي.

+ على السلطة ان تبدأ في حل المشكلة الاقتصادية التي تؤثر بقوة وبصورة خاصة على البحارنة، والعمل على انهاء سياسة الابواب المغلقة التي تهدف الى جعلهم في اسف السلم الاقتصادي، اعتماد مبدأ الكفاءة بدلا من الانتماء الطائفي كمقياس للتوظيف والتقدم.

الهدف هو الوصول الى تعددية سياسية حقيقية، حيث تكون السيادة الى صندوق الانتخابات، ومبدأ تداول السلطة، ويسمح لجميع الاحزاب السياسية من مختلف الاتجاهات، للتنافس بحرية لصياغة نظامهم السياسي.



$ $ $ $




بيان رقم(3): حول الاوضاع الاخيرة في البحرين.

التاريخ: 13/9/1995م



قال تعالى: (الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)

السلام عليكم ايها الشهداء الابرار، يامن روت دماؤكم الزكية شجرة الحرية التي تنمو وتعلو باسقة في سماء بلادنا يوما بعد يوم، واسماؤكم سوف تكتب بمداد من نور في سجل الخالدين من تاريخنا المشرف لتكون شاهدة على عظمة هذا الشعب ونبله، ولتكون شهادة على همجية وبربرية سلطة غاشمة.

والسلام عليكم ايها الاباة الاحرار، الذين هزمتم الطغاة والجلادين وانتم خلف القضبان في سجون الاستبداد الخليفي، يامن سطرتم آيات البطولة والصمود وواجهتم الوحشية والبربرية بروح الكبرياء والاباء.

السلام عليك ايها الشعب المجاهد المقدام، فبطولاتك وتضحياتك المعطاءة اثارت الرعب والهلع في قلوب الجبناء المتمترسين خلف حراب المرتزقة الاوباش، في نفس الوقت الذي كانت مثار اعجاب واحترام العالم اجمع.

ايها الشعب المجاهد المقدام..

يجتاز وطننا مرحلة في غاية الاهمية من تاريخه السياسي، فالانتفاضة الشعبية طوال الشهور التسعة المنصرمة، اثبتت بما لايدع مجالا للشك بأن التغيير نحو الافضل قادم بحول الله وقوته، وان فجر الحرية قد بدأ في البزوغ، لذا فإن السلطة الغاشمة سعت جاهدة من أجل تعطيل عجلة التغيير من الدوران، واستخدمت في سبيل ذلك كل ما تمتلكه من وسائل العنف والدمار، ولم تتورع حتى عن القتل، ولكن ارادة المقاومة والتطلع نحو الحرية والانعتاق كانت اقوى من ارادة القتل والعنف المدمر الذي انتهجته السلطات الغاشمة، وعندما فشلت اساليب القمع والبطش لجأت السلطة الى اسلوب يتصف بالغدر والخداع وبث الاشاعات ومحاولات اثارة الفرقة والشقاق بين أبناء شعبنا الباسل.

وفي هذه الايام بالذات يتم الترويج لاحدى الخدع التي يقف وراءها مهندس سياسة القمع والاجرام في البحرين المرتزق البريطاني "هندرسون" مدير جهاز الامن، وجهاز مباحث امن الدولة، الذي يتحمل مسؤولية اعمال القتل العمد، وكل الجرائم التي اقترفت بحق شعبنا منذ عام 1966م حتى يومنا هذا، بمشاركة اساسية من رأس السلطة التنفيذية.

منذ بداية الانتفاضة الشعبية المباركة كنا قد اوضحنا وحذرنا من الاعيب السلطة ومن مغبة الانجرار وراء مخططاتها المخادعة لوقف الانتفاضة، التي برهنت على عزلة هذه السلطة الغاشمة وعدم تمتعها بأي تأييد شعبي، واوضحنا بأن السلطة سوف تسعى من خلال حملات الاعتقال العشوائية الى استخدامها كوسيلة ضغط لوقف الانتفاضة، وهي الآن تسعى لتنفيذ مخططها الاجرامي هذا مستغلة بعض رموز الانتفاضة المعتقلين، وملتمسة منهم ــ تحت الضغط والاكراه وبشروطها هي ــ وقف الانتفاضة الشعبية.

إننا في الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين، قد حددنا موقفنا الحاسم والرافض لهذا الاسلوب الملتوي والمخادع، وشكنا في مصداقية هذه السلطة الغاشمة، نابع من تاريخها الطويل المخادع، ولثقتنا بأنها لم تلجأ لهذا الاسلوب الا عندما وجدت نفسها في وضع عاجز عن حسم الامور باسلوب القوة والعنف وهو نهجها وطابعها المميز.

ايها الشعب المكافح..

لايمكن الادعاء بعقد "اتفاق" في الظلام ومن خلف القضبان وتحت تهديد حراب المرتزقة، وذلك يعود لسبب بسيط، فالعقود والاتفاقات يجب ان تنبع من ارداة حرة وفي ضوء النهار، فما بالك إذا كان الاتفاق بشأن قضية خطيرة يتقرر فيها مصير شعب، وما تم الاعلان عنه لا يرتقي الى صيغة الاتفاق بأي صورة كانت، وشعبنا سمع مجرد كلام من طرف واحد فقط، وهم العلماء المطلق سراحهم، وهذا الكلام تم بحثه في السجن، ولم يتم تأكيده من قبل جهة رسمية قط، بل على النقيض من ذلك كانت تصريحات المسؤولين في حكومة خليفة بن سلمان جميعها تؤكد نفي وجود أي اتفاق وتتمسك بثوابتها في التأكيد على الاستمرار في سياسة القمع والبطش وتطبقها فعليا، وترفض أي فكرة للحوار او الاستعداد للاستجابة لاي من المطالب الشعبية، إذن كيف يمكننا ان نطلق على كلام الاخوة المطلق سراحهم "اتفاقا" بينما الطرف المقابل يعلن عكس ما قيل تماما.

دعونا نستدرك قليلا لبنود ما حدث عام 1956م اثر الانتفاضة الشعبية بقيادة "الهيئة" حيث اعترفت حكومة البحرين "نفس الاسرة الحاكمة الحالية" بلجنة الاتحاد الوطني، كتنظيم شرعي، وقد لعب اثناؤها البريطانيون دور الوسطاء في البحرين، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ فالمكاسب القليلة التي حققتها اللجنة في مفاوضاتها مع الحكومة سنة 1956م سرعان ما تبخرت قبل نهاية تلك السنة، ولجأت الحكومة ثانية الى سياستها المعهودة "القمع" وتبين أن كل الذي حدث من استجابة الحكومة، والوساطة البريطانية مجرد مناورة لكسب الوقت، وهذا ما صرح به فيما بعد المستر "جولت" ــ الوكيل السياسي البريطاني في ذلك الوقت ــ: (كنا في ذلك الوقت نريد تهدئة الموقف).

وعندما نورد هذه الحادثة، من تاريخنا السياسي، فإنما لنعتبر، فهل يتوجب علينا ان نكرر الاخطاء، ونعيد التاريخ؟ ام علينا ان نكون قراء جيدين وواعين للتاريخ؟

لماذا نقع في الخطأ، ونصر على الاستمرار فيه؟ وهل التكليف الشرعي يدعونا لتجاهل ونسيان كل الجرائم التي اقترفت بحق هذا الشعب الصامد؟ وهل الشرع يدعونا للسكوت على اعمال القتل العمد، وقتل النفس المحترمة، وانتهاك الحرمات والاعتداء على الآمنين، واعتقال النساء والرضوخ للظلم والعبودية، ومساعدة الظالم في ظلمه وطغيانه؟!

لماذا يراد لهذا الشعب ان يسكت على الظلم الذي وقع عليه، ويعطي للطاغية الحق في اقتراف الجرائم، واختطاف الاطفال من بيوتهم ومدارسهم، واستخدام المعتقلين والسجناء والموقوفين من ابناء هذا الشعب الكريم كرهائن يحتجزهم في زنازين قذرة ويعرضهم للتعذيب الوحشي، ومن ثم يساوم على اطلاق سراحهم وعودتهم الى اهاليهم باسلوب رخيص ينم عن خسة ونذالة، وانهيار اخلاقي مريع وتدني الحس الانساني لدى جهاز مباحث امن الدولة السيء السمعة؟

هل يمكن فعلا غض الطرف عن هذه الاعمال الجبانة اللئيمة؟ فهذه السلطة الغاشمة، لم تغير من اساليبها ولم تبدي أي بادرة حسن نية تجاه شعبنا الصامد البطل، بل على العكس من ذلك، فهي تستفزه صباحا ومساءاً، و تتمادى في وحشيتها وبربريتها اكثر واكثر، فلماذا يطلب منا السكوت والهدوء؟!

ان هذه الاساليب الجبانة الغادرة التي تتبعها السلطة الغاشمة، في مواجهة شعبنا الاعزل المقدام، تنم عن روح العداء والكراهية، فهي تجند المرتزقة وتستقدمهم من جميع انحاء العالم، وتعبئهم لاضطهاد ومحاربة شعبنا، وتبدد في سبيل ذلك كل موارد البلاد وخيراتها وتعمل على تكريس وسائل القمع، وتسخر جميع الامكانيات لمحاربة شعبنا واضطهاده، بدلا من انفاقها في سبيل تنمية البلاد وبنائها وتقدم الشعب.

فمن هو المعتدي؟ ومن سياخذ الحق لدماء الشهداء الابرار، التي سفكها الجلادون؟‏

من سيحاسب المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات الفضيعة التي اقترفها الاوباش بحق الأمنين من شعبنا، والانتهاكات التي تعرضت لها المدن والقرى والمنازل التي هتكت حرماتها؟

وبأي قانون سوف تتم محاسبة المجرمين الحقيقيين؟ وامام أي هيئة قضاء سوف تتم مقاضاتهم؟!

لا يمكن لاي انسان صاحب حق ووقع عليه ظلم ان يقال له غض النظر عما جرى وعليك ان تنسى! فحجم الظلم الذي وقع كبيرا جدا، والفظائع والانتهاكات التي اقترفت واسعة جدا، وعلاجها يحتاج الى حلول جذرية.

ان الهدف الاساسي لمخطط السلطة هذا، هو ضرب الوحدة الشعبية التي تجلت باروع صورها في انتفاضة شعبنا الباسلة، فعلينا ان لا نفرط في هذا الانجاز العظيم الذي تعمد بدماء الشهداء، وصمود المعتقلين والسجناء الابطال واصرار الشعب على انجاز اهدافه النبيلة السامية. فليكن الحوار بين أبناء الشعب الواحد، ولتتكون هيئة انقاذ موحدة، تكون مهمتها وضع برنامج عملي جدي ويكون في سلم اولوياته انقاذ وطننا وشعبنا وقيمنا من ربقة الاستبداد والطغيان، وبناء الوطن وتنميته وتوفير الفرص الحقيقية للشعب لاختيار الوضع الامثل لصياغة واقعه حاضرا ومستقبلا.

وعندما يتوفر الاستعداد لتحمل المسؤولية، فسوف يتم طرح كافة الامور، فيما يخص الوطن والشعب، حاضره ومستقبله.

ان خشيتنا نابعة من عدم الثقة في هذه السلطة، ونخشى ان يتحمل اخوة احبة اعزاء علينا مسؤولية غدر السلطة، وتثقل ضمائرهم لما يترتب على هذا الغدر من آثار، ونحن نقول لهم ذلك بكل اخلاص وود ومحبة، (ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار..).

فشعبنا قد ترسخت لديه قناعة بعدم جدارة هذه السلطة بحمل المسؤولية، فهي قد فقدت مصداقيتها امام شعبنا وامام العالم اجمع، جراء الجرائم الفظيعة التي اقترفتها بحق هذا الشعب المكافح، وبما انها لم تلتزم بالعهود والعقود سابقا، فلا يمكن الثقة في أي وعد تتقدم به، فهي لازالت تمارس الكذب والخداع وتتصرف بعيدا عن روح المسؤولية وتنتهج اساليب العصابات الاجرامية التي لا تقرها شريعة او قانون، فكيف يمكن الثقة بها وبوعودها؟

انها تسعى الآن جاهدة للحصول بالخديعة والمكر على مالم تحصل عليه بالقوة والعنف والارهاب، فلماذا نمكنها من ذلك؟ ولا نعتقد ان الشرع يدعونا لذلك؟

نحن نشك في امكانية تحقيقها لهذا الامر، لان وعي شعبنا قد تجاوز اساليب السلطة الماكرة التي تحاول استغفاله وخداعه، ولانه قد عقد العزم على نيل حقوقه كاملة غير منقوصة، متوكلا على الله الواحد العزيز القهار.

فلتطمئن السلطة الى ان الاعيبها وخداعها لن تجدي نفعا، فكما فشلت اساليب بطشها وقمعها الهمجية، في تركيع شعبنا وانهاء انتفاضته الباسلة، فكذلك سوف تفشل اوهامها الكاذبة وسرابها بخداع شعبنا والقفز على مطالبه الاساسية.

ونحن واثقون ومطمئنون ــ بعد التوكل على الله عزوجل ــ من انتصار ارادة شعبنا المقاوم، وانتهاء معاناته والآمه، وبزوغ فجر الحرية والعزة والكرامة.

المجد والخلود للشهداء الابرار، والحرية لجميع السجناء والمعتقلين، والنصر لشعبنا المقاوم البطل، والخزي والعار للطغاة والجلادين والخونة.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..

نصر من الله وفتح قريب..




$ $ $ $




الرقم: (88)

التاريخ: 25/9/1995م



هنأت الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين عوائل المعتقلين المطلق سراحهم، متمنية لهم عودة مظفرة لمواقعهم الطبيعية بين أبناء وطنهم ليتمكنوا من ممارسة دورهم النضالي من اجل انجاز اهداف شعبنا في الحرية والتقدم والديمقراطية.

جاء ذلك في بيان صدر اليوم تعليقا على الافراج عن فضيلة الشيخ عبدالامير الجمري وبعض المعتقلين، وهو اسلوب اتبعته السلطة للافراج عن المعتقلين غير المحكومين، الهدف منه اشغال شعبنا عن القضايا الاساسية التي تسببت في تفجير الانتفاضة الشعبية واختزالها في قضية المعتقلين فقط.

واضاف البيان: ونحن اذ نعلن عن تضامننا وفرحتنا باطلاق سراح اخوتنا الذين تحملوا عناء السجن والاعتقال التعسفي، الذي اصبح الطابع المميز لحكم آل خليفة في البحرين، الا اننا ندين هذا الاسلوب الهمجي المستهتر بمشاعر شعبنا وكرامته وحريته، الذي تتبعه السلطة التي تساوم على مطالب شعبنا الاساسية المتمثلة في المشاركة الشعبية لصياغة الواقع الامثل لحاضره ومستقبله.

وقال البيان: ان التعامل من خلال المنظار الامني للقضايا الاساسية العالقة لايقدم الدليل على جدية السلطة في سعيها لمعالجة الازمة السياسية، بل على العكس من ذلك فهي تتجاهلها تماما، وتتجاوز الآثار التي ترتبت على سياسة الاستبداد والقهر والقمع، ودعاوى التحقيق في قضايا القتل العمد والجرائم التي اقترفتها بحق شعبنا على مدى عقود من الزمن وادت الى سقوط اربعة عشر شهيدا خلال التسعة شهور المنصرمة من عمر الانتفاضة الشعبية، والانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان والاعتقالات العشوائية الواسعة في ظل قوانين تعسفية سارية المفعول الى يومنا هذا، وهي بذلك تسعى الى تجميد المشكلة الحقيقية محاولة الاستفادة من عامل الزمن، مما يؤدي الى تكريس هذه السياسة البغيضة.

واضاف البيان: ان اقصى ما يمكن ان تقدم عليه السلطة هو ما اعلن عنه رئيس وزراء حكومة البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة مؤخرا، وهو اجراء بعض التعديلات الشكلية في عمل مجلس الشورى المعين المسلوب الارادة، وانشاء مجالس البلديات، وهذا يمثل برنامج حكومة خليفة بن سلمان الجديدة، ويرد على أي تأويل او تصريح صدر عن التفكير في قضية المجلس الوطني المنتخب (الهيئة التشريعية).

واكد البيان: على اهمية البدء في حوار شعبي شامل، لتكوين هيئة انقاذ موحدة لوضع برنامج جدي لافشال مؤامرات مدير الامن العام الجنرال البريطاني ايان هندرسون، الساعية لشق الصف الوطني وارباك قوى المعارضة، مشددا ان لاسبيل لانهاء الازمات التي تعيشها البلاد الا بالاستجابة الكاملة لمطالب شعبنا العادلة والمشروعة.






$ $ $ $






الرقم: (89)

التاريخ: 12/10/1995م

البحرين: محاكمات جائرة..

في الوقت الذي تشيع السلطة بأنها بدأت في الافراج عن المعتقلين غير المدانين قضائيا، وتتبع ذلك بضجة اعلامية الهدف منها التغطية على حقيقة الاوضاع المتوترة، التي لازالت تسود البلاد نتيجة لتعنت السلطة، وإصرارها على الاستمرار في نهجها القمعي.

فخلال الاسبوعين الماضيين قامت السلطة بعدة اجراءات الهدف منها استفزاز المشاعر الشعبية والتأكيد على النهج الثابت في التعامل مع شعب البحرين، من خلال التعامل الامني الذي يأتي في اولويات اهتمامات السلطة وتوجهاتها، فهي لم تتعض من تفجر الانتفاضة الشعبية التي كانت احد مسبباتها الرئيسية تجاهل المطالب الشعبية في الاصلاح السياسي، والتعامل معها من خلال السياسة البوليسية الوحشية.

وحاليا تقوم السلطة بمحاكمة مجاميع من المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم المعارض الاسلامي عبدالنبي احمد الطريفي، الذي اعتقل منذ بدايات تفجر الانتفاضة الشعبية بتاريخ 11/12/1994م وتأتي محاكمة الاستاذ الطريفي بعد مضي عشرة اشهرمن الاعتقال الاعتباطي وذلك انتقاما منه، بسبب دوره في الدفاع عن حقوق شعب البحرين المشروعة والعادلة.

ومما يجدر ذكره فإن محاكمته تم تأجيلها للمرة الثانية على التوالي خلال اسبوعين وذلك بسبب عدم تمكن السلطة من توفير ادلة ادانته وعدم تمكن محاميه من اعداد مرافعة الدفاع لضيق الوقت الذي اعطته السلطة لإعدادها، كما انه تعرض للاعتقال والملاحقة منذ عام 1992م بسبب معارضته لمجلس الشورى المعين.

وفي نفس الاتجاه ايضا تتم محاكمة السيد باقر سيد محمد سيد عيسى، ومجموعة اخرى مكونة من سبعة مواطنين امام محكمة أمن الدولة التي تفتقر الى الضمانات القانونية لمستوى المحاكمات المنصفة.

وتأتي هذه المحاكمات في الوقت الذي يعبر فيه شعبنا عن تمسكه بانجاز مطالبه الاساسية التي رفعها اثناء الانتفاضة الشعبية، والمتمثلة في تطبيق الديمقراطية الدستورية، واطلاق الحريات العامة، ووضع حد لسياسة تكميم الافواه، واحترام حقوق الانسان الاسياسية.

وقد عبر الشعب عن ذلك أثناء اطلاق سراح بعض الشخصيات، وخصوصا عندما اطلق سراح الشيخ عبدالامير الجمري، حيث استقبل بحفاوة بالغة وفي جو إحتفالي شعبي ضخم جدا، عبر عن اصرار شعبنا على مطالبه في الاصلاح السياسي.

وتأكيدا عى ذلك فقد كانت احداث هذا الاسبوع خير دليل على رفض شعبنا لنهج السلطة القمعي ومحاولتها الالتفاف على المطالب الاساسية، فقد كانت مناسبة ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء(ع) مناسبة للتعبير عن هذه المطالب، فخلال المسيرات الشعبية الحاشدة التي طافت انحاء البحرين، ردد المشاركون الهتافات المطالبة بالاصلاح السياسي، ورفضهم لنهج السلطة المخادع، كما ان مدرسة جدحفص الصناعية الثانوية كانت يوم الاحد 8/10/1995م مسرحا لمسيرة طلابية، قمعتها قوات شغب السلطة بعنفها المعهود، حيث هاجمت تلك القوات الطلبة الذين كانوا يتظاهرون سلميا في المدرسة بقنابل الغاز المسيل للدموع واعتدوا عليهم بالضرب، كما قاموا باحتجاز ثلاثة من الطلبة، ونقلوا الى احد مراكز الامن واطلق سراحهم فيما بعد امام تهديد الطلبة بالاستمرار في التظاهر اذا لم يطلق سراح زملائهم.

وفي نفس الوقت كانت السلطة قد منعت بعض الشخصيات من اقامة ندوة في منطقة عالي، يوم الاربعاء 4/10/1995م كان مقررا ان يتحدث فيها الشيخ عبدالامير الجمري مع الشيخ عبداللطيف المحمود، ويبدو ان مزاج السلطة يتجه لانهاء الفرصة البسيطة التي اعطتها لبعض الشخصيات لالقاء احاديث وخطب حول الاوضاع والدعوة للهدوء، خصوصا بعد ان أثيرت تساؤلات جدية حول حقيقة ما دار بين تلك الشخصيات وسلطات الامن في السجن، وارتفاع نبرة التشكيك في نوايا السلطة بسبب ممارساتها القمعية المستمرة التي لم تتوقف عنها على الرغم من كل الدعوات الموجهة للهدوء، ومما يجدر ذكره فإن سلطات الامن قد بادرت الى منع المواطنين من الاحتفاء بالمعتقلين المفرج عنهم.

بالاضافة الى ذلك فإن تصريحات حاكم البحرين عيسى بن سلمان آل خليفة واخوه رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة، قد عبرت بصورة واضحة بأن اقصى ما تنوي السلطة القيام به هو اجراء بعض التعديلات الشكلية في صلاحيات مجلس الشورى المعين، المسلوب الارادة والذي يعتبر اداة في يد السلطة، ولم يكن معبرا عن الارادة الشعبية المطالبة بالمشاركة في صياغة القرار، وقد كان هذا المجلس عرضة للإنتقاد والاستهجان من قبل الشعب وقوى المعارضة منذ بداية تشكيله في عام 1992م.







$ $ $ $






الرقم: (90)

التاريخ: 15/10/1995م

البحرين: اتساع حالة التململ

تسعى السلطة الحاكمة في البحرين جاهدة الى تحسين صورتها التي أصابها شرخ كبير جراء الانتفاضة الشعبية في البحرين، وممارسات السلطة القمعية البالغة الوحشية المتمادية في العنف غير المبرر، تجاه الحركة الشعبية المطالبة بتطبيق الديمقراطية، وإطلاق الحريات العامة، وإحترام حقوق الانسان الاساسية، حيث تعتبر تلك المطالب الاساسية للإنتفاضة الشعبية وأسباب تفجرها الرئيسية، كما هي معاناة الشعب جراء تسلط الحكم القبلي الخليفي وإستبداده. وقد قامت السلطة بالعمل على خطين متوازيين مستغلة فترة الهدوء النسبي التي تسود الشارع البحراني حاليا.

فعلى مستوى الخارج تسعى السلطة بصورة حثيثة الى تحسين سمعتها السيئة مركزة على إطلاق سراح مجاميع من المعتقلين الابرياء غير المحاكمين وكثير منهم من صغار السن فيما يسمى (بالمكارم الاميرية)، وإتباع ذلك بحملة إعلامية، تتحدث عن عودة الهدوء وعدم الاعتراف بالمشكلة الحقيقية (الازمة السياسية) وترجع اسباب تفجر الاوضاع الى عوامل خارجية ليست لها علاقة بوضع البحرين الداخلي.

وقد تم التأكيد على ذلك في تصريحات جميع المسؤولين في حكومة البحرين، بدءا برئيس الحكومة خليفة بن سلمان آل خليفة، خصوصا في مؤتمره الصحفي امام بعض الصحفين في الصحف المحلية، الذي عقد في دار الحكومة، وتصريح وزير الاعلام محمد المطوع لاذاعة لندن بتاريخ 24/8/1995م وفي مقابلة وزير الخارجية محمد بن مبارك ال خليفة لجريدة الحياة بتاريخ 7/10/1995م وايضا ماصرح به حاكم البحرين عيسى بن سلمان ال خليفة موخرا في خطابه امام مجلس الشورى المعين بتاريخ 1/10/1995م.

اما على المستوى المحلي في البحرين، فهناك تركيز إعلامي عبر وسائل الاعلام المختلفة: الاذاعة والتلفزيون والصحف المحلية التي هي جميعا مملوكة للدولة، لتحسين صورة العائلة الحاكمة التي إهتزت بعنف وفقدت مصداقيتها بصورة كبيرة جدا، جراء الممارسات الوحشية والانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان، مع التركيز على تشديد القبضة الامنية بصورة أكبر، حيث الانتشار الواسع لقوات الشغب والمخابرات في مناطق واسعة من البحرين، والتحرك الفوري لقمع أية مبادرة للتحرك الجماهيري، وقد برز ذلك بوضوح خلال الايام الاخيرة في عدد من الحوادث التي دللت على تململ الشارع البحراني امام محاولات السلطة القفز على مطالب الشعب الاساسية، وتلخيصها في قضية إطلاق سراح بعض المعتقلين غير المحاكمين فقط، بينما هي تقوم بعمليات استفزاز متعمدة يوميا.

فمن استفزازات قوات الشغب والمخابرات للمواطنين في قرى ومدن البحرين واختلاق المبررات للاعتداء عليهم ومضايقتهم، إلى شن عمليات إعتقال، ومهاجمة بعض المدارس التي بدأ الطلاب فيها التحرك في تظاهرات او اعتصامات داخل مدارسهم، إلى إجراء محاكمات صورية لبعض المعتقلين بعد فترات توقيف طويلة، ومحاولة الصاق تهم باطلة بهم، إلى إصرار السلطة المتواصل وعدم اعترافها بوجود مشلكة. وان كان ذلك لايغير من حقيقة الاوضاع المتأزمة اصلا في شيء، إلا انه يقدم البرهان بالدليل القاطع على ان السلطة لاتعتزم الاقدام على أي خطوات جادة باتجاه إيجاد حل حقيقي للازمة القائمة.

ليس لدينا شك في ان السلطة تعي حجم المشكلة وحقيقتها وخطورتها، ولكنها تتعمد تجاهلها والقفز عليها، واللجوء إلى بعض الخطوات الترقيعية مع تشديد قبضة الامن، ولكن هذا النهج هو الذي فاقم الاوضاع سوءا واوصلها الى حد الانفجار في السابق، كما أن الاصرار على الاستمرار فيه يجعل الوضع مرشحا للانفجار بصورة اعنف والايام القادمة حبلى بإحتمالات شتى.

! ففي الاسبوع الماضي وتحديدا يوم الاربعاء 11/10/1995م استؤنفت محاكمة المواطن عبد النبي احمد الطريفي، الا ان قاضي المحكمة اضطر إلى تأجيل المحاكمة للمرة الثانية على التوالي الى يوم السبت 21/10/1995م، وذلك بسبب ضعف الادلة المقدمة ضد المواطن وعجز السلطة عن تقديم دليل ادانة بحقه.

! ويوم امس السبت 14/10/1995م تظاهر طلبة مدرستي الجابرية الصناعية والثانوية في منطقة الزنج، ومدرسة عبد العزيز الثانوية للبنين، مرددين هتافات (الله اكبر) ورافعين المطالب الاساسية المتمثلة في تطبيق الديمقراطية الدستورية، واحترام حقوق الانسان، واطلاق الحريات العامة، ومطالبين السلطة باطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين فورا، ووقف المحاكمات الصورية للمعتقلين، ووضع حد لاستفزازات قوات الشغب والمخابرات والتوقف عن الملاحقات بحق من يشك بأن لهم نشاط سياسي، وقد عمدت قوات من الشغب والمخابرات لمحاصرة المدرستين، واحضرت شخصيتين من المطلق سراحهم لتهدئة الطلبة والطلب منهم انهاء تظاهرتهم.

! اما في منطقة بوري فقد اقدمت قوات من الشغب والمخابرات (امن الدولة) يوم امس السبت 14/10/1995م على اعتقال ثلاثة مواطنين، واقتيدوا الى احد السجون، ولم يعرف عنهم شيء لحد الان، كما ان عوائلهم لم تتمكن من معرفة سبب اعتقالهم.







$ $ $ $






الرقم: (91)

التاريخ: 29/10/1995م

البحرين: معاقبة الشعب

السلطات الحاكمة في البحرين تحاكم الشعب عقابا له لاستمراره في المطالبة بحقوقه العادلة والمشروعة، ورفضه المساومة عليها او التنازل عنها، وعلى الرغم من بشاعة وعنف اساليب القمع التي اتبعتها السلطة لاجهاض الانتفاضة الشعبية، وسعة الاعتقالات التي طالت الالاف من أبناء شعب البحرين، الا ان اصرار الشعب على نيل حقوقه يترسخ يوما بعد آخر.

¨ اصدار حكم جائر

يوم امس السبت بتاريخ 28/10/1995م اصدرت محكمة الاستئناف المدنية العليا، حكما جائرا يقضي بسجن المجاهدين، عبدالنبي احمد الطريفي والسيد باقر السيد محمد السيد عيسى لمدة ثلاث سنوات لكل منهما، ويأتي اصدار هذه الاحكام بعد اعتقال دام احد عشر شهرا، اثر تفجر الانتفاضة الشعبية، وعلى الرغم من عجز السلطة عن تقديم ادلة ادانة بحقهما مما اضطرها الى تأجيل المحاكمة الى ثلاث مرات متتالية، الا ان الحكم الصادر يوم امس السبت يعتبر عقابا لهما من قبل السلطة الغاشمة، وذلك بسبب الموقف الثابت من قبلهما في التعبير عن تطلعات شعبنا وطموحاته في اقامة نظام الحرية والعدل، ورفضهما المساومة على مطالب الشعب الاساسية.

وفور صدور الحكم على المجاهدين، تحركت جماهير منطقة بني جمرة الصامدة في مظاهرات منددة بالسلطة الحاكمة، وقد توجهت التظاهرات الى جامع الامام زين العابدين(ع)، حيث تعتصم بعض الشخصيات المعارضة، منفذة اضرابا عن الطعام احتجاجا على اساليب السلطة الملتوية ومناوراتها لاجهاض المطالب الشعبية الاساسية.

وقد علق كثير من المواطنين على اصدار هذه الاحكام قائلين، بأن السلطة تسعى لمعاقبة شعب البحرين في اجراء هذه المحاكمات واصدار احكاما تعسفية بحق المجاهدين من ابنائه.

مما يجدر ذكره فإن محاكمة المجاهد الطريفي كانت قد تحولت خلال الفترة الماضية الى قضية عامة ومؤثرة، حيث سارت عدة تظاهرات منددة بالسلطة الحاكمة واجهزة الامن خصوصا في الايام التي اعلنت كمواعيد لمحاكمته، وآخر تظاهرة سارت يوم الاربعاء الماضي 25/10/1995م رفعت خلالها صور كبيرة له، ورددت خلالها هتافات تطالب باطلاق سراحه وسراح جميع المعتقلين والمساجين وتندد بالسلطة الحاكمة.

¨ الامين العام للجبهة الاسلامية..

عزى الامين العام للجبهة الاسلامية لتحرير البحرين سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ الشعب الفلسطيني المجاهد وقيادة حركة الجهاد الاسلامي ـ فلسطين، بمناسبة استشهاد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الاخ المجاهد الدكتور فتحي الشقاقي، وادان في البيان الذي اصدره بهذه المناسبة العمل الاجرامي الجبان الذي اقترفته الايادي الاجرامية، واضاف: بأن دماء شهداء الامة سوف تطهر ارض فلسطين المقدسة من دنس الاحتلال الصهيوني.

وقال: بأن اغتيال القادة المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني يترافق مع مسار تصفية القضية الفلسطينية، ليتمكن العدو من تمرير مخططاته الاستيطانية وإنهاء جذوة المقاومة في الامة.

كما ادان قرار الكونغرس الامريكي نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس المحتلة، باعتباره يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي، كما ان هذا القرار يتعارض جوهريا مع قرارات الشرعية الدولية.

! وفيما يتعلق بالمستجدات على الساحة البحرانية، اصدر الامين العام للجبهة.. بيانا بتاريخ 26/10/1995م جاء فيه: لم يكن ما حصل في بلادنا من تطورات في الآونة الاخيرة شيئا مستغربا، فقد تعودت السلطات الحاكمة في البحرين على اسلوب الخداع والتضليل والمناورات السياسية الماكرة، ولذلك فقد توقعنا ان السلطة لن تقدم على أية خطوات حقيقية من شأنها معالجة الاوضاع التي تعاني منها بلادنا.

واضاف: وإننا ومن منطلق المسؤولية الدينية والتاريخية نود ان نلفت انتباه ابناء شعبنا الى الامور التالية:

1/ الالتزام بالوحدة الداخلية بين جميع أبناء الشعب بمختلف آرائهم حتى نفوت الفرصة على المغرضين والحاقدين.

2/ ندعوا اخواننا الطلبة والطالبات لمواصلة مسيرة الانتفاضة المباركة والبدء بالاعتصامات والمسيرات السلمية.

3/ التعبير عن الاحتجاج على استمرار سياسة الظلم والاستبداد بالكتابة على الجدران ورفع شعارات الانتفاضة ومطالبنا العادلة والمشروعة.

4/ احياء ذكرى شهداء الانتفاضة الابرار في نفوسنا وذلك بالتضامن الدائم مع عوائلهم وزيارة قبورهم.

5/ التضامن مع المعتقلين جميعا محكومين وغير محكومين.

وليكن واضحا لنا جميعا ان الخروج من الازمة التي تعاني منها بلادنا لن يكون الا بتحقيق المطالب الاساسية والتي تتمثل في:

أ ـ تطبيق الديمقراطية واجراء انتخابات شاملة.

ب ـ اطلاق الحريات واحترام حقوق الانسان.

ج ـ وضع دستورعصري ينظم علاقة الحاكم بالمحكومين.

د ــ احترام قيم شعبنا ومبادئه.

! وفي تعليق له على الاحكام الصادرة بحق المجاهدين الطريفي والسيد عيسى، قال: بأن هذه المحاكمات تعتبر ــ كما عبر عنها أبناء شعبنا ــ محاولة السلطة الحاكمة معاقبة شعبنا بسبب تفجيره للانتفاضة، ورفضه المساومة على مطالب الشعب الاساسية.

واضاف: بأن النظام القضائي في البحرين يفتقد الى المصداقية، حيث انه يخضع لتوجيهات جهاز أمن الدولة بصورة خاصة، والتدخل السافر في شؤونه من قبل رئيس السلطة التنفيذية خليفة بن سلمان آل خليفة.

¨ اضراب الشخصيات المعارضة عن الطعام

تستمر بعض الشخصيات المعارضة في اضرابها عن الطعام لليوم السابع على التوالي في مكان اعتصامهم في جامع الامام زين العابدين(ع) في منطقة بني جمرة، وفي آخر التطورات كان: نقل الاستاذ عبدالوهاب حسين يوم امس السبت الى المستشفى بعد ان فقد الوعي نتيجة للاضراب عن الطعام، ولكنه عاد الى مكان الاعتصام بعد أن أفاق.

ونقلت مصادر موثوقة بأن الحكومة مستمرة في رفضها الاستجابة لمطالب المضربين عن الطعام، وانها ليس في نيتها الاستجابة لهم، بل على العكس من ذلك فهي تتمسك بموقفها المتعنت والرافض لاتخاذ أي خطوة باتجاه ايجاد حل للازمة.



$ $ $ $

No comments: